محصول الزيتون يهدد المزارعين بالإفلاس فى سيناء

الزيتون من المحاصيل الرئيسية التى يزرعها أبناء سيناء وهو مصدر رزق رئيسى لهم، وبالرغم من غياب المياه العذبة إلا أن عدد كبير من أبناء سيناء اتجه لحفر الآبار واستصلاح الأراضي للتوسع فى زراعته بإستثمارات وصلت أكثر من ١٠٠ مليون جنية علي مدار الثلاث سنوات الأخيرة.
وتبلغ إجمالى الأراضي المنزرعة بالزيتون بالجهود الذاتية فى سيناء نحو ٤ ملايين شجرة توفر المئات من فرص العمل المختلفة، ويواجه مزارعو الزيتون تحديات منها التسويق وتدنى مستوى الأسعار وعدم وجود تسهيلات حقيقية فيما يتعلق بالحصول على التراخيص الخاصة بمعاصر الزيتون وهو ما يهددهم بالإفلاس .

يأتى ذلك في الوقت الذي يزدهر فيه اقتصاد دول مثل اسبانيا وتونس وايطاليا وقبرص من ناتج ومردود محصول الزيتون نجد أن الحال في سيناء مختلف حيث يشتكي مزارعو الزيتون من مشكلة كبيرة تهددهم بالإفلاس وهى غياب فرص التسويق و رخص الأسعار وعدم إهتمام الحكومة بهم.
يقول محمد أبو حساني : العام الماضي كنا نبيع كيلو الزيتون من نوع " التفاحة " أو " العجيزي " بسبعة جنيهات وكنا سعداء وبالرغم من أن الإنتاج كان قليلا إلا إننا كنا راضيين عن ذلك، اما الآن فسعر الكيلو لا يتعدى جنيهان وهو ما يعنى أن سعر كيلو الزيتون الصافي بعد نقله سوف يصل لنحو ٥٠ قرشا وأقل، وهذا سعر ضئيل جدا مقارنة بالتكاليف وجودة الأنواع، مؤكدا بأنه يجعل أبنائه الصغار يعملون معه في جني المحصول، توفيرا للنفقات الأمر الذى يعرضه لتأخر بيع المحصول بسبب البطء في جنيه، مشيرا إلى انه على الحكومة توفير فرص تسويق وفتح مصانع في سيناء وتقديم تسهيلا للحصول على التراخيص الجديدة للمصانع.
ويضيف أحمد فراج من مزارعي الزيتون بالشيخ زويد إن الزيتون الآن أصبح أكثر تكلفة بعد أن كان مصدر رزق وربح لأبناء سيناء وفى ظل الأقبال على زراعة المحصول توجد كميات كبيرة من الإنتاج لا تجد طريقة للتسويق.
ويرى أن الأزمة هذا العام مصطنعة بسسب عدم إقبال شركات التسويق على شراءه هذا الموسم ولا نعرف السبب رغم أن الزيتون في سيناء ارخص من الدول الآخري وأفضل زيتون في العالم لأنه يحتوي علي 32 عنصر غذائيا في حين أن الزيتون في أسبانيا " الأولي في زراعة الزيتون بالعالم "لا يحتوي إلا علي ١٧ عنصرا فقط .
ويؤكد سلامة أجمعان من مزارعي الزيتون بالشيخ زويد أن الدولة لا تولى إهتماما مناسبا بمحصول الزيتون ففى الوقت الذى تقوم فيه دولة مثل تونس بمساعدة المزارعيين وتقديم كافة أشكال الدعم لهم بما فى ذلك التسويق وإقامة المهرجانات وهو ما ساهم فى وضع تونس في التصنيف الثاني بعد اسبانيا في إنتاج الزيتون والزيت في العالم، في حين مصر التي توجد بها اجود أنواع الزيتون في العالم لا تحتل اى مترتبة فى هذا التصنيف نظرا لوجود معوقات ومشاكل منها صعوبة الحصول علي و قلة فرص التسويق وعدم مواكبة المعاصر الخاصة للتطورات العالمية.
وأشار محمد نصار من مزارعي الزيتون أن مشكلة التسويق جاءت بعد الثورة وغياب الأمن فالشركات التي كانت تشتري منهم الزيتون العام السابق لم تأتي خوفا من غياب الأمن بسيناء .