الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دونالد رامسفيلد ..المتغطرس عاشق المصارعة الذي لاحقه عار الأبرياء في العراق وأفغانستان

دونالد رامسفيلد
دونالد رامسفيلد

أحد أبرز الشخصيات السياسية الأميركية خلال الـ 5 عقود الأخيرة، إنه دونالد رامسفيلد، الذي وافته المنية قبل يومين عن عمر يناهز الـ 88 عاما.

نبوغ سياسي مبكر

ولد دونالد هنري رامسفيلد في في 9 يوليو من عام 1932، وكان والده يعمل في مجال بيع العقارات، وانضم إلى البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي طفولته، كان رامسفيلد في الكشافة كما كان يحب المصارعة.

رامسفيلد في شبابه
رامسفيلد في شبابه

وبعد دراسة العلوم السياسية في جامعة برينستون بمنحة من البحرية الأمريكية، سار على خطى والده في الجيش وعمل طيارا ومدربا للطيران بين عامي 1954 و 1957.

وبعد انتقاله إلى قوات الاحتياط، ذهب رامسفيلد إلى واشنطن العاصمة ليعمل في البداية كمساعد لـ عضو في «الكونجرس» قبل فوزه بعضوية مجلس النواب الأمريكي عن ولاية إلينوي من 1962 إلى 1968 وهو في الثلاثين من عمره، وغدا أحد وجوه الكونجرس الجمهوريين خلال إدارتي الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون.

واستقال رامسفيلد من منصبه في عام 1969 لإدارة مكتب ريتشارد نيكسون للفرص الاقتصادية، قبل أن يشغل عدة مناصب أخرى في الإدارة الأمريكية بما في ذلك منصب سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بين عامي 1973 و1974.

وبعد أن شغل مناصب إدارية مركزية في إدارتي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، وشغل منصب وزير الدفاع الأصغر سناً في التاريخ الأميركي بعد هزيمة فيتنام مباشرة 1975 إلى 1977، عاد لتولي نفس منصب وزير الدفاع ثانية وهو في الثامنة والستين من العمر في إدارة جورج بوش الابن وتحديدا عام 2000.

وقد صنف دونالد رامسفيلد، بأنه الشخصية السياسية الأميركية الأكثر إثارة للجدل منذ نهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وغريمها التقليدي الاتحاد السوفيتي.

صقور إدارة بوش
صقور إدارة بوش

أحد صقور البنتاجون

كان أحد كبار صقور «البنتاجون»، والمستشار الرئيسي للرئيس جورج بوش في تخطيط سياسة الدفاع، ومسؤول سياسة الدفاع بصفة عامة، وجميع السياسات ذات الصلة بوزارة الدفاع.

وقد أثارت عودته إلى دائرة الفعل السياسي والعسكري الأميركي في شهر ديسمبر من عام 2000، عندما عيّنه جورج بوش الابن وزيرا للدفاع دهشته، خاصة أنه كان قد ترك عالم المسؤوليات السياسية والإدارية الرسمية قبل 23 عاما، كذلك زادت دهشته بسبب تاريخه السياسي حيث كان، كما يشير صراحة، أحد الأعداء السياسيين لجورج بوش الأب الذي وصفه بالمتغطرس.

وقد تزعم رامسفيلد المجموعة المسيطرة على «البنتاجون» الذين يريدون القرن الجديد قرنا أمريكيا خالصا، تكون فيه الإمبراطورية الأمريكية هي الآمر والناهي، دون الاكتراث لأقطاب العالم كالاتحاد الأوروبي والصين واليابان، وهؤلاء الصقور كانوا المخططين والداعمين والمنفذين للعدوان على العراق، باعتبارهم يقودون حربا صليبية جديدة.

وترأس رامسفيلد عدداً كبيراً من إدارة الشركات الخاصة، فقد تولى إدارة شركة «جيليد ساينس» وكان أحد أعضاء مجلس إدارة شركة «تريبيون» ورئيس مجلس إدارة «سولمون سميث الدولية»، بالإضافة إلى عدد من الشركات الأخرى.

رامسفيلد وهجمات 11 سبتمبر

كان دونالد رامسفيلد يعقد اجتماع إفطار في «البنتاجون» مع أعضاء «الكونجرس» لمحاولة حشد الدعم لنظام الدفاع الصاروخي عندما تم استهداف مركز التجارة العالمي في صباح 11 سبتمبر من عام 2001.

وكان رامسفيلد لا يزال في داخل «البنتاجون» عندما أصيب مقر وزارة الدفاع نفسه بطائرة من الطائرات المشاركات في الهجمات، حيث كان مصرا على الاستمرار في مؤتمره الصحفي اليومي.

رامسفيلد عقب الهجوم على البنتاجون
رامسفيلد عقب الهجوم على البنتاجون

وقد تذكر لاحقا أنه شعر بإهتزاز المبنى وركض نحو موقع تحطم الطائرة، مما أدى إلى تدافع حيث كان المسؤولون يكافحون لتحديد مكانه، وكتب يقول: «في الخارج وجدت الهواء النقي والمشهد الفوضوي حيث سحب الدخان الأسود تتصاعد من الجانب الغربي من المبنى، ركضت حول البنتاجون، ثم رأيت ألسنة اللهب».

رامسفيلد وبوش الابن
رامسفيلد وبوش الابن

وأظهرت لقطات مصورة بثتها شبكة "سي إن إن" رامسفيلد وهو يساعد في نقل شخص ما إلى مكان آمن قبل العودة إلى الداخل للمساعدة في تنسيق رد الفعل الأمريكي على الهجوم.

وظهرت أدلة في وقت لاحق في المذكرات التي رفعت عنها السرية تشير إلى أنه في غضون ساعات من الهجوم، كان رامسفيلد يطرح بالفعل فكرة شن ضربات انتقامية ليس فقط على معسكرات أسامة بن لادن، المشتبه به الرئيسي، ولكن على العراق.

 رامسفيلد ومعتقل جوانتانامو

أسس دونالد رامسفيلد أكبر معتقل بالعالم وهو معتقل خليج جوانتانامو، الذي استخدمت فيه جميع أنواع أساليب التعذيب، وحرم جميع المعتقلين فيه من محاكمة عادلة، وهو الذي أسس سجن أبوغريب خلال الحرب العراقية الأمريكية، الذي استخدمت فيه جميع أنواع أساليب التعذيب أيضاً.

وكانت جانيس كاربينسكي الضابط في سجن أبوغريب قد ذكرت أنها رأت بعينيها مذكرة موقعة منه تجيز استخدام وسائل الاستجواب القاسية ضد المعتقلين العراقيين في سجن أبوغريب.

رامسفيلد في العراق
رامسفيلد في العراق

استقالة رامسفيلد من منصبه

قدم دونالد رامسفيلد استقالته من منصبه كوزير للدفاع في ٨ نوفمبر ٢٠٠٦، وكانت الاستقالة بسبب خلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن سياسته في العراق.