الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سعاد حسني.. الملهمة

حالة فنية فريدة شكلتها سعاد حسني لدى جمهورها الكبير ، لاتزال تجذب اهتمام الجميع بأعمالهم المتنوعة، هي مرتبطة في ذهن عشاقها بالبهجة والسعادة، عندما يحل موسم الربيع لا صوت يعلو فوق صوت سعاد حسني، على الرغم من كم المآسي التي عاشتها طوال حياتها حتى رحلت وحيدة وغريبة عن وطنها بعد أن اختارت الهجرة "مضطرة" حيث عاشت الجزء الأخير من حياتها في ظروف غاية القسوة، كما يقولون ثمن النجومية باهظ.
ممكن القول إن سعاد حسني لاتزال "الملهمة" لدى معظم الفنانات من مختلف الأجيال فالجميع يسعين للاقتراب من موهبتها الاستثنائية.
بمتاسبة ذكرى رحيلها شاهدت فيلم قصير فكرة وإخراج الميكب آب أرتيست محمود رشاد، الفيلم يعبر عن خمس من أشهر شخصيات سعاد حسني في السينما من خلال أفلام شفيقة ومتولي، خلي بالك من زوزو، الراعي والنساء، الجوع، حلوة وشقية، جسدهن نسرين أمين ومي الغيطي وبسنت شوقي وسارة عبدالرحمن 
وهند عبدالحليم، الفيلم لا تتجاوز مدته خمس دقائق وظهرت الممثلات الشابات باللوك الخاص للشخصيات الخمسة وحاولن تقديم بعض التعبيرات البسيطة عن شخصيات سعاد في تلك الأعمال الشهيرة وبالطبع صعب الحكم على الأداء لصعوبة المقارنة مع شخصيات قدمتها ممثلة "فذة" مثل سعاد حسني، وأيضا التوقيت البسيط الذي ظهرن خلاله ولكن واضح الجهد الكبير المبذول للاقتراب من الحالة التي يتحدث عنها الفيلم.
الفيلم يبدأ بموسيقى حزينة مع صوت سعاد "المكسور والحزين" وهي تلقي قصيدة صلاح جاهين "وقف الشريط في وضع ثابت" من ديوان أنغام سبتمبرية، صوتها مخنوق بالدموع، يخترق القلب مباشرة، ربما لم يستمع إليها الكثيرين ولذلك كانت مفاجأة للجمهور، ووضح تأثر سعاد بكلمات رفيق دربها وملهمها صلاح جاهين عن الحياة وإحساسها الكبير بكلمات القصيدة والتي كأنها عبرت عنها في تلك الفترة أثناء تسجيلها.
الفيلم حالة تعبيرية جيدة عن سعاد من خلال خمس من أهم شخصياتها الفنية جسدتهم على مدار حياتها الفنية نت البداية إلى النهاية وهم بالفعل من علامات السينما، وربطها مع قصيدة صلاح جاهين هي فكرة جديدة وموفقة من رشاد لتسليط الضوء من جديد على جزء من حياة سعاد حسني. 
أكرر الاستماع الآن لأغنيات مسلسل "هو وهي" بدون مبالغة تؤدي سعاد حسني الأغنيات أفضل من مطربات محترفات كثيرات لو أرادت كانت احترفت الغناء مثل التمثيل وصارت من رموزه ولكنها اكتفت بتقديم الاغنيات داخل أعمالها لتبهرنا.
لا زالت قصة حياة سعاد حسني تلك الموهبة النادرة بشهادة أهم المخرجين في السينما المصرية، تحتاج لأعمال فنية تتحدث عنها وللأسف المسلسل الذي خرج للنور قبل سنوات تم على عجالة ولم يكن بالمستوى الفني الجيد.
أخيرا سمعت كثيرا من الروايات داخل وخارج مصر جميعها يقول "أنها لم تنتحر"! ولكن لا يوجد تأكيد ولا دليل قاطع إلى الأن! ويظل اللغز قائما.
رحم الله سعاد حسني.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط