الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرصة للتفكير أم للانتقام.. هل يضرب آبي احمد تيجراي بقوة بعد تراجع جيشه؟

إقليم تيجراي
إقليم تيجراي

 

قتال مستمر، ضحايا حاكم أعلن الحرب علي شعبه، هو إقليم تيجراي الذي دُمر بسبب الحرب التى شنتها الحكومة الأثيوبية ضد جبهة تحرير تيجراي، فـ الإقليم الملتهب شهد قتالا على الأرض منذ 4 نوفمبر الماضي وذلك بعد أن أطلق الجيش الإثيوبي، عملية عسكرية ضد "السلطات المتمردة" في إقليم تيجراي شمالي البلاد.

المعركة التى بدأت منذ مايقرب من 8 أشهر، شهدت معارك دامية وضحايا مدنين بين طرفي الصراع فى إثيوبيا، ولكن يبدو أن الأمور ستتخذ منعطفاً آخر بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، انسحاب الجيش من تيجراي، لأنه لم يعد أحد يرغب في وجوده هناك.

الغريب فى الأمر أن آبي أحمد الذي تلطخت يده بالدماء، يحل على التلفزيون الإثيوبي الرسمي ويزعم أن :" الجيش تعرض للهجوم من قبل المواطنين في تيجراي، وإذا تعرضنا للهجوم من قبل شعب تجراي فلا فائدة من البقاء هناك .. عندما يصبح الجيش يقتل على يد شعب تيجراي فلا داعي لبقائه وإذا أبقينا الجيش على هذه الحالة، فقد يقوم الجيش بعمل غير مرغوب فيه دفاعا عن نفسه".

فرصة للتفكير أم للانتقام

“الكثيرون تفاجأوا بانسحاب الجيش الإثيوبي وعدد من قادة العالم اتصلوا بي"، حديث آبي أحمد حول الانسحاب يحمل فى طياته نوايا غير صادقة اتجاه شعب إقليم تيجراي خاصة أنه أرسل قواته لما يقرب من ثمانية أشهر ووضع الإقليم تحت القصف واعلن حالة الطوارئ فى الاقليم.

إقليم تيجراي

ماذا سيحدث فى تيجراي 

فرصة للتفكير أم للانتقام وهل يسعي آبي أحمد للانتقام من شعبه بأسلياب أخري بعد فشل الأولي ومقاومة الشعب للجيش؟ كلها أسئلة تدور فى الساحة بعد تأكيدات أثيوبيا وقيادتها حول انسحاب الحكومة من تيجراي، فمن جانبه قال وزير الخارجية الإثيوبي :"نحن غير مسؤولين بعد اليوم عن ما يحدث في تيجراي».

سيطرة الجبهة على تيجراي

الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي قالت إنها تجري عمليات تمشيط لملاحقة قوات الحكومة الإثيوبية التي انسحبت من العاصمة ميكيلي، وإن المدينة باتت تحت سيطرتها بنسبة 100%.

تيجراي

ووفقال لما ذكرته وكالة رويترز قال جيتاتشيو رضا المتحدث باسم الجبهة، بهاتف يعمل عبر القمر الصناعي «انتهت الاشتباكات النشطة في مقلي قبل حوالي 25 دقيقة.. ما زالت قواتنا تقوم بعمليات مطاردة حثيثة إلى الجنوب والشرق».

يبدو أن الانتصارات والضغط الذ قامت به جبهة تحرير تيجراي قد أجبرت الحكومة الأثيوبية على الخروج من الإقليم ووقف إطلاق النار ففى 28 يونيو أعلنت إثيوبيا وقف إطلاق النار من جانب واحد وغير مشروط" حيث أعلنت وسائل إعلام رسمية أثيوبية أن هذا التطوريعتبر نقطة تحول في النزاع المستمر من نحو ثمانية أشهر.

وتعتبر التطورات الأخيرة نقطة تحول في النزاع المستمر منذ نحو ثمانية أشهر في تيغراي والذي تشير الأمم المتحدة إلى أنه تسبب بجعل 350 ألف شخص على حافة المجاعة.

إقليم تيجراي يعانون المجاعة

وأوضح الإعلام الرسمي أن وقف إطلاق النار سيستمر حتى نهاية "الموسم الزراعي" الحالي، وأنه يرمي إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتوزيع المساعدات والسماح للمقاتلين المتمردين بـ"العودة إلى المسار السلمي". فيما لم يصدر على الفور أي رد فعل بعد من قبل "قوات الدفاع عن تيغراي" على إعلان الحكومة وقف إطلاق النار.

هجوم دولي على آبي أحمد 

الوضع المأساوي فى تيجراي جعل أنظار العالم كله تتجه نحو الإقليم الذي أصبح مسرح للانتهاكات الإنسانية لجيش آبي أحمد حيث أدانت الأمم المتحدة بأشد العبارات هجوم قوات الجيش الإثيوبي على مقرها في ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي وتفكيك معداته.

وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف هنريتا فور، أن هذا العمل ينتهك حصانة الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الإنساني، فيما يتعلق باحترام بنية وممتلكات الإغاثة الإنسانية.

منع دخول الرعاية إلى تيجراي 

أما الولايات المتحجدة الأمريكية فقد أدانت "بشدّة" الضربة الجوية التي استهدفت سوقاً في إقليم تيجراي في إثيوبيا، وأوقعت عدة قتلى، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: "ندين بشدة هذا العمل المرفوض"، داعياً إلى فتح "تحقيق مستقل" وإلى "وقف فوري لإطلاق النار في تيغراي"، حيث تصاعدت في الأيام الأخيرة حدّة النزاع الذي تشهده المنطقة منذ سبعة أشهر.

وأشار برايس إلى "تقارير ذات مصداقية تفيد بأن قوات الأمن منعت طواقم الرعاية الطبية من الوصول إلى ضحايا هذا الهجوم الرهيب".

واعتبر البيان أنّ "حرمان الضحايا من الرعاية الطبية الطارئة مشين وغير مقبول على الإطلاق".

ظروف شبيهة بالمجاعة 

قتال وتدمير ومنع وصول المساعدات إلى الضحايا، انتهاك صارخ للانسانية تقم به قوات آبي أحمد على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، فقد أعرب العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة عن قلقهم إزاء الوضع غير المؤكد في منطقة تيجراي التي دمرها الصراع في إثيوبيا على الرغم من دعوة الحكومة لوقف إطلاق النار. وسلطوا الضوء على الظروف الشبيهة بالمجاعة المستمرة هناك واحتمال تفشي الأمراض.

وردا على نهب معدات الفيديو التابعة لمنظمة اليونيسف في ميكيلي، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يوم الاثنين، بيانا يدين المسؤولين، مشيرة إلى أفراد من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية.

إقليم تيجراي

من جانبه قال بوريس تشيشيركوف، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "لقد رأينا التقارير التي وصلت والمفوضية قلقة للغاية بشأن التطورات الأخيرة داخل تيجراي، ولا سيما في العاصمة ميكيلي. على الرغم من أننا نشعر بالامتنان لأن جميع موظفينا آمنون وقد تم التأكد من مصيرهم، إلا أننا نشعر بالقلق إزاء عدم وجود اتصالات حيث إن شبكات الطاقة الكهربائية وشبكات الهاتف لا تعمل".

وتعبيرا عن هذه المخاوف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، إن المنظمة "تتخذ تدابير لتعزيز أمن ورفاه موظفينا، ولكن في نفس الوقت نواصل تنفيذ الأنشطة حيثما أمكن ذلك".

ويشمل ذلك مخيمات النازحين داخليا، والحصول على الرعاية الصحية الأساسية وزيادة عدد العيادات الصحية المتنقلة العاملة في المجتمعات التي يصعب الوصول إليها.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية: "من الواضح أننا قلقون بشأن احتمال انتشار الكوليرا والحصبة والملاريا في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تقع منطقة تيغراي أيضا في حزام التهاب السحايا وهي معرضة لخطر تفشي الحمى الصفراء."

أوضح مسؤول منظمة الصحة العالمية أن هذا الخطر "حقيقي للغاية.. كل هذه العوامل مجتمعة هي حرفيا وصفة لأوبئة أكبر."

الجيش الإثيوبي منع سيارات الإسعاف

ووفقا لما ذكرته وكالة رويترز أفاد المسؤول الطبي واثنان من العاملين في قطاع الصحة شاركوا في جهود الإنقاذ في توجوجا أن جنودا من الجيش الإثيوبي منعوا سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان، قائلا :" المصابون يلفظون أنفاسهم الأخيرة الآن".

وأضاف أن سيارتي إسعاف تمكنتا من الوصول للبلدة عبر طريق خلفي في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء لكن لم تكن فيهما المعدات اللازمة ولم يُسمح لهما بالمغادرة.

ويذكر أن الحرب في تيجراي بدأت في نوفمبر الماضي، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قوات إلى الإقليم للإطاحة بقادته المعارضين، ولافت حينها إن الخطوة جاءت للرد على هجمات نفذها الحزب الحاكم للإقليم "جبهة تحرير شعب تيغراي" على معسكرات للجيش الفدرالي.

ووعد رئيس الوزراء بتحقيق الانتصار سريعا، وسيطرت القوات الحكومية على ميكيلي في نوفمبر الماضي. لكن المعارك الشرسة استمرت في المنطقة وسط تقارير عن ارتكاب مجازر.