بلهجة تحمل من الطمأنينة ما تحمله للشعب المصري، ومن الوعيد ما ترسله لكل من يحاول سلب حقوق المصريين، صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: « لا يجوز استمرار التفاوض مع إثيوبيا حول سد النهضة إلى ما لا نهاية ».
ماذا تعني كلمات الرئيس السيسي ؟
عبارات الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه أزمة سد النهضة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، منذ بدء الأزمة وحتى الوقت الحالي بعد إعلان أثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة، الأمر الذي يُعد بحسب ما وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري، تصعيدًا خطيرًا يكشف عن سوء نية إثيوبيا، ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب.

الرئيس عبد الفتاح السيسي صرح في مناسبات عدة عن موقف مصر من أزمة السد، وأنها لا تقف حائلًا أمام التنمية في إفريقيا، لكنها لن تفرط في أي قطة مياة من حق الشعب المصري.
آخر ما أعلنه الرئيس السيسي بشأن الزمة كان في حديثه أثناء افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية، عن سعي مصر للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، طبقًا للأعراف والثوابت الدولية.
مصر لديها خيارات كثيرة
تأكيدات المحللين والخبراء أكدت أن مصر تاوزت كل فرص التفاوض، وفترات الصبر، وألمحت إلى الخيار العسكري لكنها لم تتحدث عنه كخيار حتمي.
الدكتور مصطفى الفقي، قال إن مصر لا تريد خيارا محددا في قضية سد النهضة، ولا يجب فهم ما قاله الرئيس على انه إشارة إلي حتمية الخيار العسكري، ولكن يجب فهمه علي ان مصر لديها خيارات كثيرة واننا لسنا محاصرون، وأن أثيوبيا تتحكم، لان هذا لم ولن يحدث علي مدار التاريخ.

وأضاف مصطفى الفقي، خلال مداخلة مع برنامج يحدث في مصر، أن أثيوبيا تتعامل مع سد النهضة علي انه استعراض قوة وكأنهم نسوا من هي مصر في المنطقة، مؤكدا أن إثيوبيا تتحدث باستفزاز ومصر فعلت كل ما تستطيع وتجاوزت كل قدرات الصبر .
بيان مصري سوداني مشترك
وفي أول لقاء بين وزيري خارجية مصر والسودان عقب إعلان أثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة، شدد كل من سامح شكري، ومريم صادق المهدي على ضرورة الاستمرار في إجراء إتصالات ومشاورات مكثفة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لحثهم على دعم موقف مصر والسودان وتأييد دعوتهما بضرورة التوصل لإتفاق ملزم قانونًا حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق دولتي المصب من أضرار هذا المشروع على مصر والسودان.
وأضاف البيان المشترك: كما أعرب الوزيران عن رفضهما القاطع لإعلان إثيوبيا عن البدء في عملية الملء للعام الثاني لما يمثله ذلك من مخالفة صريحة لأحكام إتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في سنة ٢٠١٥ وانتهاك للقوانين والأعراف الدولية الحاكمة لاستغلال موارد الأنهار العابرة للحدود، فضلًا عما تمثله هذه الخطوة من تصعيد خطير يكشف عن سوء نية إثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب وعدم اكتراثها بالآثار السلبية والأضرار التي قد تتعرض لها مصالحها بسبب الملء الأحادي لسد النهضة.
إعلان أثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة
وكان قد تلقى الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري خطاباً رسمياً من نظيره الاثيوبي يفيد ببدء إثيوبيا في عملية الملء الثاني لخزان سد النهضة الإثيوبي.
وقد قام وزير الموارد المائية والري بتوجيه خطاب رسمي الى الوزير الاثيوبي لإخطاره برفض مصر القاطع لهذا الاجراء الأحادي من إثيوبيا والذي يعد خرقاً صريحاً وخطيراً لإتفاق إعلان المبادئ، كما أنه يعد انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية التي تحكم المشروعات المقامة على الاحواض المشتركة للأنهار الدولية، بما فيها نهر النيل الذي تنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق تلزم اثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الاضرار بها.
جلسة مجلس الأمن الخميس
وقد قامت وزارة الخارجية كذلك بإرسال الخطاب الموجه من الدكتور وزير الموارد المائية والري إلى نظيره وزير إثيوبيا، إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لإحاطة المجلس - والذي سيعقد جلسة حول قضية سد النهضة يوم الخميس ٨ يوليو ٢٠٢١ - بهذا التطور الخطير والذي يكشف مجدداً عن سوء نية إثيوبيا واصرارها على اتخاذ إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع وملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث ويحد من أضرار هذا السد على دولتي المصب.