الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: عندما يعلو الحمار

صدى البلد

 

 

سنبدأ بحكاية قصة من الأدب العربي رويت عن العرب فى أحد الأزمنة لكنها لمطابقتها لمقتضى الحال تصلح لكل زمان ومكان لو أعملت خيالك فى استبدال الأماكن والشخصيات والظروف و"اللوكيشن" وهى:

 * حكاية الحمار الذى ركب رأسه

فى زمن مضى أيام كان البناء بالطين والآجر,اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته، ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته

وصار الرجل يدل الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح، حتى يتعرف على الدروب والطرق .

ولا يتيه حين يرجع للبيت وحده.

وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل، فحرن الحمار ولم يقبل النزول..

فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه.توسل له صاحبنا مرات عديدة وحايله باغراءات متعددة..

وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة، وأبدا لم يقبل الحمار النزول ولم يقبل صاحبه أن يبقيه على السطح.

لكن الحمار دق رجليه على قرميد السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه..

البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار.

فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل..وخلال دقائق .انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار.

فوقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه.. وقال: "والله الغلطة ما عليك .. الغلطة علىّ أنا اللي طلعتك على السطح"

فمن الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي والذى يتناسب وقدراتهم العقلية والنفسية .

ولا يُلام إلا من أوصلهم لذلك المكان بالواسطة او بالتدليس أو بالقوة والسيطرة والعزوة.

الحمير كثرت على أسطحنا، فهل من معجزة لإنزالها؟"لأن من يصعد السطح منهم، لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت".

ومن تاريخنا المصرى الحقيقى 

* حكاية القطار البشرى بالعباسية وهى رواية أخرى رواها من حضرها وعاينها وللعجب تصلح أيضا لتركيبها وادارة نفس السيناريو بلادنا العربية أو بالعالم التالف الذى يحيطنا دولا وقبائل وبلاد لا تركب الأفيال بل تركب رأسها وتسوق الهبل على الشيطنة لنكون وسط وجزء من هذا العمل الدرامى والسيناريو المتكرر كلما سنحت الفرصة والعوامل الداخلية والخارجية والظروف يحكى أنه في عام 1960 وفي مستشفى الامراض العقلية بالعباسية في مدينة القاهرة ونتيجة إهمال حرس المستشفي تمكن 243 مجنوناً من الهرب الى شوارع العباسية.  واستدعى المدير الإداري طبيب المستشفى فوراً واسمه د جمال ماضي ابوالعزايم طالباً منه حلاً للمشكلة فوراً .. 

وعلى الفور أحضر الطبيب "صفّارة" ، وطلب من المدير وبعض الموظفين ان يمسكو به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار.. وخرجوا الى شوارع العباسيه وهو يصفر وينادي "توووو....ت تووووو....ت" وهو يمثِّل رأس القطار ومن خلفه العربات (كل واحد يمسك بالثاني) 

وما حدث بالفعل أن كل مجنون هارب ركب في القطار ، ونجح الدكتور جمال في جمع المجانين وعاد بهم الى المستشفى. 

وحلّت المشكلة وفرح المدير الإداري وشكروا الدكتور جمال لحسن تصرفه ورجاحة عقله.

المشكلة وضحت في المساء, بعد ان تفقدوا المجانين العائدين مع القطار للمستشفى كان عددهم 612 بينما كان عدد الهاربين 243 فقط.

 سؤال: إن حدث واستخدمنا الآن نفس الأسلوب في اي بلد فكم سيكون عدد الصاعدين في القطار الوهمي؟! تووت توتتتت