الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مناورات عسكرية وعقوبات أمريكية.. القاهرة وواشنطن تحاصران أديس أبابا

آبي أحمد
آبي أحمد

لم يعُد التماسك الداخلي لدى أثيوبيا يقوى على مواجهة الضغوط الدولية التي تقودها جمهورية مصر العربية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أزمات متلاحقة لحكومة آبي أحمد رئيس الوزراء بدأها بالالتفاف على القوانين والأعراف الدولية ومحاولة التعدى على حق مصر في مياه النيل، وأنهاها بانتهاكات وأعمال عنف في إقليم تيجراي.

 

مصر: لن نتنازل عن قطرة مياه 

بدأت أزمة مصر مع أثيوبيا منذ إعلان الجانب الأثيوبي إقامة  سد النهضة القاطع لمجرى نهر النيل، وهو الأمر الذي لم تعترض عليه مصر أو السودان باعتبار أن كل دولة لها الحق في التنمية الداخلية.

 

لكن أثيوبيا تجاوزت العُرف والمواثيق الدولية ولم تلتزم بالتفاصيل الفنية لإنشاء وملء السد، الأمر الذي باتت له تداعيات خطيرة على مصر والسودان، وشُح متوقع في المياة.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي حذر أكثر من مرة من التصرفات الأحادية لأثيوبيا، وخاض جولات وصولات من المفاوضات التي أثبتت التعنت من الجانب الأثيوبي، حتى اضطر للإعلان أن كل الخيارات مطروحة من أجل الحفاظ على حق الشعب المصري في المياة.

 

مناورات عسكرية مصرية سودانية 

الخيارات المطروحة بالتأكيد تشمل التعامل السياسي والعسكري، وعلى الرغم من أن الرئيس السيسي لم يصرح بذلك بشكل واضح، لكن خبراء استراتيجيين قالوا إن مصر إذا استنفذت كل الخيارات السياسية ووضعت امام العالم حقيقة الوضع في أثيوبيا سيحق لها استخدام جميع الخيارات العسكرية للحفاظ على أمنها المائي.

 

وفي خطوة قد يُقصد منها الترهيب، بدأت قوات مصرية - سودانية مناورة عسكرية مشتركة باسم "حماة النيل" يوم الأربعاء الماضي، ولمدة 6 أيام، بمشاركة قوات برية وبحرية وجوية.

 

ومناورة حماة النيل تأتي بهدف تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة، وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين.

 

وتعد التدريبات المصرية - السودانية هي الثالثة من نوعها بين البلدين خلال أشهر قليلة، فقد سبقها "نسور النيل – 1" في نوفمبر الماضي، و"نسور النيل – 2" في أبريل الماضي.  

 

ماذا قالت أثيوبيا عن مناورات مصر والسودان 

الجانب الأثيوبي يدرك جيدا أن مصر والسودان يواجهان ضررا متوقعًا لا محالة جراء هذا السد، وعليه فإن العلاقة بين المناورات وقضية سد النهضة موجودة بالفعل.

 

أثيوبيا واصلت عنادها وتحدثت عن المناورات بغطرسة جديدة حيث أعلنت أنها تتابع التدريبات العسكرية التي تجريها الخرطوم مع القاهرة.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي: "نتابع التطورات في السودان والتدريبات العسكرية مع مصر".

 

وأضاف: "من حق الدولتين (مصر والسودان) إجراء تدريبات عسكرية ولدينا قوات مسلحة قوية وقادرة على حفظ أمن وسيادة إثيوبيا وردع أي عدوان خارجي".

 

أمريكا تفرض عقوبات على أثيوبيا 

الولايات المتحدة الأمريكية دخلت على خط الأزمة وجابهت أثيوبيا بالعداء ولكن من اتجاه آخر لتزيد أوجاع آبي أحمد المتغطرس.

 

ووجهت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضربة قوية إلى نظام رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، ومسئوليه عبر فرض عقوبات عليهم بسبب إقليم تيجراي.

 

وتعرض مدنيون في شمال إثيوبيا لحروق مروعة جراء استخدام القوات الحكومية الفسفور الأبيض المحرم دوليا في إقليم تيجراي، حسبما أظهرت أدلة دامغة، فيما تنفي حكومة آبي أحمد استخدام أي أسلحة كيماوية في هجومها على الإقليم.

 

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، فرض قيود على منح تأشيرات إلى أي مسئول أمني أو حكومي حالي أو سابق إثيوبي أو أريتري، ثبت ضلوعه في الانتهاكات التي ترتكب بإقليم تيجراي، فضلًا عن عقوبات اقتصادية وسياسية أخرى.

 

بايدن يتعهد بأمن مصري المائي 

فتحت المبادرات المصرية الجادة لإنهاء الأزمات بالمنطقة خطًا للتواصل الوقتي ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث تطرق الطرفان لأزمة سد النهضة.

 

وذكر السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال الأخير بين السيسي وبايدن، تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة؛ حيث رحب  الرئيس بالجهود الأمريكية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكداً تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.

 

وأوضح الرئيس بايدن تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري مشيراً إلي عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، وقد تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف.