الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حول « خلية داعش إمبابة »

المواجهة .. كيف كانت إجابات الشيخين محمد حسان و محمد حسين يعقوب على نفس الأسئلة؟

الشيخان محمد حسان
الشيخان محمد حسان و محمد حسين يعقوب

الشيخان محمد حسان ومحمد حسين يعقوب.. حديث مطول دار على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حول شهادتهما أمام الدائرة الخامسة إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، في القضية رقم 271 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ قسم إمبابة، والمقيدة برقم 370 جنايات أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميًا بـ"خلية داعش إمبابة".

تحدث الشيخان أمام المحكمة عن الأزهر الشريف، وجماعة الإخوان المسلمين، وكذا تنظيم داعش الإرهابي، لا سيما حديثهما عن أقوال بعض المتهمين بسماعهم أحاديث الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب.

ويرصد "صدى البلد" في التقرير التالي إجابات الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب المختلفة عن الأسئلة المُتشابهة التي وجهتها لهما محكمة الجنايات.

- حديث محكمة الجنايات للشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب

وجهت محكمة الجنايات حديثا للشيخين في بداية كل جلسة حيث قال المستشار محمد السعيد الشربيني موجهاً حديثه للشيخ محمد حسين يعقوب، حينما تطلبك المحكمة للشهادة فليس ذلك عبثًا، والأمر الآخر أن كثيرًا من المتهمين في قضايا كثيرة اتخذوا من أحاديثكم ودروسكم حجة لأقوالهم، ولذلك شهادتكم أمام المحكمة فارق كبير في القضية، فهي إما أن تكون شهادة حق أم غير ذلك.

وفي جلسة الاستماع للشيخ محمد حسان، قال له المستشار الشربيني، أنت جئت اليوم بقدر الله وكان ذلك بناء على طلب القاضي، ولم يكن في حسبان المحكمة أن تأتي بك وأن تسألك  لأن هناك مئات من القضايا التي تنظرها المحكمة وفصلت فيها، المتهمون قالوا فيها أنهم تلاميذك، ولذلك أنت هنا شاهد والشهادة في الدعوة هي دليل، وقد يكون في شهادتك خير لك وخير للآثمين، ولذلك فلنتوسع معًا ونعرض معًا في أمور كثيرة وليسمح لي أهل الفضل وأهل العلم وأهل القضاء بذلك وأقصد بأهل الفضل الذين إذا أسيئ إليهم أحسنوا وسامحوا، كما أن من حق المحكمة أن تعرض معك كل الأمور.

- المؤهلات العلمية للشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب

وسألت المحكمة الشيخان عن مؤهلاتهما العلمية والدراسية، وقال الشيخ محمد حسين يعقوب "أنا حاصل على دبلوم مُعلمين، وكل ما أقوله هو اجتهادات شخصية مما قرأت"، متابعًا بدأت الخطبة في الناس من سنة 1978 وكانت تلك الخطب والدعوات من خلال منابر المساجد والأشرطة وقنوات التليفزيون، وكان مُبتغاي هو الله.

أما الشيخ محمد حسان فقال: "أنا خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة، وبكل أسف لم أدرس في الأزهر الشريف، وانتفعت بدراستي في الإعلام في الدعوة إلي الله عز وجل، وبعدها أنا أخدت ماجستير ودكتوراه في فقه السنة، فقالت له المحكمة: وما الذي منعك من الحصول على شهادات أو مؤهلات من الأزهر؟ فردّ الشيخ حسان: "أنا أمامك دلني إلى الطريق" وردّ المستشار الشربيني "اذهب للأزهر واطرق بابه".

- الفارق بين العالم والداعية

وسألت المحكمة عن الفارق بين العالم والداعية، وأجاب الشيخ محمد حسين يعقوب، إن الناس يقسمونهما إلي علماء وعبّاد، وتخصّصت في العبّاد، ونشأت في بيت جدي وأبي وورثت منهما، ولي عشرات الآلاف من المقاطع والتسجيلات على الإنترنت وأنا منذ البداية حين أسأل أرد "اسألوا العلماء"، وقرأت في كتب كثيرة منها القرطبي وابن كثير،  وإن علماء الدين أقلاء في هذا التوقيت، وسألته المحكمة: أليس علماء الأزهر الآن هم علماء الدين، فردّ الشيخ حسين يعقوب: "إن العالم في الدين هو من شهد له العلماء بالعلم فقد يكون هناك علماء كثيرون وأنا لا أعلمهم"، والشروط الواجب توافرها في العالم هي  8 شروط للعالم وهي: أن يكون حافظًا وعالمًا بالقرآن وتفسيره، ومن ثم عالمًا بالحديث الشريف، وأن يكون جهبذًا في اللغة العربية، وأن يكون عالمًا في الفقه والأحكام الشرعية" ولا أتذكر غير ذلك.

