الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نعمة الشنشوري تكتب: من هدي النبوة في حل مشكلات الزوجية

صدى البلد

عن سهل بن سعد قال :جاء ؤرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت ، فقال :أين ابن عمك؟ قالت : كان بينى و بينه ش فغاضبنى فخرج ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه :انظر أين هو.
فجاء فقال :يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو في المسجد راقد ،فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ،و أصابه تراب ،فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يسمح التراب عنه ،يقول : (قم أبا تراب ،قم أبا تراب ). أخرجه البخاري في صحيحه
نحن أمام هدى كريم في معالجة ما يعترى الأسر من غضب أو نفور.. فالحياة لا تخلو من متاعب و مشكلات ، ومادام الإنسان في دنيا الناس فهو في كبد و معاناة ، قال الله تعالى : (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ (٤) ) (البلد 4).
لكن مواجهة أعباء الحياة و مشاكل الدنيا بالإيمان و الطاعة خير سبيل للتغلب على هذه الصعاب و تلك المشكلات.
فالإمام على رضي الله عنه خرج مغضباً من بيته ، فإلى أين يذهب ؟
إلى المسجد ،إلى حيث الذكر و الطاعة، لم يذهب إلى صحبة سوء أو مجلس شراب ؛و إنما ذهب إلى بيت الله تعالى حيث الرحمة و منازل السكينة ،فلما ذهب الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم إلى بيت ابنته فاطمة رضي الله عنها و لم يجد علياَّ ،سأل فاطمة :( أين ابن عمك يا فاطمة )و في هذا تنبيه إلى أن هنالك روابط متعددة بين على و فاطمة ،و ليست رابطة الزواج فقط هي التي تجمع بينهما ،فهناك صله الرحم ،وقرابة الإسلام مع رابطة الزواج ، و إذا ضعفت رابطة من هذه الروابط ظلت روابط أخرى قوية .
و قد أسرع النبي صلى الله عليه وسلم  إليه فوجده نائماً قد سقط عنه رداؤه، فبيده الشريفة صلى الله عليه وسلم أخذ يمسح التراب عن ظهره رضي الله عنه و هو يقول : (قم ي أبا تراب) ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم بيه إلى بيت فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
و في هذا درس لأولي الأمر في الأسر المسلمه من الأباء و الامهات ،أن يتحسسوا أمور أولادهم بعد الزواج و أن يكونوا من الرفق و المودة في علاج ما يظهر من خلاف أو غضب دون تعنيف أو شدة لأحد الترفين ، و إنما يجب مراعاة قدسية العلاقة الزوجية .
كما نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتحيز ولي أمر الزوج لولده و يتحامل على الزوجة أو العكس ، و إنما تكون رغبته الإصلاح ؛ لينال من بركات الله و توفيقه ، ففي الآيه الكريمة : (وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرٗا (٣٥)  ) ( النساء 35).
فليس الأمر صراعاً بين طريفين مل منهما يريد الغلبة و إنما هي المودة و الرحمة و التسامح ، قال تعالى (وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) ) ( الروم 21).
اللهم أصلحنا و أصلح بنا و اهدنا و اهد بنا