مصر ستظل فى "عوز مائى" طالما استمرت الزيادة السكانية
وزير الري: لا توجد مؤامرة لحصار مصر مائياً
اتجاه لتحلية المياه فى المدن الساحلية
قال وزير الري الدكتور محمد بهاء الدين، إن مصر ستظل في حالة "عوز مائى" طالما استمرت الزيادة في نسبة السكان، وكشف الوزير عن الاتجاه في المرحلة المقبلة لتحلية المياه في المدن الساحلية، مبيناً أنه سيتم استثناء الإسكندرية ودمياط ورشيد وبورسعيد لأن مياه النيل تصلها بشكل دائم.
وأكد بهاء خلال لقائه على فضائية "صدى البلد" مع الإعلامي حمدي رزق أن مساحات الأرز التي سيتم زراعتها هذا العام ستتركز في الدلتا بشكل أساسي لغسل التربة التى تعانى من الملوحة الزائدة عند مصب النهر، مشيراً إلى أنه سيتم توقيع غرامات على المخالفين، ولن يتم الإعفاء كما حدث في العام الماضي لأن الرئيس اشترط ألا تتم زراعة الأرز للمخالفين مرة أخرى.
واستطرد أن مصر لن تقبل التفاوض مع الجانب الإثيوبي إذا ثبت أي ضرر على الأمن المائي المصري من "سد النهضة"، لافتاً إلى أن السد يتطلب ست سنوات لكى يمتلئ بالمياه حتى لا تنقطع المياه عن مصر والسودان، كما أن حجم المياه الواردة من النيل الأزرق يبلغ 48 مليار متر مكعب سنوياً وسوف يقوم الجانب الإثيوبي بخصم 12 ملياراً كل عام كى يبلغ مخزون السد 74 ملياراً بعد هذه الفترة.
وقال إن خفض منسوب التخزين في السد العالي بعد بناء سد النهضة قد يؤثر فى إنتاجية الكهرباء في مصر بنسبة قليلة، ولكن لن يؤثر على جودة التربة الزراعية في مصر لافتاً إلى أن السودان سوف تستفيد من هذا السد لأنه سوف يقلل من نسبة الطمي ويولد الكهرباء لأن سعة السدود السودانية صغيرة ومن الممكن أن تستورد السودان كهرباء من إثيوبيا.
وتابع الوزير أنه لايمكن استثمار 5 مليارات دولار في سد النهضة وتخاطر إثيوبيا بأمن سدها، وعلى الجانب الإثيوبي أن يعلم أنه بدلاً من بناء سد كبير كان يمكن له أن يبني سدين متوسطين بحيث يمكن أن يكونا أكفأ من السد الكبير، وكأنك استخدمت المياه مرتين ولو فرض أنهم رفضوا وطبقوا تصميماتهم في سد النهضة، فلابد أن يتم ملء السد على مراحل وهو ما سيحدث فى سنوات، كما لابد أيضاً أن يعلم الجانب الإثيوبي أن مخزون المياه 74 مليار متر مكعب؛ لمصر فيه جزء وبالتالي ليست كل المياه ملكاً للجانب الإثيوبى.
وأوضح أنه لايعتقد أن هناك مؤامرة لحصار مصر مائيا، لافتاً إلى أن تواجد مصر في بعض الأوقات لم يكن على مستوى الحدث فى أفريقيا.
وتابع بهاء أن مصر كانت في وقت ما في موقع القيادة بالقارة الأفريقية، ولكن هناك من يشاركها الآن مثل أمريكا والصين وفرنسا ودول أخرى أفريقية وإسرائيل، لافتاً إلى أنه لايجب أن نقول أن كل شىء مؤامرة في هذا البلد بل هو قطار في العلاقات الدولية يسير بسرعة ولابد أن تركبه مصر للحاق بالآخرين.
وأكد الوزير أن مصر لو وقعت على اتفاقية عنتيبي فسوف تلغى كل الاتفاقات السابقة، مضيفاً أن مصر لابد أن توقع على اتفاق يضمن مستقبلها المائى وتتكامل مع دول الحوض زراعياً وصناعياً وتقيم سوقاً مشتركة وتزرع في السودان وتنزانيا بالشراكة مع الدولتين.
وأشار بهاء إلى أن هناك جهات دولية كانت تقف ضد بناء السد العالى ومنها الولايات المتحدة؛ مشيراً إلى إن إثيوبيا تقدر مكانة مصر ويعمل المسئولون هناك على مصلحة شعوبهم.
وأضاف الوزير أن على الجانب الإثيوبي الذي يسعى لمصلحة شعبه أن يحترم حقوق الآخرين ولا يضر بها، مشيراً إلى أن سياسة الآبار مع دول منابع النيل تؤتي أكلها على المستوى الشعبى، فليس المهم أن تكون الأكثر سخاء ولكن أن يكون لك تواجد على الأرض وتواصل مع هذه الشعوب.