الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى اغتيال فرج فودة .. خفافيش الظلام ومواجهة الفكر بالسلاح والإرهاب

فرج فودة
فرج فودة

تحل اليوم الذكرى 29 لرحيل المفكر الكبير فرج فودة، الذي اغتالته يد الإرهاب الأسود في مساء 8 يونيو 1992، لمجرد الخلاف في الرأي والفكر.

وقد أثارت كتابات المفكر الكبير فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت.

وطالب المفكر الكبير فرج فودة "بفصل الدين عن السياسة والدولة" وليس عن المجتمع، وفتح ذلك النار عليه من قبل المناهضين لأفكاره، حيث شنت جبهة علماء الأزهر هجوما كبيرا عليه، وطالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 بجريدة النور بيانا بكفره.

وبهذه المناسبة يعرض موقع "صدى البلد" أبرز المعلومات عن المفكر الكبير فرج فودة في السطور التالية:
 

 

لمن لا يعرف فرج فودة

فرج فودة كاتب ومفكر، ولد في 20 أغسطس 1945 بمدينة الزرقا بمحافظة دمياط، وحاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، ولديه ولدان وبنتان.
 

انغماسه في السياسة

شارك في تأسيس حزب الوفد الجديد، ثم استقال منه وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان الإرهابية لخوض انتخابات مجلس الشعب عام 1984، ثم حاول تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى.

أسس الجمعية المصرية للتنوير، ومقرها شارع أسماء فهمي بمصر الجديدة، حيث تم التربص واغتيل أمامها.


مناظرات فرج فودة ودفاعه عن الدولة المدنية 

كان لـ فرج فودة مناظرتان شهيرتان أولها كانت مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في 7 يناير 1992، تحت عنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، وشارك فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور محمد أحمد خلف الله، بينما على الجانب المقابل شارك ضمن أنصار الدولة الدينية الشيخ محمد الغزالي، ومأمون الهضيبي مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، والدكتور محمد عمارة الكاتب الإسلامي، وحضر المناظرة نحو 20 ألف شخص.

المناظرة الثانية كانت في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم 27 يناير 1992، وحملت عنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، وشارك فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور فؤاد زكريا، بينما شارك ضمن أنصار الدولة الدينية الدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد سليم العوا، وشارك فيها نحو 4000 شخص.

 

فتوى التكفير

في 3 يونيو 1992، نشرت جريدة النور الإسلامية والتي كان بينها وبين فرج فودة قضية قذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في "جمعية تضامن المرأة العربية"، وهي القضية التي كانت في طريقها لخسارتها، بيانا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة ويدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه.

 

يوم اغتيال فرج فودة

وفي 8 يونيو قبيل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة نارية أمام "الجمعية المصرية للتنوير" بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة، وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق له، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين.

غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة النارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض، وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان يتواجدان بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.

 

جنازة فرج فودة

حملت سيارة إسعاف فرج فودة إلى المستشفى، حيث قال وهو يحتضر "يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني".

 

من حرض على قتل فرج فودة 

قال الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر والباحث في الشئون الإسلامية، إن المحرضين على قتل فودة كثيرون، فقد كان الرجل ملء السمع والبصر، وحجر عثرة في طريق جماعات الإسلام السياسي، ويمتلك قدرات غير عادية فى تفسير النصوص.

وأضاف أنه إضافة لجبهة علماء الأزهر الإخوانية حينها، كان للدكتور محمد عمارة، الذي يصفونه بالفيلسوف الإسلامي، دور في التحريض على قتل فرج فودة بدعوى أنه ارتد عن الإسلام.