الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كفره المتشددون واغتاله الغدر.. حكاية فرج فودة عدو المتطرفين

صدى البلد

جدل واسع تسببت فيه كتابات الدكتور فرج فودة ، بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء لمطالبته بفصل الدين عن السياسة والدولة وليس عن المجتمع، وتشكلت ضده جبهة من المتشددين، لشن هجومً  عليه وأصدروا بيانًا قاموا فيه بتكفيره، خاصة بعض المناظرة التي أجرها في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992 مع الشيخ محمد الغزالي، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، والمفكر المصري محمد عمارة، وحضور ما يقرب من ثلاثون ألف مواطن.

وحملت تلك المناظرة عنوان "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية"، والتي أكدت فيها فودة على أن الإسلاميين منشغلين بتغيير الحكم أو الوصول إليه دون أن يعدوا أنفسهم لذلك، مشيرًا إلى ما قدمته بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهدًا بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلًا: "إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم"، ثم قال للجميع "الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا، ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن دولا دينية قطعت أعناق من يعارضونها".

وأكمل: "لا أحد يختلف على الإسلام الدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهادًا وفقهًا، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم".

تسببت تلك المناظرة في العديد من العواقب لفرج فودة بعدها، حيث شنت الجماعات المتطرفة، والمتشددة حملات إعلامية ضده، وإلا أن أصدروا بيانًا لتكفيره، وبعد صدور البيان بأيام قليلة انتظر شابان فرج فودة أثناء خروجه من مكتبه، واطلقوا عليه النار ليسقط على الأرض ضحية تلك الجماعات.

فرج فودة من مواليد 1945، ببلدة الزرقا في محافظة دمياط، وحصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، وشارك في تأسيس حزب الوفد الجديد، ثم استقال منه وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984، ثم حاول تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري، وأسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهي التي اغتيل أمامها.

فرج فودة له أربعة من الأبناء، ولدان وابنتان، ويعتبر واحدا من رواد التنوير في مصر، وألّف عددا من الكتب التي تضمنت فصل الدين عن الدولة، منها "قبل السقوط.. 1984"، و"الحقيقة الغائبة.. 1984"، و"الملعوب.. 1985"، و"الطائفية إلى أين؟.. 1985"، و"حوار حول العلمانية.. 1987"،  ولقت مؤلفاته اهتماما كبيرًا، وطبع بعضها أكثر من مرة ودرس بعضها في الجامعات والمعاهد، هذا إلى جانب العديد من المقالات في جرائد المعارضة.