الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإنس والنمس.. الإبهار ينقذ الكوميديا

بالتأكيد عندما تذهب لمشاهدة فيلم جديد للمخرج شريف عرفة تكون سعيدا "مقدما " لأنك ستشاهد سينما جيدة بكل عناصرها الفنية هو أحد المخرجين القلائل الذين لديهم رصيد من الثقة لدى الجمهور، وبالتأكيد عودته مع محمد هنيدي بعد نحو 15 سنة منذ فيلمهما  "فول الصين العظيم " عنصر جذب آخر بالإضافة لوجود مجموعة من الأبطال بالفيلم وهم من النجوم الموهوبين، منة شلبي وصابربن وعمرو عبدالجليل، وبيومي فؤاد من مقومات النجاح الكبيرة.
الفيلم فانتازيا رعب كوميدية من تأليف كريم حسن بشير بمشاركة المخرج شريف عرفة، حول العلاقة بين الإنس وعالم الجن ، وسبق وتناولت نفس الفكرة السينما المصرية مثل الفيلم الشهير "الإنس والجن" ولكن كان بعيدا عن الكوميديا وهنا ممكن القول أن المخرج شريف عرفة نجح في صناعة عالم مبهر بصريا وتكنيك أكثر تطورا يلائم الجمهور حاليا عند المقارنة مع أفلام عالم ديزني، وهو أحد أهم  أسباب نجاح الفيلم جماهيريا وبالفعل تفوقت العناصر الفنية، خاصة المؤثرات والخدع البصرية والديكور على القصة والسيناريو فكانت مبهرة للمشاهدين وساهمت في زيادة جرعة المتعة في الفيلم.
القصة والسيناريو مستواهم متوسط وتشعر أنه ليس هناك مجهود في صناعة أحداث درامية جذابة ومثيرة بشكل جيد، حتى قصة الحب بين نارمين وتحسين تمت في "غفلة" والتركيز كان أكثر على المفارقة الكوميدية بين لقاء الإنس مع عالم الجن التي انتظرها الجمهور، وبالطبع ظهرت هنا قدرة هنيدي الكوميدية خاصة في ردود الأفعال والتلاعب بالألفاظ، في خلق مواقف كوميدية تفاعل معها كثيرا الجمهور في صالة العرض.
بداية الأحداث تكاد تكون تقليدية ومشهد مقزز وغير كوميدي بين تحسين والموظفة كان ممكن إخراجه بشكل آخر وأفضل، وباستثناء مشهد "تحسين" مع عائلته في "حمام" المنزل كان به كوميديا موقف متميزة، البداية كانت غير جذابة.
أيضا فكرة ظهور الأب لم تكن موفقة وساذجة بعض الشيء وكذلك النهاية واستخدام "بودرة العفريت"! أفكار تبدو قديمة ولا تناسب الجمهور حاليا، ولذلك استغلال المؤثرات البصرية بشكل جيد أنقذ الفيلم من الملل.
ولكن هي خطوة ناجحة في صناعة سينما تجارية جديدة تقترب من عالم ديزني ولا يوجد لتلك القصة بطل أفضل من محمد هنيدي ليجسدها وممكن القول إنها عودة قوية له والإيرادات الكبيرة للفيلم في الاسبوع الأول والتي لم يحققها منذ سنوات دليل على أن الجمهور كان ينتظره، ولكن عذره أن كتابة الأعمال الكوميدية في أزمة منذ سنوات، لايزال هنيدي وجيله متصدرين شباك التذاكر والجمهور ينتظر منهم الكثير.
منة شلبي اختيار موفق الدور كان يحتاج لبطلة سينمائية لديها كاريزما كبيرة، ونجحت في تجربة كوميدية صريحة مع أحد نجوم الكوميديا وقدمت أداء جيد جدا، والجمهور أحب شخصية " نارمين" التي ابتعدت عن شر عائلتها.
صابرين أيضا حضور قوي ولعبت الشخصية بجدية طوال الأحداث رغم امتلاكها حس كوميدي كبير كان يمكن الاستفادة منه وتعتبر عودة موفقة للسينما.
وعمرو عبدالجليل وبيومي، الثنائي إضافة كبيرة لكوميديا الفيلم، وموهبتهما، فريق التمثيل حتى الأدوار الصغيرة كانوا في حالة فنية متميزة بفضل إدارة المخرج.
المخرج شريف عرفة الحديث عنه يطول هو أحد صناع السينما المصرية البارزين في العشرين سنة الأخيرة وقدم جميع الأشكال الفنية الكوميديا، الأكشن، السياسة وحتى السينما الاستعراضية وساهم في نجاح هذا الجيل بعدد من الأفلام في بدايتهم مع البطولات. هو من المخرجين أصحاب الشخصية التي تظهر في أعمالهم ويتمسك بآرائه بقوة.
حاورته مرة واحدة عام 2006 عقب عرض فيلم "حليم" وكان الهجوم على الفيلم كبيرا، وكان يبدو غاضبا لأنه كما قال لي لم يجد نقدا موضوعيا لفيلم حليم وكل ما كتب لأسباب شخصية، وجدته يقول لي قبل أن تبدأ الحوار لا أريد أن أكون في موقف المدافع عن فيلمي وأرد على أحد، الفيلم موجود ليرد عليهم.
سألته هل ممكن أن تجامل في عملك ؟ 
وفهم ما أعنيه فقال، أؤكد لم ولن أجامل في فني، ولم أقدم تنازلات في فيلم حليم.
أتمنى أن يظل الأستاذ شريف عرفة هكذا لا يجامل في فنه أبدا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط