الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التيك توك وإنتهاك الخصوصية الذاتية

 
الخصوصية هي قدرة الفرد أو الاشخاص على عزل أنفسهم أو معلومات عنهم وبذلك فإنهم يعبرون عن أنفسهم بطريقة انتقائية ومختارة ، وهذا هو المتعارف عليه فى الموروث الشعبي والعادات والتقاليد المصريه 
ونجد من خلال برامج المشاهدات على التيك توك أن هناك إختراق صريح وقوى لمفهوم الخصوصيه لدى بعض الإشخاص وأغرب ما فى الأمر أن النساء فى أعمار عمريه متباينه تقوم بتصوير لقطات حيه داخل غرف النوم وتتحرك داخل أروقة المنزل دون أدنى مراعاه للحياه الشخصيه الخاصه أو لحرمه البيت كما تربينا على ذلك 
أصبح من المعتاد على تلك البرامج أن تقوم المرأة بتصوير نفسها أثناء ممارسة حياتها المنزليه وفى غرفة النوم الخاصه بها وبملابس النوم ولكى تزيد من الحبكه الدراميه تقوم احيانا بأفتعال بعض الحركات والتصرفات التى لاتتناسب مع السن او الجنس أو مراعاة الاولاد أو الاسره أو العائله والأصدقاء تتصرف كأن تلك الحركات والرقصات والتصرفات تناسب طبيعة مجتمعاتنا الشرقيه 
والأغرب من كل هذا أن مصطلح الحياء أو التحشم أو الأخلاق قد انعدم من قاموس معظم هؤلاء الإناث بل أصبح يشاركها الزوج فى التصوير والأخراج وبعض التعليقات من اجل أسعاد المشاهدين والحصول على نسب مشاهده اعلى 
فأصبح هناك تصريح علنى أنهم أصبحوا سلعه رخيصه تقدم أى حركات من اجل الحصول على نسب مشاهده لرفع قيمة الحساب البنكى على البرنامج 
والذى يثير الدهشه أيضاً هو قيام الذكور فى أعمار متباينه من المراهقين حتى كبار السن بإستعراض مواهب الرقص والحركات البهلوانيه من اجل تحقيق نسب من المشاهده ، بل ونجد بعض الأباء يشرك بناته وزوجته فى أظهار مواهبهن فى الرقص والتقليد الساذج ، 
وللاطفال نصيب كبير فى الرقص والحركات التى تنم على البلطجه والسلوكيات المنحرفه وبعض الالفاظ النابيه والسباب وبإحترافيه عاليه ولايتوقف الأمر على فيديو واحد بل سلسله من الحلقات التى تنطوى على كم هائل من الحركات والالفاظ الخارجه عن حدود اللياقه والأعراف والاديان 
الموضوع أصبح حرفه وعمل لمن لاعمل له ، وأصبح للبعض نوع من تجاره الأجساد ، وللبعض الأخر نوع من العدوانيه تجاه المجتمع وعاداته وتقاليده وإيصال رساله لأفراد المجتمع أن أختراق الخصوصيه أصبح مباح والخروج عن المألوف نوع من التحرر والحريه الشخصيه 
وبعد فتره ليست بالطويله من تحليل المحتوى وربط وتجميع الأفكار والعبارات المقدمه من فئات متباينه من المجتمع المصرى ، أتضح لى شخصياً ، أن غالبيه ما يقدم على التيك توك فى مصر سواء فى الحضر أو الريف وعلى مستوى شرائح مختلفه من المجتمع بنظره سريعه أنه لايوجد محتوى فعلى أو حتى كميدى أو معلومه هامه أو مفيده يمكن الخروج بها من مشاهدة تلك الخرافات من الشعوذه والدجل عبر التيك توك ، وهذا استنتاجى الشخصى وليس مبنى على دراسه علميه موثقه 
والأغرب ان المجتمع الريفى أصبح لا يهتم بمفهوم الخصوصيه والحباه الخاصه البعيده عن اعين الاخرين ، مصرحا البعض منهم بكسر حاجز الخصوصيه والخروج عن المألوف من عادات وتقاليد بصوره تعلن عن تغير مجتمعى حقيقى وللاسف بشكل سلبي 
فلم أشاهد الا نسبه قليله جدا ممن يقومون بأعداد مقتطفات تعتنى بالصحه والرياضه واسلوب الحياه الإيجابي وبعض الارشادات عن العنايه بالجمال والطهى وبعض الرحلات والمعلومات عن دول العالم ، وأكتشف أن غالبيتهم من يعض الجنسيات والدول الاخرى أو ممن عاشوا فى بعض الدول الغربيه ووجدت ان غالبيتهم يحتفظون بقدر كبير من خصوصيتهم الشخصيه والعائليه 
مازالنا نجهل مفهوم الخصوصيه الذاتيه وعدم الكشف عن جدران منازالنا من الداخل وأجزاء من أجسادنا وبعض المعلومات الخاصه بينا وعن هويتنا الذاتيه ، وبين ان نقدم محتوى فكاهى مبتكر أو معلومه هامه عن عمل معين يؤديه الشخص أو أسلوب مبتكر فى تعامل الشخص مع مواقف معينه أو هوايه من الهوايات لدى الشخص يعبر عنها بحريه وطلاقه 
لقد كشف التيك توك أننا لانمتلك شئ نختلف به عن غيرنا غير أستعراض الأجساد والالفاظ النابيه والحركات البهلوانيه والرقص الهستيرى والتشبه بالأخر والتقليد الاعمى 
نحتاج وقفه مع النفس لتطوير أنفسنا وتحسين قدراتنا وتطوير أنفسنا وتعلم اشياء مفيده والانفتاح على الثقافات الأخرى لنرى ما وصلوا أليه الأخر  وما نحن عليه حاليا حتى ندخل فى المنافسه الحقيقية لتطوير الذات وبناء الأجيال القادمه معرفيا وسلوكيا ووجدانيا .. وللحديث بقية.

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط