الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ

من المصطلحات الخاصة بقراءة القرآن الكريم، قرأ، تلا، رتّل، منها كلمة قرأ: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) القيامة 17-18، فالله تعالى هو الذى تكفل بجمع وقراءة القرآن وهو الذى تكفل بحفظه، مقروءاً له قراءة واحدة حتى وان اختلفت طريقة القراءة حسب اللهجات، ومكتوباً له كتابة واحدة تختلف عن طريقة الكتابة الإملائية العربية. 
وعن نزول القرآن مفرقاً حسب الأحداث: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا) الاسراء 106، ويقول تعالى عن الكافرين: (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) الانشقاق 21، لأنهم برفضهم الهداية أوجدوا حاجز بينهم وبين القرآن منع وصول معاني القرآن إلى قلوبهم: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً) الاسراء 45-46.
وقراءة القرآن عبادة ويجب البدء بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، حتى لا يمنع الشيطان معاني القرآن من الوصول الى القلب: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل 98، وبعد ذلك التسمية باسم الله الرحمن الرحيم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) العلق 1. 
وأفضل الأوقات فى قراءة القرآن هى فى قيام الليل وعند الفجر: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) الاسراء 78، مع قراءة ما تيسر من القرآن: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) المزمل 20.
أما تلا أو تلاوة القرآن بمعنى قراءة الآيات بالتوالي: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) الجاثية 6، ويأتي ذلك في التعقيب على القصص القرآني، فمثلاً عن قصة النبي داود عليه السلام: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) البقرة 252، وعن قصة المسيح عليه السلام: (ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) آل عمران 58، وعن قصة النبي موسى عليه السلام: (نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) القصص 3.
والنبي عليه الصلاة والسلام عندما سألوه عن ذي القرنين: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا) الكهف 83، كما كان يتلو القرآن في الدعوة الى الله: (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ) النمل 92. 
وللكافرين مواقف من تلاوة القرآن، منها رفض الاستماع: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) الأنفال 31.
وطلب تبديل القرآن: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ) يونس 15.
البطش بمن يتلو القرآن: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا..) الحج 72.
والاستكبار: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) لقمان 7، والتكذيب: (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ) المؤمنون 105.
والاتهامات الباطلة: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) الأحقاف 7، وقوله تعالى: (إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) القلم 15.
أما المؤمنون فيتلون آيات القرآن ضمن الصلاة: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) فاطر 29. 
والتلاوة يجب أن تكون بخشوع وتدبر: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) البقرة 121.
أما الكفار فيتم توبيخهم عند دخولهم أبواب جهنم بتذكيرهم ان الرسل كانت تتلو عليهم آيات الله: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) الزمر 71.
وأخيراً رتّل من الترتيل بمعنى تنسيق الكلمات وفصل بعضها عن بعض للتوضيح وسهولة الفهم، فالذي يتلو القرآن يقرأه بتتابع الآيات بعضها بعد بعض، ولذلك جاء الترتيل منسوباً لله تعالى حسب التنزيل المتتابع للقرآن: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) الفرقان 32، وجاء منسوباً للنبي عليه الصلاة والسلام حين يرتل القرآن الكريم: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) المزمل 4.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط