الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة يقدمها محمد محسن أبو النور

بعد 6 سنوات من الاتفاق التاريخي .. الملف النووي الإيراني إلى أين؟

الدول الموقعة على
الدول الموقعة على الاتفاق النووي ..أرشيفية

تحل اليوم الذكرى السادسة لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقع في 14 يوليو 2015، بالعاصمة النمساوية فيينا، بين مجموعة الـ 5+1 وإيران بعد محادثات استمرت لـ 10 سنوات.

ونص الاتفاق على رفع العقوبات الاقتصادية الموضوعة على إيران من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، في مقابل تخلي إيران عن برنامج التسلح النووي والتوصل إلى تسوية بشأن تفتيش المواقع النووية، والسماح للمفتشين التابعين لهيئة الأمم المتحدة بمراقبة المواقع العسكرية الإيرانية، ويمكن لإيران أن تبدي الاعتراض على قسم من طلبات دخول هذه المواقع.

وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن الاتفاق النووي الإيراني أنه "يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة نووية"، بينما قال الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أن "الاتفاق يفتح فصلا جديا في علاقات إيران مع العالم".

وضمت المحادثات مجموعة الـ 5+1، وهي عبارة عن الخمس دول الدائمين في مجلس الأمن وهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا التي تعتبر أكبر شريك اقتصادي لإيران.

تحديات تواجه الاتفاق النووي الإيراني

وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أنه في الذكرى السادسة لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وتجدد المحادثات بين مجموعة الـ 5+1 وإيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 في عهد الرئيس ترامب، يأتي السؤال عن مستقبل هذا الاتفاق المرهون بعدة اعتبارات.

وتابع أبو النور في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاعتبار الأول وهو السقف العالى في الطلبات لكل من الولايات المتحدة وإيران في هذه المفاوضات، بينما الاعتبار الثاني هو التغيرات التي تحدث في كل جولة تفاوض، بمعنى أن الجانبين يقومون في كل جولة بتقديم طلبات أو شروط جديدة لتحسين شروط التفاوض واستخلاص أكبر المكاسب الممكنة في فيينا.

أبرز مطالب طهران 

وعن الجولة السابعة التى تتم الآن في فيينا، يقول: "إنه من المفترض أن تتحدد الرؤية المستقبلية لمفاوضات فيينا بعد موافقة أو رفض الولايات المتحدة على الطلب الإيراني الأكثر أهمية وهو أن يرفع إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني الجديد، من قائمة العقوبات ويرفع مكتب المرشد والمرشد من على القائمة العقوبات ايضا".

وأوضح: "لا يمكن لإيران أن تستكمل المحادثات الجارية مع نظام يعتبر أن رئيسها شخصا إرهابيا، كما أنه في سبتمبر المقبل سيعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتى من المفترض أن كل رئيس لكل دولة أن يذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي كلمة بلادة، ولن يتمكن الرئيس الإيراني من الذهاب لوضعه على قوائم الإرهاب، عندما يذهب إلى هناك سيتم القبض عليه".

وتابع: "ولكن إذا رفع الرئيس الإيراني من قوائم الإرهاب وقوبل الطلب الإيراني من قبل الولايات المتحدة، سيكون هناك أفق لنجاح الجولة السابعة من المفاوضات في فيينا، وسيكون هناك أمل في توقيع إطارى بعد أن يشكل إبراهيم رئيسي الحكومة في 3 أغسطس المقبل".

توقيع اتفاق إطاري

وأوضح الخبير في الشأن الإيراني، أنه كل المؤشرات تقول أن هناك اتفاقا اطاريا سيحدث، هذا لا جدال فيه، ولكن متى وكيف يتم هذا الاتفاق والمخرجات والشروط التي يشملها، هذا ما لا يمكن أبدا التنبؤ به في ظل تصاعد المواقف الأمريكية في كل جولة عن الجولة الأخرى وعد ثبات الموقف الإيراني في كل جولة، ودخول الطرفان في المفاوضات بأجندة هما لا يريدان الخروج بها.

وأكمل: "على سبيل المثال إيران لا تريد أن تشرك شركاء إقليميين يشاركون في أي اتفاق محتمل، كما إنها رفضت تماما الحديث عن برنامج الصاروخي البالستي، ورفضها الحديث عن دورها في الإقليم"، مشيرا إلى أنه "بالرغم من ذلك تقوم إيران الآن بالانخراط في مفاوضات غير معلنة مع المملكة العربية السعودية، وهناك تسريبات تقول أن إيران دخلت في مفاوضات مع مصر أيضا، وأنها تستخدم كل الأوراق الممكنة للحصول على أكبر مكاسب من أى طاولة تفاوض".

واختتم: "لذلك أنه من الصعب ومن المبكر الوقوف على مستقبل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، ولكن ما يمكن قوله أن هناك اتفاقا اطاريا سوف يحدث في وقت وبكيفية غير معلومة لدينا الأن".

انسحاب الولايات المتحدة 

وكان قد أعلن رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، في يوم 8 مايو عام 2018 رسمياً خروج بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، ووصف هذه الحركة "الانسحاب"، وأضاف قائلا "أن هذا ليس اتفاقاً، وأمريكا لا تستطيع تنفيذه أو العمل به".

ووصف هذا الاتفاق أنه من جانب واحد وخطير وكان يجب أن لا يحدث، وأن هذا الاتفاق لم يجلب السلام والهدوء ولن يجلب السلام والهدوء، قال ترامب: "اليوم أعلن أن الولايات المتحدة قد خرجت من الاتفاق النووي مع إيران" وأضاف "سنفرض أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على إيران".

إسرائيل تدعم ودول أوروبا ترفض

بينما جاء موقف باقي الدول الموقعة على الاتفاق "الصين وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وإيران وروسيا والمملكة المتحدة"، رافضا أي منهم لقرار ترامب بالانسحاب، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، أعرب عن ارتياحه بهذا القرار "الجريء" يؤيده بشكل كامل ، بالإضافة إلى ذلك، تقول السعودية المنافس الإقليمي لإيران، إنها "تدعم وترحب" بخطوات ترامب نحو الخروج من الصفقة.

وجاء رد إيران على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بأنها تقدمت في 16 يوليو 2018 بشكوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة احتجاجا على إعادة فرض عقوبات أميركية عليها بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، واتهمت إيران الولايات المتحدة بأنها تفرض "حصارا اقتصاديا" بموجب إعادة العقوبات الاقتصادية عليها.