قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قيادة مرحلية جديدة


منذ بداية حملة «تمرد»، انقسم عدد من أنصار الثورة إلى معسكرين، الأول يحلم بأن تجميع أكبر عدد من التوقيعات ـ بما يزيد على ما حصل عليه د. مرسى فى انتخابات الرئاسة ـ سوف يكشف انهيار شعبيته، وبالتالى سقوط نظام الإخوان المسلمين!

والفريق الآخر يرى أن جمع التوقيعات أداة تجاوزها الحراك الثورى، بعدما انتقل التحرك الشعبى إلى مربع الاحتجاجات والمسيرات التى تصل للملايين؛ فى الميادين، وأمام قصر الرئاسة، والإضرابات العمالية.
والحقيقة أننى ـ وآخرون معى ـ لا نتفق مع أى من الرأيين؛ فلا يوجد عاقل ـ بمن فى ذلك القائمون على الحملة ـ يرى أن مجرد جمع التوقيعات، قادر على إسقاط نظام مستبد يستخدم كل أدوات البطش للحفاظ على السلطة؛ لكننا نراها خطوة على الطريق الصحيح، استفادت من أخطاء الثوار الحركية خلال الفترة الماضية، تمتلك عددا من المميزات:
أولاً: سلمية اداة التغيير وسهولة استخدامها؛ تجعل أكبر عدد ممكن من غير الراضين عن أداء الإخوان طرفًا فى الحملة.
ثانيًا: عدم إعلان مؤسسى الحملة عن أنفسهم منذ بدايتها، عظم من إمكانيات انطلاقها والمشاركة فيها، حيث جعلت كل مشارك فى جمع التوقيعات يشعر أن هذه الحملة ملكه شخصيًا، فيدافع عنها ويسعى لتطويرها وانتشارها؛ باعتباره مشروعه الشخصى للتغيير.
ثالثاً: ابتكر العالم حتى الآن 198 آلية من آليات التغيير السلمى، منها آلية جمع التوقيعات. وفى مواجهة أنظمة الاستبداد لا يكون الهدف من جمع التوقيعات إسقاط النظام، ولكن نزع الشرعية الأخلاقية عن النظام الحاكم.
رابعًا: بعد عامين ونصف العام تقريبًا من بداية الثورة؛ ذاق خلالها الثوار الاضطهاد والاعتقال والإصابات والقتل، تفرقت قوى الثوار، ووقع كثيرون منهم ضحايا للإحباط أو الإنهاك. وهنا تأتى ضرورة إعادة ترتيب الأوراق، وتنظيم الصفوف، عبر آليات تعيد بعث الأمل.
خامسًا: عدم الالتفات إلى الحملات التى يطلقها مؤيدو نظام، اتضح للجميع فشله واستبداده! فمن يعلن ويشارك ولو بإجراء سهل وبسيط فى المطالبة بالتغيير، يكون حتمًا طرفًا معك فى خطوتك القادمة.
ولهذا، على كل من له خبرات تنظيمية وثورية سابقة، أن يبتعد عن غروره الشخصى، وألا يخجل من أن يعترف أن الثورة الآن تفرز قيادة مرحلية جديدة؛ نعمل تحت مظلتها ونعترف لها بأنها استطاعت أن تمسك بطرف الخيط الهارب من الجميع! ولا نتردد فى أن نساعد بخبراتنا فى بنائها وتوجيهها وبلورتها، ووضع الخطط المكملة لتصعيد هذا التحرك بالخطوات والآليات والأدوات والتكتيكات المختلفة، من أجل إعادة بناء وتنظيم شبكات الثوار، حتى نصل جميعًا للهدف النهائى لثورتنا، وهو بناء نظام جديد قائم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة. فلا شك أن التمرد على الاستبداد أول طريق النصر.
نقلا عن المصري اليوم