EN 
قال المحلل السياسي مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إنه من المتوقع أن يناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدة ملفات خلال القمة الأمريكية الروسية المرتقبة منتصف يونيو الجاري، وأبرز تلك الملفات، الأوضاع في أوروبا الشرقية وجزيرة القرم، والتمدد الروسي في البحر الأسود، موضحا أن هناك بعض الملفات الخلافية وملفات أخرى ستظل عالقة، وملفات بها تعاون مثل الأزمة السورية.
تعاون وخلافات على طاولة القمة
وأوضح عفيفي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه سيكون هناك تعاون وتفاهم أمريكي روسي في الأزمة السورية، لأن الولايات المتحدة تدرك جيدا أن موسكو هي صاحبة النفوذ الأكبر في سوريا، بجانب أن هناك بعض القضايا التى نشأت من خلال انتقاد الرئيس الأمريكي جو بايدن للسياسة الروسية، بسبب تدخلها في الإنتخابات الأمريكية، لذلك سيكون هذا من الأمور العالقة خلال القمة.
أبرز القضايا
وسلط عفيفي الضوء على الملفات التى تعهد بايدن أمام الكونجرس الأمريكي، بمناقشتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مثل قضية التمويل الروسي في أفغانستان بهدف اغتيال العسكريين الأمريكيين، وأنه سيكون هناك حوار صريح مع الرئيس الروسي في هذه المسألة، موضحا أن تلك القمة تؤكد أن الرئيس بايدن يريد إقامة حوار مباشر وواضح مع الرئيس بوتين وتحدث مصارحة في القضايا العالقة بين البلدين، عكس ما كان يروج البعض.
أهداف القمة
وأكد عفيفي أنه هدف القمة هو التنسيق والمصارحة ووضع القضايا العالقة على الطالة بدلا من أن تكون وراء الكواليس، وأن هناك قضايا سيتم التفاهم والتوافق بها، وقضايا آخرى ستستمر، لأن طبيعة العلاقات الأمريكية الروسية منذ القدم أن تظل العلاقات قائمة بهذا الشكل لأن البلدين ليسوا حلفاء، وإنما هناك تنافس مستمر بينهم، لذلك فإن تلك القمة تعتبر تنسيقية تهدف إلى تقسيم الأدوار والمصارحة في موضوعات معينة.
لقاءات أخرى
وأضاف عفيفي أن هذا اللقاء الأمريكي الروسي لن يكون الأخير من نوعه وإنما هي بداية لعدة لقاءات أخرى على مستوى مسؤولي الخارجية والبنتاجون وغيره، مشيرا إلى أن القمة الروسية الأمريكية تأتي بعد 6 قمم أوروبية يعقدها بايدن خلال الأسبوع الجاري في جولته الأوروبية، وجاء ترتيب القمة الروسية في نهاية الجولة لترتيب الأوراق مع الحلفاء الأوروبيين في البداية وحتي يعلم بايدن من معه ومن على الحياد، ويرتب أوراقه قبل لقاء بوتين.
سياسة بايدن
وتابع عضو الحزب الديمقراطي قائلا: "إن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتسم بالاستمرارية والاتزان وتعتمد على المعلومات والمفاوضات، لأنه لا يخفي لأحد أن هناك مناطق معينة تتقاسمها الدول العظمي في النفوذ وبالتالي الهدف هو بناء تنسيق أمريكي روسي وهو الطبيعي في السياسة الأمريكية على عكس ما كان يحدث في سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، فقد كانت سياسة متخبطة تعتمد على العلاقات الشخصية ولم تنتج أي ناتج حقيقي للولايات المتحدة لأن فترة ترامب تعد مأساة في السياسية الأمريكية".
سياسة ترامب
وأضاف أن سياسة ترامب لم تحقق أي تقدم في العلاقات مع روسيا بل على العكس، استغلت موسكو ضعف ترامب خارجيا، حتى اعتقد الخبراء داخل الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي أن ترامب يتفادى الخوض في مسائل موضوعات معينة، على عكس أي رئيس أمريكي آخر سواء ديمقراطي أو جمهوري.
وأختتم قائلا: "سياسة بايدن منهجية تعتمد على المتخصصين وعلى عكس ترامب، الذي لم يعتمد على أحد، اعتمد بايدن على فريق من الخبراء في الخارجية والبنتاجون وأصحاب الخبرات في كل الملفات".
جولة بايدن الأوروبية
كان قد وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأربعاء إلى بريطانيا في مستهل جولته الأوروبية التى تستمر 8 أيام، وهي الأولى له منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي.
ومن المقرر أن يختتم الرئيس الأمريكي جولته الأوروبية بعقد قمة أمريكية روسية مع نظيره فلاديمير بوتين في مدينة جنيف السويسرية منتصف يونيو الجاري.
