الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جلسة نارية في مجلس الأمن حول سد النهضة.. إجماع دولي على حقوق مصر والسودان ضد تعنت إثيوبيا وأمريكا تشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم حول الملء والتشغيل

صدى البلد

سامح شكري لمجلس الأمن: مصر تواجه تهديدا وجوديا بسبب سد النهضة
مريم الصادق:  لا نقبل استخدام الملء الأحادي لسد النهضة لإهانة كرامة شعب السودان
مندوبة أمريكا للأمم المتحدة: القرن الأفريقي يشهد مرحلة عصيبة.. ومستعدون لدعم مصر والسودان في أزمة سد النهضة

 

شهدت قاعة مجلس الأمن مساء أمس الخميس جلسة نارية بحضور وزير خارجية مصر سامح شكري ووزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي وذلك حول تعثر المفاوضات بشأن سد النهضة بسبب مواصلة تعنت إثيوبيا رغم وساطة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وفي كلمة نارية حازمة قال سامح شكري إن مصر تواجه تهديدًا وجوديًا  بسبب سد النهضة، مضيفًا أن إثيوبيا شيدت كيانًا هائلاً علي الشريان الذى يمدها بالحياة، وإذا أصرت أثيوبيا على موقفها فيما يتعلق بالأزمة، لن يكون أمام مصر بديل سوى أن تصون حقها في البقاء".

وتابع شكري: "سبق وأن حذرت مصر من مغبة التحرك الأحادي في أزمة سد النهضة، لكن أثيوبيا توهمت أن النيل الأزرق هو نهر داخلي يمكن استغلاله لمصلحتها فقط، وكان تعنتها هو السبب الرئيسي في فشل المفاوضات بين الدول الثلاث".

وقال شكري: "تصرفات إثيوبيا دفعت مصر إلى الطلب من مجلس الأمن بسرعة التدخل لحل الأزمة، ونؤكد ثقتنا التامة  في قرارات المجلس التي تضمن الحقوق المائية لمصر والسودان"، مشيرًا إلى أن أي "اتفاق يتم التوصل له مع إثيوبيا لا بد أن يكون معقولاً ومتوازنًا وملزمًا قانونًا، لمنع حدوث أي أضرار جسمية لكل من مصر والسودان وضمان فعالية تشغيل سدود دولة المصب".

وأوضح شكري أن "دولة إثيوبيا  تعتبر المفاوضات أحد جوانب المجاملة أو المن، وتتناسى كون النيل مجرى ملك جميع الدول التي يمر فيها، وترغب أن تكون اليد العليا خلال عملية التفاوض، وتبرر مواقفها عبر التذرع بحجج واهية مثل تعرضها لاتفاقيات استعمارية، وهذا ليس صحيحًا"، مشددًا على أن إثيوبيا  تعتبر المفاوضات بشأن سد النهضة، باب خلفي لتحقيق المزيد من المشروعات على النيل، وتطالبنا بالتسليم لهذه الحقيقة“، منتقدا تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بشأن ”نية بلاده بناء 100 سد على النيل الأزرق، ما يؤكد سوء نواياهم.

من جانبها، قالت وزيرة خارجية السودان إن قضية سد النهضة الإثيوبي تمثل مسألة بالغة الأهمية للسودان، مضيفة: "نعرب عن تقديرنا لدور الاتحاد الأفريقي في عملية التفاوض حول سد النهضة ونؤكد على أهمية إيجاد حل عادل ومنصف ترتضيه جميع الأطراف".

وتابعت مريم الصادق: ": دعمنا بناء سد النهضة منذ البداية لكن بدون الإضرار بحقوق دول المصب، ويجب الالتزام بالأعراف والقوانين الخاصة بملء وتشغيل السدود، ونشدد على أهمية تشغيل سد النهضة بموجب اتفاق ملزم حتى لا يضر بنصف سكان السودان وكل سكان مصر"، مشددة على أن السودان " لا يقبل استخدام الملء الأحادي لسد النهضة لإهانة كرامة الشعب السوداني".

وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانج جيون إن الصين تدعو إلى حل أي خلاف حول استغلال مياه نهر النيل، مضيفًا: "نولي أهمية قصوى لقضية سد النهضة، ونتفهم مخاوف مصر والسودان بشأن السد، ونتطلع إلى استمرار اضطلاع الاتحاد الأفريقي بدوره لحل الأزمة".

ولفتت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال كلمتها إلى أن القرن الأفريقي يشهد مؤخرًا مرحلة عصيبة وأن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم جهود تسوية أزمة سد النهضة.

وقالت جرينفيلد: " مستعدون لدعم الجهود البناءة لحل قضية سد النهضة والالتزام السياسي مطلوب للتوصل إلى حل لأزمة سد النهضة والاتحاد الأفريقي هو المحفل الأنسب لمعالجة أزمة سد النهضة كما ندعو أطراف أزمة سد النهضة للامتناع عن أي إجراءات من شأنها تقويض المفاوضات الرامية لحل القضية".

وتابعت: "نحث مصر والسودان وإثيوبيا إلى مواصلة التباحث حول سبل حل أزمة سد النهضة تفاوضيًا وملتزمون بالعمل مع مصر والسودان وإثيوبيا لضمان استئناف المفاوضات بقيادة الاتحاد الأفريقي".

وفي تضامن قوي مع موقف مصر، أكد مندوب تونس لدى الأمم المتحدة السفير طارق الأدب أنه يأمل  تساهم جلسة الأمن في إعطاء دفعة جديدة لمسار المفاوضات بين أطراف قضية سد النهضة.

وقال : "هناك حاجة ملحة لآلية تنسيق وتعاون بين الدول المعنية لإدارة واستغلال الموارد المائية، وندعو إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية في قضية سد النهضة كي لا يتعقد الموقف، ويمثل نهر النيل موردًا مائيًا مشتركًا في غاية الأهمية لمصر والسودان".

من جانبها قالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة إنها تدعو "جميع أطراف قضية سد النهضة إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض المفاوضات".

وأشارت إلى أن "هناك ثقة من إمكانية حل أزمة سد النهضة بدعم من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي".

وقال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا "نعترف بأهمية مشروع سد النهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونتفهم مخاوف مصر والسودان بشأن ملء وتشغيل سد النهضة ويجب معالجتها".

واستطرد قائلاً: "لا بديل لتسوية النزاع حول سد النهضة إلا من خلال السبل السياسية، والتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة سيساعد في نزع فتيل التوتر بين أطراف الأزمة".