الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أمل حسونة تكتب: ماما وبابا والثورة والقيم

صدى البلد

عاصرت على مدى حياتى مجموعة روؤساء جمهورية بدءا من الرئيس جمال عبد الناصر حتى الان  وعايشنا وتربينا خلال هذه الحقبة على القيم الاخلاقية التى كانت تهتم ببثها الحكومات المختلفة ومنها قيمة الانتماء والوطنية والقومية وكانت هذه القيم تأتينا من التنشئة الوالدية او من النصائح المكتوبة على غلاف الكراريس والكتب أو من أغانى وأناشيد وطنية  وارشادات  من المدرسين الذين كانوا مهتمين  بتعليمنا القيم قبل العلم وكان للانتماء للوطن  مصطلحات ومفردات  شبه مقدسة   مرتبطة به  فالرئيس والعلم والسلام الجمهورى والأهرامات وأبو الهول ونهر النيل والفلاح المصرى والصانع  والقطن المصرى كلها مفاهيم وطنية  اكتسبناها وحفظناها ودخلت فى تنشئتنا  كثوابت ممنوع الاقتراب منها وكذلك مؤسسات الدولة المنوطة بحماية الوطن من الخارج والداخل الجيش والشرطة واصبحت الامهات تشترى فى العيد لاولادهن ملابس الضابط كناية عن ما ترمز له هذه البدلةهذه المبادئ والقيم لدى الجميع مثلت  هيبة الدولة.  
كان الرئيس نموذج للاب  ( بابا) بالاضافة لبابا الحقيقى  فكان هناك بابا جمال وبابا السادات وبابا مبارك وكانت هناك ماما جيهان وماما سوزان وجاءت ثورة ٢٥ يناير لاسقاط  نظام الحكم وسقط الحكم لتنتج الفوضى الخلاقة التى خطط لها فى الخارج لاقتناص الحكم لفئة معينة وادت الفوضى لضياع  هيبة الدولة ورموز هذه الهيبة فالرئيس الاب يحاكم فى السجن  ولم يشفع له تاريخه السياسى اوالعسكرى وكانت هذه الفوضى  فرصة للخارجين عن القانون لان يخرجوا من جحورهم ليتحدثوا فى السياسة والحكم فقتلة ( بابا )السادات بطل الحرب والسلام كانوا يجلسون فى  القنوات يناقشون ويحاورون متبجحين ودمه فى يدهم ...عادى! و نشطاء التمويل بالزعارير يتحدثون فى السياسة والحرية وبالذات حرية المثليين..عادى! .
وكل  المنتفعين يتسابقون ليجدوا لهم مكان فى المشهد  وأصبح الاعتداء على حرمة الدولة باستهداف الضباط وأقسام الشرطة والاعتصام لكل مطلب لأى فئة وجاءت ثورة ٣٠ يونيو  لتعيد الدولة التى شردت وسرقت بهيبتها وكنوزها واثارها   وتلبسها ثوبا انيقا بعد الخراب  فاعادت هيبتها فى الداخل والخارج وبدأ رئيسها وفرق عمله بفكر مختلف و متحرر من التبعية لاى دولة كبرى فى اعادة هيبة الدولة فاصبح (تحيا مصر) هو تحية مصر فى  المحافل الدولية واصبح الهدف فى كل اداء حكومى هو  بناء الدولة ونهضة الدولة واستعادة قيم الدولة  ثورة ٣٠ يونية اعادت احترام العالم لمصر واحترامنا لانفسنا ولبعض.