الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكراه الـ116..محطات في حياة عبدالرحمن الشربيني الشيخ الـ29 للأزهر

مشيخة الازهر
مشيخة الازهر

الإمام الأكبر عبدالرحمن الشربيني.. تحل اليوم الجمعة، الذكرى الـ116 على تولي الإمام الأكبر عبد الرحمن الشربيني شياخة الأزهر الشريف، وهو الشيخ الـ29 في قائمة من تولى رأس المشيخة.

 

محطات في تاريخ الشربيني

هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشربيني، الفقيه الشافعي، نشأ في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم ثم قدم إلى القاهرة تمهيدًا للالتحاق بالأزهر، الذي درس به علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، على يد كبار مشايخ عصره وظهر نبوغه ورشحه أساتذته للتدريس بالأزهر، وكان فاهمًا لمشكلات الدراسة والتدريس ويميل إلى دراسة أمهات الكتب والمتون، وكان يحمل الطلبة على التعمق في أصول أمهات الكتب، ودراسة هذه المصنفات وكان الشيخ عازفًا عن الدنيا وزاهدًا فيها وكان مؤمنا بفكرة المحافظة على القديم مشفقًا على الأزهر من التطور "المذموم" فيهجر علوم الدين إلى علوم الدنيا.

 

أخلاقه

كان الإمام الأكبر عبدالرحمن الشربيني -رحمه الله- محبوبًا من أساتذته، معروفًا بينهم بالتقوى والصلاح والزهد، مشهورًا بحُبِّ التعمق في دراسة المصادر القديمة، ولما استوى عوده باشر التدريس، فلفت إليه الأنظار بعلمه الغزير مع تواضعه، وزهده، وشدة تمسكه بالتقاليد المتوارثة، وضيقه الشديد بحركات التجديد، وكان -وهو عالم كبير- يتواضع أمام شيوخه.


ذكر الشيخ محمد سليمان في كتابه (من أخلاق العلماء): «أنه سمع من رأى الشيخ عبد الرحمن الشربيني الذي ولي مشيخة الأزهر، وقد جاء إلى الشيخ الأشموني العالم المشهور، فرآه مضطجعًا على جنبه، فوضع الشيخ الشربيني حذاءه بعيدًا، ثم أقبل متخضعًا حتى جثا ولثم يد الشيخ الأشموني، وقال محدثي: وكان الأشموني ربما قال له المرة بعد المرة: (إزيك يا عبد الرحمن) فيكون الشيخ كأنما حيته الملائكة».

 

مكانته العلمية

شهد الجميع للشيخ عبدالرحمن الشربيني بالعلم الغزير، والثقافة الواسعة، ومن هؤلاء الشيخ الإمام عبد المجيد سليم فقال في معرض حديثه عن الشيخ الإمام محمد بن مصطفى المراغي: وكان له -أي المراغي- قدرة عظيمة على التعبير عن أفكاره في لفظ رائق، وأسلوب قوي، وبيان فصيح، وهذا هو السر في أنه ظهر بين شيوخ الأزهر مُبرزًا قويًّا مجلجلا قويًّا، وإن لم يكن أكثر علمًا من الشيخ أبي الفضل ولا من الشيخ الشربيني.

 

ولايته المشيخة
تولَّى الشيخ الشربيني مشيخة الأزهر في مثل هذا اليوم اليوم الثاني عشر من شهر المحرم سنة 1323هـ، الموافق 8 من مارس سنة 1905م، بعد إلحاح من الخديوي عليه لقبول هذا المنصب، وأقام الخديوي حَفْلا كبيرًا خلع فيه كسوة التشريفة على الإمام الأكبر.

 

وبعد فترةٍ مرض الشيخ فلم ير الخديوي عزله، وإنما انتدب الشيخ محمد شاكر للإشراف على الأزهر نيابة عنه حتى يتمَّ شفاؤه، فلمَّا برئ الشيخ من مرضه باشر عمله.

 

ثم بعد ذلك بفترة حاول الخديوي أن يُطلقَ يده في شؤون الأزهر من وراء ظهر شيخه، فأَبَي عليه الشيخ الإمام الشربيني، وبادر بتقديم استقالته من منصبه في السادس والعشرين من ذي الحجة سنة 1324هـ الموافق 9 من فبراير سنة 1907م، فقُبلت ثم أُعيدَ الشيخ حسونة النواوي إلى منصبه فتولى مشيخة الأزهر للمرة الثانية.


موقفه من الإصلاح

كان علماء الأزهر منقسمين إلى فريقين كبيرين في مواقفهم من الإصلاح: فريق يتمسك بالقديم ويحرص عليه ويقاوم كل حركة تجديدية ويكاد يُعدُّها هدمًا للأزهر وخروجًا على تعاليم الدين، وفريق يدعو إلى أن يخرج الأزهر من عزلته الفكرية ومن جموده على الأوضاع القديمة وأن يتجاوب مع حركات التجديد والإصلاح تبعًا لسنة الحياة.

 

وكان الشيخ مؤمنًا بفكرة المحافظة، وكان مُشْفِقًا على الأزهر من أن يتطور به الأمر فيهجر علوم الدين إلى علوم الدنيا ويصبح مدرسة من مدارس وزارة التربية والتعليم. وكان رأيه أن يقتصر الأزهر على التخصص في علوم اللغة والدِّين ويترك المدارس الأخرى للتخصص في العلوم الحديثة كما شاء لها المشرفون عليها في ذلك الحين، وأن يبتعد الأزهر عن أهواء السياسة والحكام.

 

مؤلفاته
ألف الإمام الراحل العديد من المؤلفات منها:" تقرير على حاشية البناني على شرح المحلي على جمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه، تقرير على حاشية ابن قاسم على شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري لمتن البهجة الوردية، أو بهجة الحاوي، وهي منظومة في الفقه الشافعي، نظم ابن الوردي فيها الحاوي الصغير لنجم الدين القزويني (توجد نسخة خطية من هذا التقرير بدار الكتب المصرية رقم 22966 ب)، تقرير على حاشية عبد الحكيم على شرح السيالكوتي على شرح القطب على الشمسية في المنطق،وفيض الفتاح على حواشي شرح تلخيص المفتاح، في علوم البلاغة.


وفاته
توفي الشيخ الـ 29 للأزهر الإمام عبد الرحمن الشربيني -رحمه الله- سنة 1926م