الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آخرها لسمير غانم وبناته

أبرزها للشهداء والمشاهير.. بورتريهات أسماء تغيان تجمع الغائبين بالحاضرين في الدنيا.. فيديو

 بوريهات أسماء تغيان
بوريهات أسماء تغيان تجمع الغائبين بالحاضرين

دموع من الفرحة وصدمة بعد فراق على قطعة من الخشب توحى لك بلقاء مع من تحب يحتضنك في صورة رغم أنه أصبح في عالم آخر، فأنت من الأحياء، وهذا العزيز الغالي أصبح في تعداد الموتى، هذا ما تقوم عليه فكرة الغائب الحاضر، لخريجة كلية الفنون الجميلة، قسم الجرافيك بجامعة القاهرة، أسماء تغيان.

توضح «أسماء» في فيديو لموقع «صدى البلد» أن فكرتها تقوم في الأساس على جزئين، الأول: جمع أجيال مع أسلافهم الذين كانت صورهم بالأبيض والأسود في بورتريه بألوان موحدة، والثاني: جمع شخصا في بورتريه مع آخرين أعزاء عليه من المتوفين، مثل: فتاة توفى والدها قبل تخرجها، وشاب توفيت والدته أو والديه قبل زفافه، و الأحفاد مع أجدادهم الذي حرموا رؤيتهم.

تضيف أسماء تغيان أن فكرة «الغائب الحاضر» أتت لها منذ أن كانت في الفرقة الثانية في كلية الفنون الجميلة بجامعة، حيث كان يطلب منها عمل تصميمات مختلفة، فأتت لها لها فكرة الدمج بين الأجيال الماضية والحاضرة عن طريق بورتريهات من الفحم، استمرت على رسمها لمدة 3 سنوات متتالية، كما قام مشروع تخرجها على ذات الفكرة، فرسمت عدة بورتريهات، أبرزها: لوحة تمجمع بين كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ مع الفنانة شرين والمطرب محمد حماقي من الأجيال الحالية باستخدام الفحم الأسود والأبيض.

تنبه «أسماء» إلى أن فكرتها نالت إعجاب جميع أعضاء لجنة التحكيم أثناء تخرجها عام 2018 م حيث حصلت على درجة الامتياز فيها، منوهةً أنه أن الفكرة بدأت تطبقها على أرض الواقع وفي سوق العمل منذ عام 2016م، وأنها كانت أول فتاة في مصر تبتكر فكرة الغائب الحاضر، وتنجح في نشرها في جميع المحافظات وخارج مصر في بلدان عربية، كالأردن، وأوربية، كإيطاليا. 

«عمرو أديب مع الراحلة رجاء الجداوي».. بهذه الجملة تشير أسماء تغيان إلى أن أبرز بورتريه لمشاهير كان محط أنظار الناس على السوشيال ميديا، حيث رأت حلقة للإعلامي الكبير يتحدث فيها أنها لم تجمعه صدفة يلتقط فيها صورة مع الفنانة قبل وفاتها مباشرة، مما دفع خريجة الفنون الجميلة إلى جمعه مع الفنانة القديرة رجاء الجداوي في بورتريه واحد، نال إعجاب الآلاف بما فيهم الإعلامي عمرو أديب.

وتلفت أسماء تغيان إلى أن أول بوترتيه لشخصية مشهورة كانت للمخرج وائل فهمي عبد الحميد، مع والده المخرج الكبير فهمي عبد الحميد، ثم رأتها الإعلامية لمياء فهمي وتواصلت مع أسماء لرسم بورتريه يجمعها بوالدها، وآخر يجمعها مع أجدادها وأولادها، وأعجبت بهم للغاية، وكذلك رسمت النجم هيثم أحمد زكي مع والده ووالده في بورتريه واحد قبل وفاته، وعلق عليه بمجرد رؤيته: «أنها كانت أول مرة يرى فيها والديه مع بعضهما بهذا الجمال».

 وتبين صاحبة فكرة الغائب الحاضر أن آخر بورتريهاتها كانت للفنان الراحل سمير غانم مع نجمي ثلاثي المسرح جورج سيدهم والضيف أحمد بعد وفاته بساعات، ثم أثرت فيها الصورة التي انتشرت لبناته دنيا سمير غانم وإيمي سمير غانم أثناء مراسم الجنازة وهما يصليان على الدهما، قررت أن تصنع لهما صورة تخيلية وكأن والدهما يحضنهما من العالم الآخر ويطمئنهم بأنه سيظل سندًا حتى بعد وفاته، كما رسمت الفنان أحمد حلمى مع والده، والذي شكرها كثيرًا على الرسمة بمجرد رؤيته وأنها تسبب في فرحة له.

وتؤكد أسماء تغيان أن من أكثر البورتريهات التي عملت عليها بمنتهى الإحساس والإصرار على أن تخرج في أبهي صورة كانت للشهيد المنسي مع والدته حيث طلبتها منها دفعته لإهدائها لوالدته قبل وفاتها، وكذلك صورة خالد المغربي دبابة وهو يحمل طفله الذي لم يولد بعد، إضافة دموع وفرح ملايين الأشخاص الذي يرون فيدوهاتها والذي وصل أكبر عدد مشاهدة لأحدهما حوالى 45 مليون مشاهدة، لفرحة عريس فوجئ ببورتريه يجمع بوالديه المتوفين حيث كان يحضناه وهو في حفل زفافه في رسمة تخيلية. 

«سرقة الفكرة وعدم التزام زبائن».. بهذه الكلمات تشير أسماء إلى أبرز الصعوبات التي واجهتها في مشروعها، حيث كانت أول هذه المشاكل، هي: سرقة الفكرة من قبل عدد من الجروبات على السوشيال ميديا وتطبيقها بشكل خاطئ يفتقر إلى أي معايير مدروسة، وثانيًا: قيام بعض الأشخاص بطلب بوتريه معين منها وعند الاستلام يختلقون أعذار، منبهةً أنها تغلبت على هذه المشكلة مع الوقت من خلال إرسال الصورة للعميل قبل الطبع ثم أخذ جزء من المال إذا وافق على طبعها واستكماله فيما بعد.

تختتم أسماء أن أكثر ما يميز عملها كرسامة ديجيتال آرت هو عدم اعتمادها على برنامج «الفوتوشوب» بشكل مطلق، فهي تستخدمه لكن الأساس لديها والذي يميزها هو قيامها برسم البورتريه فيما بعد وتوحيد الألوان والإضاءات وتفاصيل الصورة عن طريق الرسم، مبينةً أن الداعم الأساسي لها في عملها هو والدها وأخواتها إيمان تغيان، وإسراء تغيان، واصفًا إياهم بذراعها الأيمن في العمل، وعلى رأس القائمة أيضًا زوجها والذي فاجأته أيضًا يوم زفافها بمجسم لوالده الذي توفى، فكانت كل من يدخل ليبارك لها على زفافها يبكى من فرحة رؤيته وهو يسلم على الجميع من  خلال مجسم تخيلي على باب القاعة، معبرةً : «فرحانة جدًا إلى أدخلت  السعادة على قلوب الكثيرين من خلال  ذكرى لا تنسى مع أحبائهم الغائبين، وتوثيق لحظة استلامهم البورتريه من خلال مقاطع فيديو مصورة».