فيما أجاب الشيخ محمد حسان: “فرق كبير بينهما، فالداعية إلى الله قد يكون مجتهدًا في البلاغ بما يحفظه من كتاب الله وسنة الرسول التزامًا بأمر الرسول، بلغوا عني ولو آية وأنا أقول بلغوا تبليغ وعني تشريف، ولو آية تخويف، فكل مسلم بلا استثناء يجب عليه أن يكون داعيًا إلى الله بخلقه وسلوكه وعمله الكريم، أما الدعوة المتخصصة، فلها رجالها من العلماء.

 ومن هو العالم؟ العالم هو الذي يخشى الله، والعالم هو الذي يعلم كتاب الله وسُنة رسوله، ولكن ليس الدليل منتهى العلم وهذه مشكلتنا، بل لا بد أن يكون العالم عالمًا بالدليل مُحققًا للدليل، فلا يمكن أن يكون عالمًا دون أن يحقق للعامة والخاصة للربط بينها وبين الواقع ربطًا صحيحًا، كذلك يجب أن يكون عالمًا بالناس وعالمًا بمواقف الإجماع، وأن يكون عالمًا بلسان العرب وبلغة العرب.

- الأزهر الشريف

وقال الشيخ محمد حسين يعقوب عن الأزهر الشريف، إن علماء الدين أقلاء في هذا التوقيت، وسألته المحكمة أليس علماء الأزهر الآن هم علماء الدين، فردّ الشيخ حسين يعقوب "أن العالم في الدين هو من شهد له العلماء بالعلم فقد يكون هناك علماء كثيرون وأنا لا أعلمهم"، والشروط الواجب توافرها في العالم هي  8 شروط للعالم وهي أن يكون حافظًا وعالما بالقرآن وتفسيره، ومن ثم عالما بالحديث الشريف، وأن يكون جهبذا في اللغة العربية، وأن يكون عالما في الفقه والأحكام الشرعية" ولا أتذكر غير ذلك.

وأجاب الشيخ حسان، أن العلماء على الفضائيات والمنابر الذين لا يذكرون حديثاً إلا وفيه سبّ، مخالفون لقول الله: "وجادلهم بالتي هي أحسن"، وهناك أشخاص لا تريد لهذه القلعة وأقصد بها الأزهر الشريف أن تستمر، مضيفا أن الأزهر قامة وقيمة بل ويجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر لأنه صمام أمان لكثير من شبابنا، فهناك من يطعن فيه لإسقاط مكانته العلمية والتاريخية حتى يبرز الكثير ممن يسيطرون على شبابنا، وأنا أحب الأزهر، والشيخ أحمد الطيب حفظه الله يعلم عني ذلك، وأحبه وأقدره والله ما جلست مجلس علم يومًا ودخل علي عالم أزهري إلا وتركت مقعدي له.

- جماعة الإخوان المسلمين

وسألت المحكمة الشاهدين الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب عن جماعة الإخوان المسلمين، ورد الشيخ يعقوب "إن حسن البنا أسس جماعة الإخوان المسلمين وذلك لنشر الدعوة الإسلامية والبحث عن الحكم وإعادة الخلافة"، وتحدث عن سيد قطب قائلاً إنه لم يتعلم على يد أي شيخ، ولم يتعلم ويتفقه في علوم الدين، فهو شاعر وأديب وسافر إلى أمريكا.

وأجاب الشيخ حسان، أنه خلال فترة تولى جماعة الإخوان المسلمين الحكم، كان ينصح لله وحبًا لدينه وحبًا لوطنه، وكنت مؤيدًا للإخوان المسلمين بل وكنت مرشحًا لهم بعد أحداث يناير ظنًا مني أنهم من أكفأ الموجودين على الساحة السياسية لتاريخهم الماضي، ثم نصحت على المستويين الخاص والعام، مضيفًا، جماعة الإخوان في بدايتها كانت جماعة دعوية ثم تحولت في السنوات الأخيرة إلي حزب سياسي يريد الوصول وبالفعل وصلت إلي الحكم وتولت رئاسة الوزراء والشعب والشورى وتولت كل المحافظات ومع ذلك لم توفق الجماعة في حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنتقل من مرحلة فقه الجماعة لمرحلة فقه الدولة، والقصد من الجماعة لا يعلمها إلا ربي، ولم تستطع أن تنتقل من مرحلة سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلي مرحلة سياسة الدولة ذات الطيف المتعدد، ولما حدث الصدام الحقيقي بين الدولة بكل مؤسساتها رفعت الجماعة شعار الشرعية أو الدماء، وكنت أود أن تترك الجماعة وتتخلى عن الحكم.

- تنظيم داعش وأنصار بيت المقدس والقاعدة

وسألت المحكمة الشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب عن تنظيمات داعش وأنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة، وأجاب الشيخ يعقوب "عن جماعة داعش فلا أعلم عنهم شيئًا"، وحكم الانضمام لهذه الجماعات هو الآية القرآنية "ومن أحسن قولًا"، وقال ابن تيمية إنه لا يجوز التعصب لشخص واتباعه مطلقًا إلا شخص النبي محمد صلي الله عليه وسلم، ولا جماعة إلا لجماعة الصحابة، ولا أدرى عن أحكامهم ولا أستطيع أن أحكم عليهم سواء كانوا صحيحًا أم خطأ، وعن علمه حول تعدد المُسميات بين الجماعات الإرهابية وأفكارها ومضمونها، ومنهم جماعة تنظيم القاعدة وأنصار بيت المقدس وجماعة داعش وجماعة الإخوان المسلمين، ردّ الشيخ يعقوب: لا أدرى عنهم شيئًا.

