الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش يا كابتن.. ما هذا الجمال

لم أتمكن من مشاهدة الفيلم أثناء عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة بسبب نفاذ "التذاكر " وسمحت لي الفرصة لمشاهدته الآن ضمن عروض سينما زاوية، لا أتذكر أنني شاهدت فيلم "وثائقي" يحمل هذا الكم من المشاعر الحقيقية التي تجعلك تتفاعل بشكل كبير تضحك وتبكي مع أبطاله، بالفعل الفيلم كان يستحق المشاركة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة رغم أنه فيلم وثائقي وليس روائي مثل عادة المسابقة، وأيضا يستحق الجوائز التي حصدها " جائزة الجمهور كأفضل فيلم إلى جانب جائزتي الهرم البرونزي وإيزيس.
قبل أن أتحدث عن الفيلم "صدمني" ما سمعته أثناء الندوة من مخرجة الفيلم "مي زايد" ان المكان الذي شاهدناه يتدرب فيه الفتيات لم يحصل على أي دعم إلى الآن!؟ 
كان صدمة لي خاصة بعد كل هذه الحفاوة بالفيلم داخل وخارج مصر في أكثر من مهرجان وتسليط الضوء على معاناة بطلاته أن المسؤولين لم يهتموا حتى الآن ويقدموا الدعم للمركز الرياضي الذي دارت به معظم الأحداث!! وهو في الحقيقة ليس مركز ولكن قطعة أرض فضاء مهملة! تخرج أبطال يمثلوا مصر في البطولات الدولية ولا أعرف السبب ولكن يسأل عن ذلك محافظة الإسكندرية ووزارة الشباب لماذا ؟! 
الفيلم تدور أحداثه عن الكابتن رمضان والد ومدرب بطلة العالم في رفع الأثقال "نهلة رمضان" والذي يعشق مهنته ولديه القدرة على اكتشاف وصناعة بطلات جدد بعد الشعبية التي صنعها للعبة في الإسكندرية وتحديدا حي "الورديان" الشعبي.
نشاهد الكابتن رمضان في قطعة أرض فضاء داخل الحي وقد حولها لمكان لتدريب الفتيات الصغيرات أصحاب الموهبة الرياضية، المكان في حالة سيئة جدا وفقيرة جدا جدا.
المخرجة مي زايد قدمت تجربة خاصة جدا في فيلم "عاش يا كابتن" تم تصويرها على مدار أربع سنوات عن رحلة بطلة منذ كان عمرها 15 سنة من بداية ممارسة لعبة رفع الأثقال وكيف دربها الكابتن رمضان حتى أصبحت بطلة مصر وأفريقيا، قصة كفاح ورحلة نجاح للصبية الصغيرة أسماء رمضان "زبيبة" ومشوارها  مع البطولات، الكابتن رمضان والد بطلة العالم السابقة "نهلة" وملهمة مخرجة الفيلم كان محور أحداث الفيلم فهو يتمتع بكاريزما وخفة دم كبيرة جعلت الجمهور يضحك كثيرا حتى وهو يعنف الفتيات أثناء التدريب، وفي توقيت ذكي من المخرجة أنهت وجود الكابتن رمضان بمشهد هاديء يغلق معه المكان ذات مساء، والذي توفى في الحقيقة أثناء التصوير وهو من أصعب لحظات الفيلم الإنسانية حيث ارتبطت به الفتيات الصغار وكان الأب الروحي والمدرب لهن، وبعد وفاته كان يمكن أن يتوقف حلم الفيلم ولكن الفتيات تحدثن مع المخرجة وفوجئت يطلبن منها تكملة الفيلم وهو ما حدث بالفعل وكان نجاحه بمثابة تكريما لمدربه والأب الروحي لهن كابتن رمضان.
رغم كما ساعات التصوير الكثيرة الذي تم تصويره إلا ان المخرجة نجحت في اختيار المشاهد واللقطات بشكل جيد جدا لصناعة سيناريو يسير بدون ملل مع رحلة زبيبه ورفيقاتها في لعبة رفع الأثقال، وابتعد الفيلم عن تفاصيل حياة كابتن رمضان أو الفتيات وكان التركيز فقط على حياتهم مع اللعبة ما بين ساحة التدريب وأماكن البطولات، ربما كان يحتاج الاقتراب أكثر من حياة أبطال الفيلم.
لكن في النهاية الفيلم نجح في تقديم سيناريو مختلف عن هؤلاء الرياضيين في لحظات الهزيمة والانتصار والحزن والفرح والأهم محاولة جادة يلفت من خلالها أنظار الجميع تجاه أبطال رياضيين "مهمشين" رغم تحقيقهم بطولات عالمية ولا يلقون أي اهتمام، وينتظرون دائما اي دعم لمواصلة مشوارهم نتمنى أن يلقى مثل هؤلاء الدعم العام والخاص.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط