مصر تتحرك في جميع الاتجاهات للحفاظ على التهدئة وإنقاذ القضية الفلسطينية

زار اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة، إسرائيل بحث خلال الزيارة عدة ملفات في مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار مع قطاع غزة.

والتقى اللواء عباس كامل خلال الزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي مئير بن شابات.

كما زار كامل أيضا رام الله، حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكان في استقبالة مسؤولون فلسطينيون في غزة، قبل أن يجري لقاء مع قيادة حماس.

وتأتي زيارة رئيس المخابرات العامة في سياق جهود القاهرة، التي قادت إلى وقف إطلاق النار بغزة، في خطوة يجري تثبيتها عبر سلسلة من التحركات، وصولا إلى إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع.

التحرك المصرى تجاه القضية الفلسطينية

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة إلى إسرائيل، جاءت ضمت التحرك المصري على المستوى لاستكمال التهدئة ونجاح عملية وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، ويعبر عن تصميم القاهرة على إنجاح مسار الهدنة بكافة مستوياتها.

المطالب الفلسطينية والإسرائيلية لتثبيت الهدنة

وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل طرحت فكرة تبادل الأسرى في المقابل تقوم هي بتهدئة ممتدة للوضع في قطاع غزة وتقديم تسهيلات للجانب الفلسطيني.

وأوضح "لا توجد مشكلة في مسألة تبادل الأسرى، لكن المشكلة الرئيسية في التوافق في الآراء بين حماس وإسرائيل".

ولفت فهمى إلى أن حماس ستوافق على الحلول التي ستطرحها مصر، ولكن تكابر في إطار الضغط على إسرائيل للقبول بشروط وتسهيلات أكثر.

أشار فهمى إلى أن التسهيلات تشمل الملف الاقتصادي، والفتح الدولي لمعبر رفح بالإضافة إلى الحصار التدريجي على قطاع غزة، ولكن سيتم في أخر الأمر قبول الهدنة وتنفيذ المطالب المصرية.

وعن استمرار الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، قال "ستستمر الهدنة وستنجح في الوصول إلى هدفها، لكن المشكلة تتمثل في الوصول إلى اتفاق بين الجانبين".

الترحيب الكبير لزيارة عباس كامل لإسرائيل وفلسطين

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن هناك ترحيب كبير بزيارة الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة إلى تل أبيب ورام الله، وتم الاتفاق خلال الزيارة على استكمال الأفق السياسي بين الجانبين، وترتيب عمل اجتماع في القاهرة للفصائل الفلسطينية وإسرائيل سيتم الإعلان عنه في الفترة القادمة، وسيتناول الاجتماع تثبيت الهدنة وإطالة أمد التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

واختتم "في ملف إعادة إعمار غزة، مصر ستقوم بعمل هيئة دولية لإعادة الإعمار وستكون هي الأساس للمفاوضات الخاصة بمشروعات إعادة الإعمار، وهي المسؤولة عن جلب الأموال من المؤسسات والهيئات الدولية لإعمار قطاع غزة".

رئيس جهاز المخابرات العامة يبحث قضية الأسرى مع وزير الدفاع الإسرائيلي

الشروط الإسرائيلية 

وفي هذا الصدد قال طارق الفرا، الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل تتحدث عن هدنة طويلة الأمد بشرط تنفيذ عدة شروط، وهي وقف كل أشكال المقاومة خاصة بناء الأنفاق واطلاق الاسرى الإسرائيليين الذين تم أسرهم من قبل حماس في وقت سابق وعددهم خمسة أسرى منهم ضباط بجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع الفرا في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن شروط حماس تختصر في رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاعتداء الذى يحدث في حي الشيخ جراح والقدس، كذلك وقف الحصار الكلي على فلسطين وإعادة إعمار قطاع غزة والسماح  بدخول الأموال إلى القطاع لتحسين جودة وادارة القطاع.

مطالب حماس لتثبيت الهدنة

وأضاف "حماس لديها مطالب تتعلق بطريقة الحركة التجارية بين قطاع غزة ومصر، وهناك مطالب أيضا من حماس بتشكيل حقل الغار في قطاع غزة وهو تحت إدارة مصرية، ولكن حتى الأن لم يتم الرد على أى من هذه المطالب".

وتابع "الاجراءات السياسية الموجودة الآن هي إجراءات تحاول مصر أن تصل من خلالها لتقريب وجهات النظر والشروط الموجودة، بحيث يكون هناك تنفيذ على الاقل لصفقة تبادل الأسرى وتسهيل عملية الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد في المرحلة الحالية".

زيارة رئيس المخابرات العامة لإسرائيل وفلسطين

وأكمل "لذلك قام اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة بزيارة إلى إسرائيل وبعدها ذهب إلى فلسطين لمقابلة شخصيات فلسطينية في الضفة الغربية، ومن ثم سيتم ترتيب اجتماع للقاء الفصائل الفلسطينية بالقاهرة في وقت لاحق".

واختتم "بجانب هذه اللقاءات كان هناك وفد أمني مصرى رفيع المستوى وصل إلى قطاع غزة بالأمس، واليوم سيكون هناك العديد من الاجتماعات تضم قيادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مع الوفد المصري ومع اللواء عباس كامل رئيس المخابرات".

سفير فلسطين بالقاهرة يكشف تفاصيل زيارة مدير المخابرات المصرية للأراضي الفلسطينية

مطالب فلسطين وإسرائيل بوساطة مصرية

كما قال بركات الفرا، السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة، إن المطلب الأول للفصائل الفلسطينية هو وقف الحصار الإسرائيلي برا وبحرا وجوا على قطاع غزة، بينما المطلب الثاني عدم تكرار العدوان على القطاع، والثالث وقف الاعتداءات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، ورابعا وقف نهائي لعملية التهجير التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينين في حي الشيخ جراح والقدس.

وتابع الفرا في تصريحات لـ "صدى البلد"، هذه المطالب الأربعة هي مطالب الاساسية بجانب البعض المطالب الأخرى التى تطالب بها فلسطين، كما يجب أن تتحمل إسرائيل نتيجة كل هذا الدمار الذى حدث في قطاع غزة.

وعن المطالب التى يشترطها الاحتلال الإسرائيلي، قال "المطالب الإسرائيلية تتمثل في وقف العمليات العسكرية من جانب حماس على الأراضي الإسرائيلية، كذلك اطلاق مجموعة من الأسرى الإسرائيليين كانوا قد وقعوا في الأسر من قبل حماس".

وأضاف "الاحتلال الإسرائيلي يقوم بالاشتراط لوقف الاعتداء على أراضية، ولكن هو مازال مستمر في سياساته العدائية تجاه المسجد الأقصي والشعب الفلسطيني، ومازال مستمر في الاعتداء على قطاع غزة وسياسة التهجير التى يجب أن تقق للأبد".

واختتم "الحكومة المصرية تقوم بجهد كبير تجاه القضية الفلسطينية، وأن هناك توجية واضح من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على انهاء الاعداءات التي تتم في حق الشعب الفلسطيني، لذلك من المتوقع أن تنجح المساعي المصرية في  انهاء هذا الاعتداء والوصول إلى اتفاق ملزم مع الإحتلال الإسرائيلي يضمن حق الفلسطينيين".