وقال الشيخ حسان، إن "أنصار بيت المقدس أو ما يُسمّون أنفسهم الآن “تنظيم ولاية سيناء” بعد تغيير اسمهم، حين يخرج زعيم التنظيم أبو أسامة المصري علينا بتسجيل صوتي بعد ما قتل أولادنا من أفراد الجيش ويقول نصا: "لقد قتلناهم لأن الله أمرنا بذلك"، فهذا ضلال مبين ورب الكعبة، لا أقول هذا إلا ابتغاء رب العالمين"، وتساءل: “الله أمرك بقتل نفس محرمة؟ بقتل إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟ فالله لم يأمر بالقتل بل قال: ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم، وهم إطلاقا ليسوا على الطريق الصحيح فكيف يكونون على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المعصومة للذين يعيشون، هذا سوء فهم خطير”، مضيفا "أي جماعة مهما كان مُسماها ومهما تدثرت به من عباءة الإسلام، تخرج عن كتاب الله وعن سُنة رسول الله وتستحل الدماء المحرمة للمسلمين والدماء المعصومة للآمنين والمستأمنين وتستحل دماء أبنائنا وإخواننا كل هذا باسم الجهاد والدين، فإنما هي جماعة منحرفة عن كتاب الله ومن ثم كانت سببًا للتنازع والخلاف".

- إقرارات المتهمين وسماع دروس الشيخين

وسألت المحكمة عن إقرارات المتهمين، بأنهم يتخذون أفكارهم من خطب الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب، ورد الشيخ يعقوب "أن الشيخ أبو إسحاق الحويني يخاطب العلم، والشيخ محمد حسان يخاطب الملتزمين وأنا أخاطب العوام، وهناك فارق بيننا جميعًا، وعن الفكر السلفي التكفيري قال الشاهد "لا أعلم"، حيث قال إن معنى جهاد الكلمة في رأيي أن نكثر من الصالحين حتى لا تُهلك الأمة، وأنا أنتمي للمذهب الحنبلي، وتابع محمد حسين يعقوب، لابد أن يكون الداعية مُحيطاً بكافة جهات العلم، وأنا أبحث وآخذ ما أريد في كافة قضايا الدين"، وعن حديث متهم حول الجهاد في سبيل الله رد الشيخ يعقوب "هو قال كده؟، يبقى غلطان، لا أظن أن هناك عاقلاً يقول هكذا"، في هذا الزمان كل واحد "معاه تليفون بـ 3 تعريفة وإنترنت بـ 3 تعريفة" يدخل على الإنترنت ويعرف كل حاجة عن الإلحاد وعن كافة مُغالطات الدين.

وأجاب الشيخ محمد حسان حول أقوال بعض الشباب في بعض القضايا أنهم يستندون إلى ما كانوا يسمعونه من شيوخ كثيرة ومن بينهم الشيخ محمد حسان": "ذكرت أن دلالة أي نص دلالتين نوعان دلالة إضافية ودلالة حقيقة، الحقيقة هي التابعة لقصد المتكلم، والاضافية هي التابعة لقصد المُستمع".

- الأفكار السلفية

وسألت المحكمة عن الفكر السلفي، وأجاب الشيخ يعقوب "يوجه هذا السؤال لدُعاة الفكر السلفي، فهم يقولون إن السلفية هي الكتاب والسُنة، والسلفيون لهم منهج وفكر، أما عني فأنا أدعو لكتاب الله وأعمل صالحًا فقط"، وعن الفكر السلفي التكفيري قال "لا أعلم"، حيث قال إن معنى جهاد الكلمة في رأيي أن نكثر من الصالحين حتى لا تُهلك الأمة، وأنا أنتمي للمذهب الحنبلي.

وأجاب الشيخ حسان على نفس السؤال: “ السلفية اسم يطلق نسبة إلى السلف الصالح وأراها تزكية فالسلف الصالح هم الصحابة والتابعون وتابع التابعين، ولا يختلفون عن أهل الكتاب والسُنة، وهم نسبة للسلف الصالح فمن هم أعظم وأشرف وأطهر السلف هم سلف سيدنا رسول الله، وهذا حين قال نعم السلف أنا لكي يا فاطمة، والسلفية منهج كتاب وسُنة، وقال تعالى "ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى..”، مضيفًا هناك سلفيات كثيرة، وهذا واضح فهناك السلفية العلمية، والسلفية التربوية، وهناك ما يُسمى الآن بالسلفية الجهادية وهناك ما يُسمى بالسلفية الجهادية، لكن أن الحق هو ما وافق الكتاب والسُنة بشأن فهم الأمة، فأي جماعة تبتعد أو تقترب إلى الحق بقدر تركها أو قربها للكتاب.