الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«العارف».. تمت المهمة بنجاح

في البداية أريد أن أقول للفنان أحمد عز رجاء لا تقدم مسلسل قبل ثلاث أو أربع سنوات قادمة ويكون تركيزك خلال الفترة الحالية السينما ثم السينما ثم السينما.
تظل نجومية السينما هي غاية أي فنان وقمة النجاح ويقاس بها قدر نجومية الفنان حول العالم، وبالفعل أحمد عز وصل لكونه الآن واحد من بين عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الذي ينتظر أفلامه الجمهور وهناك ثقة في أعماله.
ممكن القول إن فيلم "العارف" يعتبر نقلة جديدة في صناعة سينما الأكشن المصرية، مثلما كان " تيتو " وبعده " إبراهيم الأبيض " وبعدهما محاولات جيدة ناجحة في أفلام مثل كازبلانكا والممر، الآن "العارف" يدخل بسينما الأكشن مرحلة مهمة وتزيد من صعوبة الأعمال القادمة بعد أن وصل لمستوى إنتاجي وفني يقترب من السينما العالمية، الجمهور كان سعيدا بما شاهده.
القصة تقترب من الواقع وما حدث في السنوات الماضية بعد "الفوضى" التي ضربت الشرق الأوسط وسقوط عدد من الأنظمة السياسية مما تسبب في حالة انفلات في السيطرة على مخازن السلاح في بعض الدول على رأسها ليبيا والتي كانت تحتوي على عشرات من مخازن السلاح الضخمة تصل إلى أنظمة متطورة من الصواريخ كل ذلك تم نهبه وسط حالة الفوضى وأصبح جزء منه تحت تصرف الجماعات الإرهابية ومهمة بطل الفيلم كانت الوصول لمصادر تمويل تلك الجماعات وتعطيل وصولهم لأماكن السلاح كل ذلك عن طريق الاختراقات الإلكترونية ونشاهد عمليات اغتيال لضباط متقاعدون يملكون معلومات عن أماكن مخازن الأسلحة وجماعات إرهابية تستخدم الهاكر في الحصول على تلك الأسلحة لاستخدامها في تنفيذ عمليات ضد عدد من الدول منها مصر! 
قصة مشوقة وسيناريو جيد في سرد الأحداث، لا يحتاج المشاهد مجهود ليعرف سريعا ان مهمة يونس هي على غرار مهمات أفلام جيمس بوند أو مهمة مستحيلة، وبالطبع تصلح ان يكون لها أجزاء قادمة بعد نجاح المهمة الأولى.
الأحداث رغم طول مدة الفيلم نوعا ما كانت مشوقة وغير مملة، بسبب التصوير الخارجي في أكثر من دولة وكان ذلك إضافة من المتعة البصرية وكادرات تصوير جديدة على المشاهد إلى جانب زيادة جرعة الإثارة والتشويق بتلك المغامرة السينمائية الكبيرة، وحتى لو وجد المتفرج مشاهد مكررة من أعمال أجنبية ولكن كان يريد أن يشاهدها بالنجوم المصريين وفي أماكنها الحقيقية، ولكن تصميم معارك جديدة ومبتكرة يحتاج لوقت طويل في مثل تلك الأعمال، مثلا تم إنتاج 7 أجزاء من سلسلة مهمة مستحيلة  mission impossible خلال 26 سنة. 
هناك هفوات في دراما السيناريو والشخصيات ولكن لم تؤثر كثيرا على المستوى العام للفيلم، باستثناء شخصية يونس لم يقترب السيناريو من تفاصيل باقي شخصيات الفيلم، المخرج كان منشغل بتنفيذ مشاهد الأكشن في المقام الأول، وربما أفضل مشاهد الفيلم دراميا مشهد يونس " الفلاش باك" ما بين البحر ومنزل أسرته وتذكر جزء مهم من حياته، هو من أفضل المشاهد أيضا على مستوى الأداء لأحمد عز، ولكن علاقته بالمسؤول عن تجنيده لماذا كان بها بعض التوتر وكيف يكون عميل بهذه الدرجة العالية من التدريب يتقاعد ثم يعود من أجل الانتقام الشخصي! هؤلاء العملاء السريين لا يتعاملون بعواطفهم عادة ولا بأهوائهم الشخصية هكذا يتم تدريبهم، ولذلك بدى مشهد هروبه عندما يتم استدعاءه غير مقنع و"ساذج "! 
أيضا من بين المشاهد الغير منطقية وكان يجب أن يكون لها حلول أخرى، مشهد غرق "مايا" وفجأة نجده جالسا! في مكان آخر! 
وكذلك مشهد النهاية المشاجرة بين يونس وراضي أعلى البرج من أضعف مشاهد الأكشن على مستوى التنفيذ، باستثناء إبهار اللوكشن.
الفيلم يدخل مناطق جديدة وغير معتادة حيث أظهر تطور المنظومة الأمنية في مصر في التصدي بالوسائل الحديثة للعمليات الإرهابية والاختراق الإلكتروني لمؤسسات أمنية وهو يحدث لأول مرة بعيدا عن الكليشيهات التي تظهر عادة في الأعمال عن مقار تلك الأجهزة الأمنية، لذلك كان عنصر الإبهار في الصورة من أفضل عناصر الفيلم.
بطل الفيلم أحمد عز كما هو مؤخرا ظهر محافظا على مستوى أداء حركي عال جدا ولياقة تؤهله على أداء مقنع لمشاهد الأكشن وقدم أداء جيد للشخصية على مستوى التمثيل ولكن عليه أن يبتعد عن الضابط والعميل السري بعض الشيء، يقدم شخصيات جديدة أخرى.
أما أحمد فهمي الكوميديان الساخر منذ بداياته يعتبر مفاجأة الفيلم أداء جيد جدا وجديد على نموذج الشرير وأدى الشخصية بأسلوبه ولم يقلد نماذج الشرير المعتادة، ورغم جدية الشخصية لم يتخلى عن بعض السخرية في عدد من المشاهد وكانت سخرية شريرة ومستفزة وكثيرا ما كنت أنتظر المواجهة بين يونس وراضي لأشاهد الأداء بينهما، مشاهدهما سويا من أفضل مشاهد الفيلم.
مصطفى خاطر دور صغير ولكنه أضاف بسمة وسط أجواء الأكشن المشتعلة، وهي خطوات جيدة له التواجد في مثل تلك الأعمال حتى لو ضيف شرف.
كارمن بصيبص اختيار جيد لشخصية الفتاة العربية عميلة الأجهزة الأمنية، وكونها غير معروفة جيدا للجمهور كانت مقنعة في أداءها للشخصية.
محمود حميدة كما هو بالأداء الهاديء الرصين لمسؤول الأمن الكبير لا جديد سوى استغلال كاريزما وحضور فنان مثل محمود حميدة.
بينما أكتب المقال وجدت خبرا اليوم عن اتهامات جديدة من واشنطن إلى بكين بالوقوف وراء سلسلة من الاختراقات السيبرانية، تستهدف شركات أمريكية، حرب المعلومات تزداد اشتعالا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط