تفاصيل سيطرة طالبان على 6 عواصم لأقاليم أفغانية.. مكاسب كاسحة في وقت قصير رغم الضربات الجوية الأمريكية.. ومستقبل غامض ينتظر كابول

• الخبراء يصفون أفعال طالبان بالوحشية
• التنظيم المسلح سيطر على عواصم مهمة في بلد الأفغان
• تقدم الحركة يأتي في ظل انسحاب كامل للقوات الأجنبية في آخر الشهر الجاري 

سيطرت حركة طالبان على مدينة تالوكوان في شمال شرق أفغانستان؛ لتصبح سادس عاصمة إقليمية تقع تحت سيطرتها في غضون أيام، حسبما أكد صحفي محلي لشبكة “سي إن إن” اليوم، الإثنين.

وتعد تالوكوان، عاصمة ولاية تخار، هي آخر حلقة في سلسلة الانتصارات التي تحققت في الوقت الذي تكمل فيه القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان.

وضاعف الانسحاب سرعة مكاسب المسلحين التي تشمل مدينة قندز الرئيسية، وزاد من المخاوف بشأن الخسائر في الأرواح بين المدنيين، حيث ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فى بيان اليوم، الإثنين، أن ما لا يقل عن 27 طفلا لقوا مصرعهم وأصيب 136 آخرون خلال الـ 72 ساعة الماضية فى أفغانستان. 

وقالت اليونيسف إن معظم الضحايا سقطوا في ولاية قندهار حيث يستمر القتال العنيف بين قوات طالبان والجيش الأفغاني.

وتابعت "هذه الفظائع دليل على الطبيعة الوحشية وحجم العنف في أفغانستان الذي يفترس الأطفال الضعفاء بالفعل"، مضيفة أن هناك تقارير تفيد بأن الأطفال "يتم تجنيدهم بشكل متزايد في الصراع من قبل الجماعات المسلحة".

وأسقطت حركة طالبان يوم الجمعة الماضي، أول عاصمة إقليمية "زرانج"، بالقرب من الحدود الإيرانية، كما أسقطت المدينة التالية “شيربرغان”، بالقرب من حدود تركمانستان، يوم السبت.

ثم استولى المتمردون على قندوز، وهي عاصمة إقليمية مهمة من الناحية الاستراتيجية في شمال أفغانستان ، يوم الأحد - مما يجعلها أول مدينة رئيسية تسقط في أيدي طالبان منذ أن بدأت هجومها في مايو. يبلغ عدد سكان قندز 375000 نسمة ، وهي جائزة عسكرية كبيرة.


وفي يوم الأحد أيضًا ، اجتاحت قوات طالبان في الغالب العاصمة الإقليمية ساري بول في شمال البلاد.


في الأسبوع الماضي ، زادت الولايات المتحدة من الضربات الجوية ضد مواقع طالبان في محاولة لوقف تقدمهم. 

واتهمت حركة طالبان الولايات المتحدة بقصف مستشفى ومدرسة ثانوية، إلى جانب أهداف مدنية أخرى في مقاطعة هلمند لم تتمكن CNN من التحقق من مزاعمهم بشكل مستقل.

وقال الرائد نيكول فيرارا، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، لشبكة CNN يوم الأحد: "شنت القوات الأمريكية عدة غارات جوية دفاعًا عن شركائنا الأفغان في الأيام الأخيرة" ، متجاهلة سؤالاً عن أهداف الضربات.

قال مسئول أمني أفغاني كبير إنه على الرغم من أن الأمور تتغير بسرعة في ساحة المعركة، فإن الدعم الجوي الأمريكي للقوات العسكرية الأفغانية لا يزال من المقرر أن يتوقف في نهاية هذا الشهر، عندما يكتمل الانسحاب الأمريكي. 

وقال المسؤول إنه لم يطرأ أي تغيير على السياسة الأمريكية على الرغم من تقدم طالبان السريع على الأرض.

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث “فرانك ماكنزي” ذكر في يوليو، أن الولايات المتحدة سوف توقف الدعم الجوي للقوات الافغانية - وعلى الأرجح القيام ضربات محدودة لمكافحة الإرهاب. من المتوقع أن تغادر جميع القوات الأجنبية أفغانستان بحلول 31 أغسطس.

مساء الأحد ، حذر محمد نعيم وردك ، المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان ، الولايات المتحدة من مزيد من التدخل في أفغانستان.

وقال للشبكة الإخبارية ، لا يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية في الأفق مع استمرار طالبان في مكاسبها العسكرية. كما ألقى باللوم على الحكومة الأفغانية في بدء القتال الأخير.

وقال وردك "الحكومة الأفغانية هي التي اختارت شن الحرب في مقاطعات مختلفة". وأضاف أن "الإجراءات التي اتخذتها (طالبان) جاءت ردا على هجمات الحكومة وأفعالها".

انتقدت السفارة الأمريكية في كابول هجوم طالبان على المدن الأفغانية ، قائلة إن أفعالها "لفرض حكمها بالقوة غير مقبولة وتتعارض مع مطالبتها بدعم تسوية تفاوضية في عملية الدوحة للسلام".


تم تسجيل حوالي 5183 ضحية في الأشهر الستة الأولى من العام - بزيادة قدرها 47٪ عن عام 2020 - قالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA) وفق ما قال تقرير صدر في يوليو . 

وأشار التقرير إلى أن الوفيات والإصابات ارتفعت بشكل ملحوظ منذ مايو ، عندما بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها في سحب قواتها.