الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا كان يصوم اليهود يوم عاشوراء

عاشوراء
عاشوراء

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن اليهود كانوا يصومون يوم عاشوراء الذي يوافق عندهم 10 من شهر «تشري» وهو أحد الأشهر الفارسية.

وأوضح "جمعة" خلال فيديو عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فرحًا بنجاة موسى عليه السلام، فقال: نحن أحق بموسى منهم فصامه الرسول وكذلك الصحابة.


وأضاف "جمعة" أن صيام يوم عاشوراء ظل فرضًا لعام واحد فقط ثم أصبح سُنة، بعد أن فرض الله تعالى على المسلمين صوم رمضان، لافتًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صام عاشوراء تسعة أعوام، وفي العام الأخير، قال: «لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع» وكان هذا في آخر سنة من سنوات عمره الشريف -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لمُخالفة اليهود.

وقال إن المصريين يحولون المعاني الدينية لمظاهر حضارية، فيضيفون على الاحتفال بعاشوراء ورمضان والعيدين طابعًا يميزهم، مثل أكلة عاشورا وياميش رمضان وكحك العيد، مضيفًا: "الست المصرية متعودة تعمل عاشوراء ومنهم من يوزعها، والحاجات دي لازم الأولاد يعيشونها".

وأوضح "جمعة"، خلال فيديو عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا دون صيام يوم قبله أو بعده، لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، بعده خروجًا من الخلاف.

واستشهد بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في «صحيحه».

يوم عاشوراء

اختلف العلماء في تحديد يوم عاشوراء والراجح من أقوال العلماء أنه يوم العاشر من شهر محرم، وهذا قول جمهور علماء، وذكر الإمام النووي أن «عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا، وبه قال جمهور العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة».

سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم

كُتب المعاجم اللغوية ذكرت أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود.

وقال الإمام الحافظ بن حجر: إن عاشوراء بالمد على المشهور، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعرف في الجاهلية.

سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية

سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري، محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، حديث رقم: (1863، ج7، ص125).

وكانت قريش يحتفلون في يوم عاشواء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب صيام عاشوراء في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.

ولما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». وكان هذا سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم".

عاشوراء اليوم العاشر من المحرم

قال مجمع البحوث الإسلامية، إن عاشوراء هو اليوم العاشر من الـ محـرم، وصيـامـه سنة لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أمر رسول الله ﷺ بصـوم عاشـوراء: يوم العـاشـر " رواه البخاري، وورد في فضل صيامه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلًا سئل النبيﷺ عن صيام عاشوراء فقال: (أحتسب على الله أن يكفـر السنـة التي قـبلـه) رواه مسلم، كـمـا يـسـتحـب صـيـام يـوم تـاسـوعـاء لقوله صلى الله عليه وسلم:" لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ اليومَ التاسعَ".

وأضاف مجمع البحوث عبر الفيسبوك: لما كان صوم عاشوراء مستحب يثاب فاعله ولايعاقب تاركه فمن شرع في صيام عاشوراء ثم أفطـر عامـدًا فلا شيء عليه عند جمهور الفقهاء لقول النبي ﷺ الصائم المتطوع أمير نفسـه.

وذهب فقهاء الحنفية إلى أن من تلبس بصوم النفل لا يجوز لـه الفطـر لقولـه تعالـي " ولا تبطلوا أعمالكم " فـإن أفطر وجب عليه القضاء، أما من أفطر ناسيًا في صوم عاشوراء أو غيره فصومه صحيح لم يبطل لقولـه ﷺ " مـن أكـل أو شـرب ناسيًا فـليتـم صـومـه فـإنـمـا أطـعـمـه الله وسـقـاه.

دعاء يوم عاشوراء
ويستحب ترديد دعاء: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار".

«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»، «اللهم طهرني من الذنوب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» «اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد»، «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، "اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي ياقيوم إني أسألك “الجنة وأعوذ بك من النار".