الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السياسة وأزمات المنطقة تشعل أولمبياد طوكيو 2020.. حرب باردة وانسحاب بطعم النصر من العرب ضد إسرائيل.. والدورة تفضح التمييز العنصري وفقر أوغندا

أولمبياد طوكيو 2020
أولمبياد طوكيو 2020

انطلقت دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو 2020، مؤخرًا وذلك بعد نحو عام من تأجيلها بسبب تفشي فيروس كورونا، ليشارك فيها الرياضيون بقوة وشغف من أجل تحقيق رقم أولميبي بعد استراحة إجبارية لمدة عام، إلا أن هذه الدورة مثلها مثل عدد من الدورات السابقة ظهرت بها جليًا المواقف السياسية المتواجدة على الساحة العالمية، لتمثل وسيلة ضغط من قبل اللاعبين ودولهم للتسليط على بعض القضايا.

رفض التطبيع

انسحب كل من اللاعبين الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبد الرسول، من منافسات الجودو في أولمبياد طوكيو، لتجنب مواجهة لاعب الكيان الصهيوني طوهر بوطبول.

وحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، انسحب عبد الرسول، أمس الاثنين، من منافسات الجودو، رفضًا للتطبيع، وذلك بمواجهة بوطبول في الدور الثالث لمنافسات فئة وزن تحت 73 كجم رغم خضوعه لقياس الوزن قبل المواجهة.

فتحي نورين

ولم تعلق أي من الاتحاد الدولي للجودو (IJF) ولا المسئولين الأولمبيين السودانيين على القرار، أو سبب عدم التحاق اللاعب بالمباراة.

وجاء انسحاب عبد الرسول بعد يومين فقط من انسحاب الجزائري فتحي نورين من مواجهة عبد الرسول، تجنبًا لمواجهة محتملة أمام بوطبول في الدور التالي.

اللاعب السوداني محمد عبد الرسول

وتعرض نورين للإيقاف بشكل مؤقت من قبل الاتحاد الدولي للجودو، لكنه قال: "عملنا كثيرًا للوصول إلى الأولمبياد، لكن القضية الفلسطينية أكبر من كل هذا".

وقال مدربه عمار بن يخلف لقناة "النهار" الجزائرية: "الحظ لم يساعفنا في القرعة، اين أوقعت المصارع فتحي نورين في مواجهة المصارع الصهيوني في الدور الثاني، وهذا ما دفعنا لإتخاذ قرار الإنسحاب".

وأضاف "الحمد لله الجزائر، والجزائريين بصفة عامة  لديهم توابث إتجاه القضية الفلسطينية، ونحن ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، الحمد لله قرارنا صائب، وإن شاء الله يعوض لنا ما خير".

وتعد هذه هي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها فتحي نورين لهذا الموقف، حيث سبق له وأن انسحب لرفضه مواجهة لاعب إسرائيلي.

التضامن مع حركة "حياة السود مهمة"

جثت لاعبات منتخب بريطانيا للسيدات لكرة القدم على ركبهن قبل المباريات، في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، وذلك تضامنًا مع حركة "حياة السود مهمة" "Black Lives Matter" في محاولة لجذب الانتباه للظلم العنصري في جميع أنحاء العالم.

وجاء القرار بعد توضيح من اللجنة الأولمبية الدولية، بأن مثل هذه الإيماءات يتم السماح بها في الملعب قبل بداية المنافسات، حيث يعد منتخب بريطانيا النسائي، أول من يتخذ هذه المبادرة قبل المباراة الافتتاحية في أولمبياد طوكيو 2020.

لاعبات منتخب بريطانيا للسيدات لكرة القدم

أوغندا بلد يعاني

تصدر اسم لاعب الأثقال الأوغندي جوليوس سيكيتوليكو، عناوين الصحف العالمية، بعد ورود أنباء عن اختفائه من موقع تدريب الفريق الأوغندي في مدينة إيزوميسانو بأوساكا.

وغادر الرباع سيكيتوليكو، البالغ من العمر 20 عامًا، فندق إيزوميسانو، الجمعة الماضي، تاركا ورقة كشف فيها عن رغبته فى البقاء باليابان والعمل بها للتخلص من صعوبة الحياة فى أوغندا.

لكن الشرطة عثرت على الرباع بعدها فى مقاطعة ميه، وتم ترحيله إلى بلاده على الفور، واعتقاله بسبب "انتهاكه قواعد سلوك" الفريق الأولمبي الأوغندي، فضلًا عن تقديم دعم نفسي له.

لاعب الأثقال الأوغندي

تاريخ حافل بالمقاطعة

 

في تاريخ الأولمبياد منذ 125 عامًا، لم تكن الرياضة والألعاب قادرة على تجنب التوترات الجيوسياسية في لحظتها، والأمثلة على ذلك كثيرة أبرزها أولمبياد برلين عام 1936 في ألمانيا النازية، والتي كادت أن تسحب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نفسيهما احتجاجًا على حكم أدولف هتلر، لكن قررتا في النهاية المشاركة بدلاً من إبعاد الرايخ الثالث عن المجتمع الدولي.

في دورة الألعاب الأولمبية عام 1948، تم حظر ألمانيا واليابان منها لدورهما في الحرب العالمية الثانية، كما كان الحال مع جنوب إفريقيا من 1964 إلى 1992 خلال حقبة الفصل العنصري.

ولكن جاءت أول مقاطعة كبيرة من قبل دول بأكملها في دورة 1956 في ملبورن بأستراليا، عندما رفضت هولندا وإسبانيا وسويسرا جميعًا المشاركة، احتجاجًا على اجتياح الدبابات السوفيتية إلى المجر لإحباط الثورة بها.

وظهر هذا الصراع بين الاتحاد السوفيتي والمجر بصورة مصغرة أثناء الدورة الأولمبية، خلال مباراة في كرة الماء بينهما، وتعد المباراة الأشهر في تاريخ كرة الماء، وعُرفت بـ "مباراة الدماء في الماء"، لشدة العنف بها وإصابة لاعبين.

وبالمثل، تجنبت مصر والعراق ولبنان المشاركة في أولمبياد ملبورن، بسبب العدوان الثلاثي وأزمة قناة السويس، كما قاطعت الصين أيضًا هذه الدورة بسبب أزمتها مع تايوان.

وخلال الألعاب الأولمبية عام 1964 بطوكيو، وعودة اليابان على المسرح العالمي كديمقراطية حديثة، رفضت الصين وكوريا الشمالية وإندونيسيا المشاركة بعد خلاف مع اللجنة الأولمبية الدولية بشأن قرارها حرمان الرياضيين الذين شاركوا في ألعاب جاكرتا عام 1963 ونافست الألعاب الأولمبية.

أما الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مونتريال بكندا عام 1976، قاطعت جميع الدول الأفريقية تقريبًا، بقيادة تنزانيا وكينيا، الدورة، احتجاجا على مشاركة نيوزيلندا، حيث تحدى منتخب الراجبي التابع لها القرارات الدولية وخاض مباراة ودية ضد جنوب أفريقيا التي تعرضت لعقوبات بسبب الفصل العنصري.

وحدثت أكبر مقاطعة جماعية في أولمبياد 1980 بموسكو عندما رفضت 65 دولة المشاركة  في الدورة، ردًا على غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان، وكانت الولايات المتحدة على رأس المقاطعين، بجانب كندا واليابان والصين وألمانيا والعديد من الدول الإسلامية.

وكرد على الاجتياح السوفيتي لأفغانستان أواخر كانون الأول/ديسمبر 1979، قاطعت ما يزيد عن 60 دولة، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الألعاب الأولمبية بموسكو سنة 1980.

ومن ضمن الدول المقاطعة، تواجدت كل من كندا واليابان وإسرائيل والصين وألمانيا الغربية إضافة لأغلب دول العالم الإسلامي.

وردًا على ذلك، قاطع الروس أولمبياد 1984 في لوس أنجلوس، قائلين إن الهستيريا المعادية للسوفييت تتأجج في أمريكا، لذلك غابوا خوفًا على سلامة لاعبيهم.

وتناولت البطلة الأولمبية الأمريكية، ليندسي فون، المتزلجة على جبال الألب، هذه القضية مؤخرًا قائلة لوكالة "رويترز": "إذا كان الرياضيون يريدون المقاطعة فهذا من حقهم. أعتقد أن أحد الأشياء العظيمة في الأولمبياد هو أنه يمكن أن يلقي الكثير من الضوء على موضوعات مهمة حقًا، وليس فقط حول الرياضة ".