الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكمته وإنجازاته فاقت الخيال ..ذكرى تولي الراحل الملك عبد الله حكم السعودية

الراحل الملك عبد
الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز

 في مثل هذا اليوم 1 أغسطس 2005، تولى الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز حكم المملكة العربية السعودية بعد وفاة الملك فهد بن عبد العزيز، «تم مبايعته ملكا في 2 أغسطس 2005».

وشغل حينها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز منصب رئيس مجلس الوزراء تبعا لأحكام نظام الحكم في المملكة القاضية بأن يكون الملك رئيسا للوزراء.

والملك عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، هو الملك السادس للمملكة العربية السعودية ويلقب بخادم الحرمين الشريفين وهو ذات اللقب الذي اتخذه الملك فهد قبله.

وهو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، ووالدته السيدة فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري.

ولد عام 1924 بمدينة الرياض، بينما تقول معلومات أخرى إن تاريخ ميلاده الحقيقي كان عام 1916.

وكانت فترة حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز «أغسطس 2005 - يناير 2015» زاخرة ومليئة بالمشاريع التنموية العملاقة، التي كان لها أثر كبير في رفع المستوى المعيشي والبيئي لأبناء المملكة كافة.

وفيما يلي نرصد أبرز الإنجازات والأعمال في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز سواء على مستوى المملكة أو عربيا.

إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد 

أصدر الملك الراحل عبد الله بن العزيز في 16 فبراير 2011، أمرا بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، وتعيين محمد بن عبد الله الشريف رئيسا لها بمرتبة وزير.

وجاء إنشاء الهيئة استشعارا من الراحل بالمسؤولية المُلقاة على عاتقه في حماية المال العام، ومحاربة الفساد، والقضاء عليه

كما أمر بأن ترتبط به مباشرة، وأن تشمل مهامها كافة القطاعات الحكومية ولا يستثنى من ذلك كائن من كان، وأن تسند إليها مهام متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات الخاصة بالشأن العام، ويدخل في اختصاصها متابعة أوجه الفساد الإداري والمالي.

25 جامعة في مختلف مناطق المملكة

سار التعليم العالي في فترة حكم الملك عبد الله بخطى حثيثة في أغلب المجالات العملية، حيث وصل عدد الجامعات إلى 25 جامعة ذات طاقة استيعابية عالية، وموزعة جغرافيا بين مناطق المملكة.

وترتبط كافة هذه الجامعات بوزارة التعليم العالي مع تمتعها بقدر كبير من الاستقلالية في المجالين الإداري والأكاديمي.

مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم

يحمل مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام الذي أقره مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة في 12 فبراير 2007، ونُفذ على مدى 6 سنوات بتكلفة تجاوز تسعة مليارات ريال، مسؤولية الإسهام الفعال في تحقيق رؤية الملك الراحل وجعلها واقعاً عملياً، فجهود التنمية التي كان يقودها رحمه الله تتطلب تعليماً متميزاً يكتسب من خلاله طلاب المملكة وطالباتها القيم والمعارف والمهارات والاتجاهات التي تؤهلهم للقرن 21.

ويعتبر المشروع نقلة نوعية في مسيرة التعليم العام بالمملكة، فهو مشروع نوعي يختلف عن كافة المشاريع التعليمية التي نفذتها وزارة التربية والتعليم مسبقاً.

المرأة السعودية وعضوية مجلس الشورى 

قاد الملك عبد الله مشروعا إصلاحيا حذرا محاولا التوفيق بين جناح ليبرالي متعطش للتطوير وبين المؤسسة الدينية المحافظة جدا وبالغة النفوذ.

ومن الإصلاحات الأبرز داخليا، إجراء أول انتخابات في تاريخ المملكة عام 2005، بالإضافة إلى تعيين الملك الراحل 30 امرأة في مجلس الشورى في يناير 2013، كما تمكنت نساء المملكة من المشاركة بالاقتراع في الانتخابات البلدية للمرة الأولى عام 2015.

خفف الملك عبد الله أيضا من سطوة الشرطة الدينية وأدخل إصلاحات على قطاع التربية، كما افتتح عام 2009 أول جامعة مختلطة في المملكة وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

أسس العاهل السعودي الراحل لأول مرة في بلاده عام 2006 هيئة البيعة، وأصدر في ديسمبر 2007 أمرا ملكيا بتشكيلها برئاسة الأمير مشعل بن عبد العزيز لتتولى مهمة تأمين انتقال الحكم بين أبناء أسرة آل سعود.

مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية

أصدر أمرا ملكيا رقم أ/35 بتاريخ 17 إبريل 2010 بإنشائها، وهي هيئة علمية متخصصة تعنى بوضع وتنفيذ السياسة الوطنية للطاقة الذرية والمتجددة، وهي ملحقة إداريًّا برئيس مجلس الوزراء، ومقرها الرئيس مدينة الرياض.

وتهدف المدينة وفقا لنظامها إلى المساهمة في التنمية المستدامة في المملكة، وذلك باستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية، وبما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المملكة.

وتقوم المدينة بدعم ورعاية نشاطات البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في مجالات 

مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

تعد مدينة الراحل الملك عبد الله في محافظة «رابغ» أكبر المشاريع العمرانية التي تشهدها المملكة، وتم تصميمها بأحدث المفاهيم العمرانية لتكون واحدة من أهم المدن على مستوى العالم، وسوف تحتضن المدينة ما يقارب مليوني نسمة موفرة لهم مستوى معيشيا راقيا.

وستستغرق مراحل إكمال المدينة 20 عاما، كانت البداية في 2006 ومن المتوقع الانتهاء منها في 2025، وتجري حالياً أعمال المرحلة الأولى لتطوير المدينة التي تمتد لمدة 5 سنوات تبدأ من 2006 حتى 2011.

ويتوقع بنهاية المشروع أن تضم المدينة ميناء بحرياً، ومنطقة صناعية، وحي الأعمال المركزي، ومنطقة المنتجعات والمرافق، والأحياء السكنية، ومنطقة المؤسسات العلمية والبحثية.

مركز الملك عبد الله المالي

أعلن الملك الراحل في 9 مايو 2006، إنشاء مركز الملك عبد الله المالي في مدينة الرياض، ليكون هو المركز الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من ناحية الحجم والتنظيم، ومن حيث المواصفات التقنية والتجهيز، ليضاهي أكبر المراكز العالمية المماثلة.

ويقام المركز على مساحة 1.6 مليون متر مربع، تم البدء في أعمال بنائه أوائل عام 2007، ويتم إنجازه على عدة مراحل سنوية يؤمل بانتهائها أن تعزز المملكة «عاصمة العالم النفطية» من موقعها كعاصمة مالية للشرق الأوسط، كما سيوفر المركز بيئة عمل على أحدث المقاييس العالمية.

الحوار بين الأديان السماوية

من أبرز مبادرات الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، الحوار بين الأديان السماوية (الإسلام، واليهودية، والمسيحية)، أطلقها في 14 مارس 2008، أي بعد أقل من 5 أشهر على زيارته التاريخية للفاتيكان في نوفمبر 2007، ليكون أول ملك سعودي يزور هذا المكان المقدس لدى المسيحيين الكاثوليك في العالم.

دعم القضية الأم للعرب

موقف الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز من القضية الفلسطينية كان ثابتا، وعرف عنه دعمه ومساندته للأشقاء الفلسطينيين، حيث تعد مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان وليا للعهد، خلال القمة العربية في بيروت عام 2002 من أهم المبادرات العربية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

ومبادرة السلام العربية تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل السلام مع إسرائيل.

وجاء في نص المبادرة، وفق ما ورد عبر موقع الجامعة العربية، أن مجلس الجامعة يطلب من إسرائيل إعادة النظر فـي سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي.

كما يطالبها القيام بما يلي:

1- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

2- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

3- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع مـن يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

 عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:

1- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

2- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.

3- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

الملك عبد الله ودعم مصر 

سارعت المملكة العربية السعودية فترة حكم خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتقديم مساعدات مالية كبيرة لمصر في أعقاب 25 يناير و30 يونيو، للمساعدة في دعم الاقتصاد المصري، والخروج من الأزمة المالية المصاحبة للاضطرابات السياسية والعمالية التي لحقت بالثورة.

وبلغت المساعدات المالية للقاهرة من السعودية، نحو 12 مليار دولار من «2011 - 2015» تشمل خليط من المنح والقروض والودائع المساندة بخلاف المنتجات النفطية.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث أعلن الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوة بعد ثورة 30 يونيو، واعتبرت المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية».

الملك عبد الله حكيم العرب 

حصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 2014 على لقب حكيم العرب، وذلك نظرا لدوره الكبير في دعم الشعوب العربية والعمل على وحدة الأمة العربية وعدم تشتتها

وفاة الملك عبد الله

أعلن الديوان الملكي السعودي يوم الجمعة 23 يناير 2015، وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز عن عمر يناهز التسعين عام.

وقطعت محطات التلفزة السعودية حينها، ارسالها في الساعات الأولى من صباح الجمعة، حيث بثت نعي ولي العهد سلمان بن عبد العزيز للراحل الملك عبد الله.

وقال التليفزيون السعودي إن ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز تلقى البيعة ملكا جديدا للسعودية خلفا للملك الراحل.

وعين الملك السعودي الجديد سلمان الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد، داعيا إلى تقديم البيعة له في هذا المنصب.