الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جحيم إثيوبيا.. مشاهد دامية تكشف جرائم آبي أحمد ضد الأطفال في تيجراي

طفلة ضحية الهجوم
طفلة ضحية الهجوم الإثيوبي على إقليم تيجراي (أسوشيتد برس)

لا يزال القتال الدموي بإقليم تيجراي في إثيوبيا مستمرًا رغم صرخات المجتمع الدولي تجاه الجرائم التي ترتكبها القوات الحكومية الإثويبية والإريترية بالمدنيين في الإقليم الذي يشهد حربًا ضارية منذ شهر نوفمبر الماضي.

وأعدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، تقريرًا مصورًا يتناول المعاناة التي يعيشها المدنيون في الإقليم، حيث سلطت الوكالة الضوء على عدد من الأطفال الذين فقدوا أعضاء من أجسادهم خلال الحرب القائمة في الإقليم.

وقالت الوكالة في تقريرها، إن مدينة "هاوزن" النائية في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا تمثل نموذجًا مصغرًا للتحدي الذي يواجهه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مع الإقليم الذي كان يحكم إثيوبيا لثلاثة عقود، لافتة إلى أن المقاومة التي تشهدها تلك المدينة ضد القوات الحكومية الإثيوبية تنذر بأن الحرب الكارثية في الإقليم لن تنتهي قريبًا.

ولدى وصول مراسلي الوكالة إلى المدينة النائية في تيجراي، التقت عددا من المدنيين الذين أبدوا دعمهم لقوات جبهة تحرير تيجراي التي تخوض معارك دموية مع القوات الحكومية التي أرسلها آبي أحمد إلى الإقليم.

وقال أحد مقاتلي جبهة تحرير تيجراي الذين تحدثت إليهم الوكالة واقفًا بثقة في منتصف الطريق وحاملا سلاحه على كتفه إن "الشعب انتخبنا ولذلك نحن لسنا إرهابيين كما تدعي أديس أبابا"، مضيفًا "آبي أحمد هو الإرهابي. هو من قام بذبح هؤلاء الناس".

وتعد معركة تحرير مدينة هاوزن التي خاضتها جبهة تحرير تيجراي ضد قوات آبي أحمد جزءًا من الحرب الضخمة في الإقليم الشمالي بإثيوبيا، والتي أدت إلى ارتكاب مذابح وعمليات اغتصاب جماعية ونزوح أكثر 6 ملايين شخص.

وبينما تسيطر الحكومة الإثيوبية الآن على العديد من مراكز الإقليم، لا يزال القتال العنيف مستمرًا في المدن الريفية النائية مثل مدينة هاوزن، حيث تمكن مراسلو الوكالة من عبور حاجز عسكري للجيش الإثيوبي، للتوجه نحو المناطق التي تسيطر عليها جبهة تحرير تيجراي لإلقاء نظرة على الوضع هناك.

ويقول مراسلو الوكالة: "إذا كان هناك أي شيء لاحظناه، فإن الفظائع الأخيرة التي ارتكبت في تيجراي زادت من دعم سكان الإقليم لقوات جبهة التحرير".

والتقى مراسلو الوكالة بفتاة تبلغ من العمر 19 عامًا تم اغتصابها على يد جندي من القوات الحكومية الإثيوبية، وهي الآن على وشك إنجاب طفل منه بعد محاولاتها التخلص منه، وهي الآن تنتظر مساعدة من شخص ما في مستشفى محلي للتخلص من حملها، حتى تتمكن من الانضمام لقوات جبهة تحرير تيجراي التي تقاتل القوات الحكومية.

وقالت الفتاة وهي تبكي أمام مراسلي الوكالة: "أريد الانضمام إليهم (جبهة تحرير تيجراي). ستموت إذا بقيت في المنزل وستموت إذا خرجت إلى هناك. أود أن أموت إلى جانب المقاتلين".

والتقطت الوكالة صورًا لأطفال فقدوا بعض أعضائهم خلال الحرب الضروس التي شنتها القوات الإثيوبية على الإقليم وتمكنت من إجراء بعض الأحاديث الجانبية مع ذويهم، لافتة إلى أن أغلب من تحدثت إليهم أبدوا دعمهم لقوات جبهة تحرير تيجراي للتخلص من القوات الإثيوبية وطردها خارج الإقليم.

وحكمت جبهة تحرير تيجراي إثيوبيا لنحو ثلاثة عقود، ولكن عام 2018، تمكن آبي أحمد من الاستيلاء على السلطة، وأصبح عدوًا للجبهة بعدما عقد اتفاق سلام مع إريتريا الواقعة على حدود تيجراي، والتي خاضت حربًا لسنوات مع إثيوبيا استهدفت خلالها سكان الإقليم.