الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برلين 2 ..4 مطالب لـ تصحيح المسار السياسي وإرساء دعائم ليبيا الجديدة

الرئيس السيسي والمستشارة
الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية وعدد من زعماء العالم

أعلنت ألمانيا عقد مؤتمر ثان حول ليبيا "برلين 2"، بمقر وزارة الخارجية الألمانية، وذلك 23 يونيو الجاري؛ من أجل مناقشة التطورات التي تشهدها ليبيا والتقدم الذي تم إحرازه على الصعيد السياسي، وكذا مناقشة الملفات ذات الأولوية لأمن واستقرار ليبيا، وفي القلب منها مسألة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والميليشيات.

مشاركة حكومة الوحدة الوطنية

وكان قد دعا وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الدول والمنظمات المعنية التي شاركت في "برلين 1" إلى المشاركة في المؤتمر الثاني، وذلك طبقاً لبيان صادر عن الخارجية الألمانية، التي ذكرت أنه للمرة الأولى تشارك حكومة الوحدة الوطنية الليبية في ذلك الحدث.

 

برلين 2 لماذا؟

ويأتى هذا المؤتمر استكمالا لما بدأته ألمانيا في مؤتمر "برلين 1" لدعم الدولة الليبية، الذي انعقد في  19 يناير 2020، بدعوة من المستشارة أنغيلا ميركل، وشاركت فيه حكومات الجزائر والصين ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وتركيا وجمهورية الكونغو والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وممثلين عن الأمم المتحدة، بما في ذلك الأمين العام وممثله الخاص في ليبيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وتم خلال المؤتمر التوصل إلى خطة شاملة لحل النزاع.

 

المبادرة الألمانية الثانية حول ليبيا

قال الدكتور نبيل نجم الدين، المتخصص في العلاقات الدولية، إن مؤتمر "برلين 2"، الذي يعقد في 23 يونيو الجاري، بمقر وزارة الخارجية الألمانية، يعد المبادرة الألمانية الثانية بعد مؤتمر "برلين 1" الذي أقيم في 19 يناير من عام 2020.

وتابع نجم الدين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في الفترة بين المؤتمرين حدثت تطورات كبيرة وكثيرة في الملف الليبي، لذلك جاءت فكرة عقد مؤتمر دولي ثاني لدعم المسار السياسي في ليبيا من قبل الأطراف الدولية الداعمة للقضية الليبية.

تقييم ما تم إنجازه

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن مؤتمر برلين 2 يقام لتقييم ما تم إحرازه من تطورات في المشهد الليبي بعد مؤتمر برلين 1، وكذلك يهدف هذا المؤتمر لمناقشة عدد من الملفات منها ملف تطهير ليبيا من المرتزقة والمقاتلين الذين أتوا إليها من أماكن متفرقة.

وتابع "الملف الثاني الذي سيتم مناقشته في هذا المؤتمر هو توحيد الجهود الدولية من أجل مساندة العملية السياسية الجديدة الجارية في ليبيا، بينما الملف الثالث يهدف إلى تقديم المشورة الفنية إلى الحكومة الانتقالية الليبية من أجل تنظيم الانتخابات في شهر ديسمبر القادم".

وأكمل "كل هذه الملفات المطروحة على طاولة المناقشة في مؤتمر "برلين 2" تأتي في إطار الانسجام والتوافق الدولي حول المشهد الليبي".

وأوضح نجم الدين، أن كلا من الوزير الخارجية الألماني هايكو ماس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وجها دعوة رسمية للدول والمنظمات المعنية بالملف الليبي للمشاركة في مؤتمر برلين 2.

 

أهمية المؤتمر بالنسبة لليبيا

وعن أهمية المؤتمر بالنسبة لليبيا، قال "إن المؤتمر سيناقش توحيد الفرق العسكرية الليبية في مؤسسة عسكرية مركزية ، وإعادة مفهوم الدولة من ناحية المؤسسات إلى ليبيا".

وتابع "هناك بعض الشد والجذب من بين الأطراف الليبية سيتناولها مؤتمر برلين 2، من أجل تسوية وحل الخلافات بين الشركاء الليبيين".

أما بخصوص التوقيت الذى يقام فيه المؤتمر، أوضح نجم الدين، أن هذا التوقيت مناسب جدا لأنه سيكون هناك 6 أشهر باقية على تنظيم الانتخابات الرئاسية في ليبيا، الانتخابات التي تعتبر مرحلة مفصلية في تاريخ الدولة الليبية الحديثة، فإما أن تنجح الأطراف الليبية في تسليم السلطات إلى الحكومة المنتخبة، أو تفشل الحكومة الانتقالية في تسليم السلطة وتعود ليبيا إلى الفوضى من جديد.

وأضاف "إن توقيت مؤتمر برلين 2 في شهر يونيو الجاري، هو الفرصة الأخيرة لكل شركاء الدولة الليبية ليكونوا مستعدين لإنجاح الاستحقاق الدستوري الخاص بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا".

وشدد "إذا فشلت جهود الشركاء الليبيين لإنجاح الإنتخابات الليبية، ستنزلق ليبيا إلى مأزق كبير وعميق وستغوص في مشاكل داخلية كبيرة".

 

الدور المصري ودعم ليبيا 

وعن الدور المصري في هذا المؤتمر، قال نجم الدين، إن الدور المصري في الملف الليبي بشكل عام، بدأ من قبل مؤتمر برلين 1 في يناير من عام 2020، فـ الجهود المصرية لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا لم تتوقف منذ عام 2013 وقد استضافت مصر مؤخرا الأشقاء الليبيين في مدينة الغردقة ودارت المناقشات حول المسار الدستوري، الذي يعد هو لب قضية استعادة الدول الليبية المستقرة.

وتابع "الدور المصري واضح جدا على أكثر من مستوى، فهناك تنسيق كبير ومستمر بين الدول الداعمة لليبيا وبين القاهرة قبل وبعد مؤتمر برلين 1 وقبل مؤتمر برلين 2".

واختتم  نجم الدين حديثه قائلاً "الشركاء الدوليون الداعمين للقضية الليبية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، يدركون أن مصر هي من أكثر الدول تأهيلا للمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا".