الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«أشجار» ماسبيرو .. تجارب مزهرة فى حوارات مثمرة!

 

لاأعرف لماذا تخيلتها شجرة كبرى على الغلاف فى هيئة قلب وتتفرع منها أغصان تحمل ٢٠ صورة ملونة ومبهجة لأبطال الميكروفون السحرى .. إنها حديقة ماسبيرو التى تفتحت فى أركانها “زهور” مقدمى البرامج والأفكار الغزيرة، و”ورود” المذيعات بوقارهن وسعة ثقافتهن ونشاطهن فى إنتاج عشرات المواد الإذاعية عبر أجيال وعصور .. ورغم بعثرة صور “أوراق الشجر”  على صدر كتاب “نجوم ماسبيرو يتحدثون” فى جزئه الثالث، رتبت الصحفية الدؤوبة سها سعيد لقاءاتها مع ٢٠ قصيدة نثرية تروى كل واحدة منها تاريخ ومشوار نجم إذاعى وهب نفسه ومهاراته اللغوية والإلقائية لمهنة تشكيل الوعى ومخاطبة الوجدان!.
جلست “سها” داخل اللوح الزجاجى لكل ضيف من ضيوفها .. واستمعت فى ثوب “الطالبة المُجدة” إلى حديث الخبرة والدراية الكاملة بفنون الأداء أمام الميكروفون وكيفية احترامه ليحترم الجمهور من يجلس وراءه ويحرك الخيال والمشاعر .. ومن أسئلة “سها” تنوعت المواقف الدالة على مبادئ كل بطل من المغامرين الـ٢٠ .. وتذكرنا جميعا رحلات رائعة لعشرات البرامج وآلاف نشرات الأخبار والتغطيات السياسية والثقافية .. وانتعشت أمامنا حوارات دينية وإنسانية ومحطات درامية وترفيهية تهذب السلوك وتغذى الروح وتروى القيم والأخلاقيات .. وتيقَّنا من افتقاد نماذج عشقت تراب الإذاعة والتليفزيون وأدمنت فلسفة “تسليم الراية” من جيل لآخر ولايضن المعلم على التلميذ بالمعلومة أو النصيحة أو التحفيز والتشجيع ليستمر فى عطائه ويبلغ الناشئ التفوق الذى لم يصبُ إليه الأستاذ القديم .. وما أروعه من عالم، وما أجملها من حالة!.
ولم تقنع المستمعة الذكية “سها” بسنوات الكفاح والإنجاز لهذه الأساطير الواقعية، بل استخرجت من مستودع الطفولة والنشأة أسباب النبوغ والتميز، وقادتنا إلى البيئة الصالحة التى أنبتت هذه البذور وشربت من “نهر” الأسرة ماء الثقافة وإتقان العمل والإصرار على النجاح .. ولكل نتيجة مقدمة منطقية تصنعها وتبدع فى تفاصيلها .. ومع كل ضيف كريم يتحدث ويسرد ويبوح بالكثير أمام ميكروفون “سها” ندرك الفجوة الهائلة والمخجلة بين إعلام زيَّن المعلومة بجمال اللغة وصدق الكلمة وطلاقة اللفظ، وبين آخر تلوث بأجواء التجارة والزيف، وضائع لغياب القدوة الحسنة .. وفى الثوب الراقى الذى ارتداه الكتاب، لم يظهر سوى الأخطاء اللغوية والنحوية التى تقتضى المراجعة والتدقيق فى الطبعات القادمة، وتكرار الأسئلة بصورة شبه ثابتة بينما الابتكار فى صيغة السؤال كان من المرجح أن يضفى حيوية ورشاقة أكثر على الحوارات الدسمة وحواديتها الممتعة .. وبخلاف هذين الثقبين، يقف ميكروفون “سها” شامخا شأنه شأن “أشجار ماسبيرو” بكل تجاربها المزهرة، المدونة فى “حوارات مثمرة”!.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط