الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجال 23 يوليو في البرلمان.. السادات من مذيع الثورة إلى رئاسة مجلس الأمة

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات

69 عاما مرت على ثورة 23 يوليو 1952 أو الحركة المباركة كما أُطلق عليها بقيادة الضباط الأحرار ضد الحكم الملكي ونجحت في إسقاطه وإعلان الجمهورية، لتصبح واحدة من أهم ثورات التاريخ الحديث لما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة فى مصر، والوطن العربي كله.


تألف مجلس قيادة الثورة من الضباط: محمد نجيب يوسف، جمال عبد الناصر حسين، محمد أنور السادات، عبد الحكيم عامر، صلاح سالم، جمال سالم، خالد محيى الدين، زكريا محيى الدين، عبد اللطيف البغدادي، حسين الشافعى، كمال الدين حسين، يوسف صديق، مصطفى كامل مراد.

 

شارك ما يقرب من نصف مجلس قيادة الثورة في الحياة النيابية بعد نجاح الثورة وهم: محمد أنور السادات، خالد محيى الدين، عبد اللطيف البغدادي، كمال الدين حسين، ومصطفى كامل مراد، إلى جانب مشاركتهم في العديد من المناصب السياسية والوزارية.

 

شارك أنور السادات فى ثورة يوليو، وألقى بيانها، ففى الساعة السابعة والنصف صباح يوم 23 يوليو 1952، كان البكباشى محمد أنور السادات قد احتل دار الإذاعة المصرية بالقاهرة، وانطلق صوته يسمع للعالم كله بيان الثورة الأول، كما حمل مع اللواء محمد نجيب إلى الإسكندرية، الإنذار الذى وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش.

 

السادات نائب تلا

كان السادات واحدا من ضباط الثورة الذين شاركوا في الحياة النيابية بعد الثورة، حيث تم انتخابه رئيسا لأول مجلس نيابي بعد قيام الثورة في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، فترتين متواليتين، عن عمر يناهز 43 عاما.

 

الفترة الأولى استمرت عام واحد فقط، من 21 يوليو 1960 إلى 27 سبتمبر 1961، وكان السادات قريبا من رئاسة المجلس لكن قرار اختياره تغير في اللحظة الأخيرة.

 

قبل اجتماع المجلس الجديد بـ3 أيام، كان السادات مع عبدالناصر فى برج العرب فإذا بعبدالناصر يطلب من السادات أن يستعد ليكون رئيسا لأول مجلس نيابى بعد الثورة، ولكن قبل افتتاح المجلس بليلة واحدة، دعا عبدالناصر أعضاء مجلس الثورة إلى اجتماع عاجل بالقاهرة، وفى هذا الاجتماع أعلن عبدالناصر ترشيح البغدادى ليكون رئيسا للمجلس بصفته أقدم الموجودين فى الخدمة العسكرية.

 

وعلق السادات على هذا الموقف بقوله: إن الذى يعرف عبدالناصر يعلم تماما أنه كان من الممكن أن يغير رأيه فى آخر لحظة، ولذلك كنا نحرص على ألا نذيع رأيا أو قرارا لعبدالناصر إلا بعد أن يعلنه هو بنفسه.

 

وذكر السادات كذلك أن عبدالناصر عرض منصب وكيل المجلس على أكثر من عضو بمجلس قيادة الثورة فرفضوا جميعا، ولم يجد عبدالناصر مفرا من عرض الأمر على السادات وطلب منه قبول منصب وكيل مجلس الأمة.

 

وتعجب بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة من قبول السادات لمنصب وكيل مجلس الأمة وموافقته أن يعمل تحت رئاسة البغدادى، ويرد السادات على ذلك بقوله: إنه لم يحدث فى حياتى أن ميزت عملا على آخر، فما دام العمل من أجل مصر فالعمل عندى يتساوى والعبرة بالعمل وليست بالمنصب.

 

السادات رئيسا للبرلمان

تكرر الأمر عام 1964، إذ اعتلى محمد أنور السادات نائب دائرة تلا بالمنوفية، كرسي رئاسة المجلس لمدة 4 سنوات بدأت في 26 مارس 1964 وانتهت في 12 نوفمبر 1968.

 

وشهدت فترة رئاسة السادات لمجلس الشعب تطورات سياسية وعسكرية هامة، على رأسها حرب 1967، أو ما أطلق عليها إعلاميًا «النكسة»، حيث كان للمجلس أهمية كبيرة في القرارات التي كانت تتخذها الإدارة السياسية في ذلك الوقت، إذ كان من اختصاصه إصدار قرارات تسليح الجيش وتوفير الاحتياطات التموينية وتنظيم صفوف القوات على الجبهة.

 

كما كانت تلك الفترة حساسة، خاصة أنها شهدت مراحل إعادة تسليح الجيش، وغيرها من القرارات التي تختص بحرب الاستنزاف، وعقب انتهائها جاء السادات رئيسًا مرة ثانية ولكن تلك المرة معتليًا كرسي رئاسة الجمهورية.

 

خطاب السادات بالبرلمان

ولا ننسى خطابه الشهير أمام مجلس الأمة عقب توليه رئاسة الجمهورية بعد استفتاء الشعب خلفا للرئيس عبدالناصر والذي قال فيه: "إنني أعدكم أنني سأكون للجميع.. للذين قالوا نعم والذين قالوا لا، إن الوطن للجميع والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء.. لقد شرفني أن يقول أكثر من 6 ملايين رأيهم بـ نعم واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق أعتز به وأرجو الله أن يمنحني القدرة على أن أكون أهلا له وجديرا به".

 

وواصل الرئيس خطابه: "ولقد شرفني في نفس الوقت أن يقول أكثر من سبعمائة ألف رأيهم بـ لا ولم أعتبر ذلك رفضا وإنما أعتبره حكما مؤجلا.. وأرجو الله أن يمنحني القدرة على ان أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة وأن يجيء الحكم المؤجل قبولا حسنا، ورضا من الناس، والله في نهاية المطاف ضد كل قوى الظلم والعدوان".