الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سارة مجدى تكتب: الباب المقفول

صدى البلد

 

ما وراء الباب المغلق. كان في زمان كتاب قريته  (ما وراء الطبيعة) ل أحمد خالد توفيق اسمه وراء الباب المغلق..بعيداً عن احداث الرواية ..كان السؤال اللي شدني اني اجيب الرواية دي "ماذا ينتظرنا خلف الباب المغلق؟" وماذا لو مددنا أيدينا المرتجفة إلى المقبض؟ ماذا لو سمحنا لفضولنا بأن يرتوى؟

كتير فضولنا بيشدنا لمنطقة تسمي بالمنطقة الرمادية وهي مرحلة بنعدي عليها في حياتنا وفي رأيي هي الأخطر لأنها مُحيرة جداً.. مرحلة غريبة ومليئة بالتناقضات في الأغلب بتبدأ اول ما تخش في التلاتين.. بتختلف أحيانا فى بعض تفاصيلها من الراجل للست بس حتلاقي نقاط اتفاق كتيرة وتفاصيل اساسية للمرحلة دي فهى تمتلئ بالنضج الفكري والخبرات اللي تراكمت خلال سنين العمل الممتدة بكل صراعاتها  وشد وجذب مع كل حاجة ببساطة مرحلة وسطية بين المراهقة والشباب من ناحية وبين الشباب وتقدم العمر من ناحية اخري..

مرحلة لونها رمادى بين الأبيض ويمثله عدم الخبرة والسن الصغير والتسرع وبين الأسود بعد أن تراكمت الصراعات والخبرات والضغوط القاسية أحيانا والتى قد تكون أكبر من قدرة البعض على التحمل..

للأسف كتير منا بيدخل في مرحلة القلق و التوتر عشان غصب عنه بيلاقي نفسه بيُقَيم نفسه خلال السنين دي و هل قرارته اللي خدها كانت صح ولا لا ؟

قليل اوي لما بتلاقي حد بيحيد عن التفكير ده و يتمرد علي القيود اللي بتحاوطه من تفكير نمطي المجتمع حطه .. انك لو وصلت لسن معين المفروض تكون اتجوزت أو دخلت ال ٣٠ المفروض مرتبك الشهري يكون برقم كبير أو قوالب كتير فرضوها عليك عشان فلان و فلانة عملوا وانت لسه ده نجح وانت لا ده سافر وانت مكانك و الامثال مش حتخلص..بس الوحيد اللي بينجح هو اللي بيرجع للمنطقة و المرحلة "البيضاء" اللي فيها القرار بالتغيير و التجديد و الهروب من القالب المتجمد ده أو خلينا نقول اللي متعفن!

احنا بنفتكر ان في باب مقفول و حتي لو هو مقفول بنفتكر انه فشل منا ..هو الباب اتقفل عشان تخبط علي غيره و تفضل تسعي من غير ما شغفك في الحياة يموت و تلاقي نفسك في المنطقة الرمادية اللي بتفكر فيها ايه اللي ورا الباب المقفول و ايه ممكن يحصل و ازاي بابنا مقفول و فلان فتح الباب قبلنا .. متفضلش مكانك في الحياة في أي وضع رمادي .. شغلك ..في علاقة .. في حياتك .. في يومك ..

"الباب الذي يُقفل في وجهك عمدا، إياك أن تطرقه ثانية"
-نجيب محفوظ