الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف :حياة كريمة مشروع إنساني وطني بامتياز

وزير الاوقاف
وزير الاوقاف

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة  خطبة الجمعة بمسجد: "عمرو بن العاص" (رضي الله عنه) وذلك مشاركة لمحافظة القاهرة بعيدها القومي ، تحت عنوان : "الحقوق والواجبات في خطبة حجة الوداع"، بحضور الدكتور علي مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية و الدكتو هشام توفيق وزير قطاع الأعمال  و الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة , واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ، و شوقي علام مفتي الجمهورية ،  والشيخ عبد الهادي القصبي رئيس ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب.

 

خلال خطبته أكد  وزير الأوقاف أن ديننا دين عظيم , هو دين الفضيلة ودين القيم الإنسانية السامية الراقية , وأن تحقيق أمن الناس بكل جوانبه الأمنية والعسكرية والنفسية والمجتمعية هدف أصيل , ومقصد من أهم مقاصد الشرع الحنيف , لذا فإن أول ما طالعنا به نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبته الجامعة في حجة الوداع أن قال (صلى الله عليه وسلم) : "أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ دِماءَكم، وأمْوالَكم، وأعْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ يَومِكم هذا، في بَلدِكم هذا، في شَهرِكم هذا".

 

 ثم قال (صلى الله عليه وسلم) : "ألَا هلْ بَلَّغْتُ قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ" , فكل الدماء معصومة , وكل الأعراض مصانة , وكل الأموال محفوظة , ففي حرمة الدماء يقول الحق سبحانه : " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا" , وفي حرمة الأموال يقول الحق سبحانه : "وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ رجالًا يَتخوَّضونَ في مالِ اللَّهِ ورسولِهِ بغَيرِ حقٍّ لَهُمُ النَّارُ يومَ القيامةِ" .

 

أوضح وزير الأوقاف الفرق بين مجتمعين أحدهما يعيش فيه الإنسان آمنًا على دمه ودم من يحب .. وعلى نفسه ونفس من يحب .. وعرضه وعرض من يحب .. وماله ومال من يحب ، ومجتمع آخر لا أمن فيه لا على النفس ولا على المال ولا على العرض , ولذا كان تشديد نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبته الجامعة على حرمة الدماء والأموال والأعراض , حتى يتحقق الأمن للمجتمع بكامله.

 

 فكما تحافظ أنت وأنت شخص واحد على دماء الآخرين وأموالهم وأعراضهم , يحافظ ملايين البشر على دمك ومالك وعرضك , وكما قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "افْعَلْ ما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان مؤكدًا أنه ليس ببعيد عن الحقوق والواجبات ما أطلقته الدولة المصرية أمس من مشروع "حياة كريمة" كواحد من أهم وأول مبادرات "الجمهورية الجديدة" بإذن الله تعالى , والحديث عن ذلك من جانبين :

الأول : حق الفقراء على الأغنياء , وحق الضعفاء على الأقوياء , وإذا كان ديننا قد علمنا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب , فقد علمنا أيضًا : أن دعوة مجبور الخاطر ليس بينها وبين الله حجاب , وإذا كانت دعوة المظلوم لا تخطئ طريقها فإن دعوة من يجبر خاطر الفقراء والمساكين والضعفاء والمستحقين تكون بابًا واسعًا من الرحمة على كل من سعى في جبر هذا الخاطر.

 

فمن فرج عن إنسان كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ومن أدخل السرور على إنسان كان حقًا على الله (عز وجل) أن يرضيه يوم القيامة, فإنَّ لله (عز وجل) عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حبَّبهم للخير, وحبب الخير إليهم، إنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة.

 

الأمر الثاني والأخير : وهو شكر واجب , حيث علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه "لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ" , ويجب أن لا ننسى , ونعترف بالحق لأهله كلون من الوفاء , يوم أن وقف السيد (رئيس الجمهورية) قبل ما يزيد على سبع سنوات , ووجه كلامه للمصريين جميعًا وخلفه قواتنا المسلحة الباسلة , وقفوا في وجه قوى الشر والضلال والإرهاب والمتآمرين على الوطن , ووجه سيادته كلامه للمصريين جميعًا قائلًا: لن نسمح لأحد أن يروع الشعب المصري ونحن على قيد الحياة , وإن الرصاص الذي يمكن أن يوجه إلى صدور المصريين سنتلقاه عنهم نحن بصدورنا , وأعانه الله (عز وجل) على الوفاء ، وأعان معه رجالًا عظامًا : "فصَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ", واندحر الإرهاب الأسود وانقشع الظلام الدامس , لكن التحديات لا تزال كثيرة.


وتابع الوزير: ووقف أمس وهو يطلق المبادرة الأولى في الجمهورية الجديدة مبادرة "حياة كريمة" وأعاد القول بمضمونه, عندما قال : أجدد معكم العهد أن أظل كما كنت ابنًا بارًا لهذا الشعب , وأقول لكم وأطمئنكم : لا تقلقوا , فلن يصل أحد إلى الشعب المصري أو حق من حقوقه ، أو مكتسب من مكتسباته وفي قواتنا المسلحة الباسلة وقائدها الأعلى نفس يلفظ على هذه الحياة , ونحن نقول لك يا سيادة الرئيس : نحن معك نبادلك وفاءً بوفاء , وعهدًا بعهد , ونعاهد الله (عز وجل) ثم نعاهدك أن نكون خلفك جميعًا على المنشط والمكره , في السراء والضراء , في السعة والشدة , فخلفك وخلف قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية أكثر من مائة مليون مصري هم خطوط إمداد ودعم حقيقي لك ولقواتنا المسلحة الباسلة , وهذه الأمة محفوظة بإذن الله ، أجنادها هم خير أجناد الأرض , هم وأبناؤهم وأزواجهم وذووهم في رباط إلى يوم الدين.