قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نعمة الشنشوري تكتب: من هدي النبوة في حل مشكلات الزوجية

عن سهل بن سعد قال :جاء ؤرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت ، فقال :أين ابن عمك؟ قالت : كان بينى و بينه ش فغاضبنى فخرج ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه :انظر أين هو.
فجاء فقال :يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو في المسجد راقد ،فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ،و أصابه تراب ،فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يسمح التراب عنه ،يقول : (قم أبا تراب ،قم أبا تراب ). أخرجه البخاري في صحيحه
نحن أمام هدى كريم في معالجة ما يعترى الأسر من غضب أو نفور.. فالحياة لا تخلو من متاعب و مشكلات ، ومادام الإنسان في دنيا الناس فهو في كبد و معاناة ، قال الله تعالى : (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ (٤) ) (البلد 4).
لكن مواجهة أعباء الحياة و مشاكل الدنيا بالإيمان و الطاعة خير سبيل للتغلب على هذه الصعاب و تلك المشكلات.
فالإمام على رضي الله عنه خرج مغضباً من بيته ، فإلى أين يذهب ؟
إلى المسجد ،إلى حيث الذكر و الطاعة، لم يذهب إلى صحبة سوء أو مجلس شراب ؛و إنما ذهب إلى بيت الله تعالى حيث الرحمة و منازل السكينة ،فلما ذهب الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم إلى بيت ابنته فاطمة رضي الله عنها و لم يجد علياَّ ،سأل فاطمة :( أين ابن عمك يا فاطمة )و في هذا تنبيه إلى أن هنالك روابط متعددة بين على و فاطمة ،و ليست رابطة الزواج فقط هي التي تجمع بينهما ،فهناك صله الرحم ،وقرابة الإسلام مع رابطة الزواج ، و إذا ضعفت رابطة من هذه الروابط ظلت روابط أخرى قوية .
و قد أسرع النبي صلى الله عليه وسلم إليه فوجده نائماً قد سقط عنه رداؤه، فبيده الشريفة صلى الله عليه وسلم أخذ يمسح التراب عن ظهره رضي الله عنه و هو يقول : (قم ي أبا تراب) ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم بيه إلى بيت فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
و في هذا درس لأولي الأمر في الأسر المسلمه من الأباء و الامهات ،أن يتحسسوا أمور أولادهم بعد الزواج و أن يكونوا من الرفق و المودة في علاج ما يظهر من خلاف أو غضب دون تعنيف أو شدة لأحد الترفين ، و إنما يجب مراعاة قدسية العلاقة الزوجية .
كما نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتحيز ولي أمر الزوج لولده و يتحامل على الزوجة أو العكس ، و إنما تكون رغبته الإصلاح ؛ لينال من بركات الله و توفيقه ، ففي الآيه الكريمة : (وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرٗا (٣٥) ) ( النساء 35).
فليس الأمر صراعاً بين طريفين مل منهما يريد الغلبة و إنما هي المودة و الرحمة و التسامح ، قال تعالى (وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) ) ( الروم 21).
اللهم أصلحنا و أصلح بنا و اهدنا و اهد بنا