الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا طلب صاحب فكرة إنشاء مدينة الدواء من الرئيس السيسي

اللواء صلاح الشاذلي
اللواء صلاح الشاذلي

تمُر اليوم، السبت، ذكرى وفاة اللواء دكتور صلاح الشاذلي، صاحب فكرة إنشاء مدينة للدواء في مصر، والتي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، وتحدث حينها عن صاحب فكرة إنشاء المدينة والمشروع القومي العملاق، وهو اللواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي.

اللواء صلاح الشاذلي هو بكل فخر واعتزاز، ابن من أبناء هذا الوطن ومن جنوده المجهولين، ومن نبت هذا الشعب الأبي، حقق المستحيل لوطنه، بكل تجرد وبعيداً عن الأضواء والشُهرة.

ساهم "الشاذلي" في تحقيق الأمن الدوائي لمصر، لم يعرفه أحد نظراً لأنه كان يعمل في صمت، لا يحب الأضواء ولا يحب الشهرة، كان هدفه الأول والأخير هو تحقيق حلمه، وهو إنشاء مدينة للدواء في مصر، تعمل على توفير الدواء، خاصة الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والمستعصية وأدوية الأورام، في حلم لا يتركه أبدا.

مولده

ولد اللواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي في 19 / 11 / 1946، لأسرة كانت تقطن في قرية "زاوية البقلي" بمحافظة المنوفية، ثم انتقل إلى محافظة الإسكندرية، برفقة الأسرة، حيث تربى الفقيد على احترام الكبير والصدق في القول والأمانة في المعاملة، وكان الجميع يحبهم نظراً لاحترامهم الجميع وعلاقتهم الودودة مع كل من يتعامل معهم.
 أولاده
اللواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي له 3 أولاد، هم المهندس محمد صلاح الشاذلي، والمهندس أحمد صلاح الشاذلي، والرائد شادي صلاح الشاذلي، ولديه العديد من الأحفاد بالإضافة إلى زوجته.

التحاقه بالقوات المسلحة
كشف المهندس محمد صلاح الشاذلي، في تصريحات خاصة سابقة لـ "صدى البلد"، أن الوالد كان متفوقاً جدا في دراسته، وكان يعطي للتعليم أولوية خاصة في حياته، وعندما حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة، كانت كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية في انتظاره بناءً على التنسيق الخاص به، إلا أن الفقيد كان قد قدم أوراقه في الكلية الفنية العسكرية حباً في العمل داخل صفوف القوات المسلحة.

وأضاف الابن الأكبر للواء صلاح الشاذلي في تصريحاته، أن الوالد تم قبوله بالكلية الفنية العسكرية، وتخرج في الكلية "دفعة 5 فنية عسكرية"، وكان معه في الدفعة الفريق "محمد العصار"، وفور تخرجه، عمل في مجال التدريس في المعهد الفني للقوات المسلحة.

وأشار المهندس محمد صلاح الشاذلي، خلال تصريحاته السابقة لـ "صدى البلد"، إلى أن الوالد تدرج في الوظائف القيادية داخل صفوف القوات المسلحة، وحقق نجاحات في جميع المناصب التي تولاها طوال مسيرته داخل القوات المسلحة، حتي وصل إلى آخر وظيفة له، وكانت في إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

حلم إنشاء مدينة الدواء
كشف المهندس محمد صلاح الشاذلي، الابن الأكبر للواء الدكتور صلاح الشاذلي، حلم أبيه الخاص بإنشاء مدينة للدواء في مصر، حيث أوضح أن فكرة إنشاء المدينة ترجع الى أن الوالد كان غير سعيد وحزينا لعدم توافر الأدوية في مصر، بالصورة التي تغطي احتياجات المواطنين، وأن المصانع الموجودة الخاصة بالدواء، ليست بالكافية لتحقيق توافر الأدوية المختلفة التي يحتاجها المواطن المصري.

وأكد المهندس محمد الشاذلي، في تصريحات خاصة سابقة لـ "صدى البلد"، أن الوالد كان يقول دائماً إن مصر تمتلك من العقول البشرية والإمكانيات التي تجعلها في مصاف الدول الكبرى في إنتاج الدواء طبقا للمعايير العالمية وبأسعار مناسبة، وتعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي للدواء لمصر.

وعن فكرة إنشاء مدينة الدواء، أوضح المهندس محمد صلاح الشاذلي أن الوالد تحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ضرورة أن يكون لمصر "مدينة للدواء خاصة بها"، تحقق الاكتفاء الذاتي لها من الأدوية المختلفة، خاصةً تلك الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والمستعصية والخاصة بالأورام.

وتابع: "وعلى الفور، أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته، بالبدء الفوري في إنشاء مدينة للدواء في مصر، وكان على اتصال مستمر بالوالد ، يتابع معه لحظة بلحظة تنفيذ المشروع ومراحل العمل به، والمطلوب لكي تكتمل نجاح تلك الملحمة الوطنية التي ستعمل على تحقيق الأمن الدوائي لمصر".

التضحية من أجل مصر  
كشف المهندس محمد صلاح الشاذلي الابن الأكبر للواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي، أن الوالد كان مريضا مزمنا، وكان يعاني العديد من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض "القلب"، وفي الأيام الأخيرة، شعر اللواء الشاذلي بالإجهاد الشديد، نتيجة عملهُ المستمر طوال اليوم لتحقيق حلم إنشاء مدينة الدواء، لكنه لم يفصح عن تعبه.

وأوضح المهندس محمد الشاذلي، في تصريحات خاصة سابقة لـ "صدى البلد"، أنه فور شعور أفراد الأسرة بإجهاد الوالد، تحدث معهم اللواء رحمه الله، بأنه لن يرتاح ولن يتوقف عما يقوم به من إنشاء مدينة للدواء في مصر، مؤكداً لأفراد أسرته أنه "يتحمل أمانة كبيرة سيُسأل عنها أمام الله"، وأنه لا وقت للراحة.

وأكمل  الشاذلي: "بعد إصرار شديد من الأسرة، توجه اللواء صلاح الشاذلي إلى المستشفى لإجراء بعض الأشعة والفحوصات والتحاليل الطبية، وقال له الأطباء إنه لا بد أن يرتاح على الفور وأن يتوقف على العمل، نظراً لأن حالته الصحية تحتاج إلى الراحة الفورية، نتيجة المجهود الشديد الذي يبذله.

وتابع: "رفض اللواء صلاح الشاذلي ذلك، وبعد ضغوطات مستمرة من قبل المستشفى، وافق اللواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي ، على أخذ راحة بناءً على ما أوصى به المستشفى".

وفاته
تحدث المهندس محمد صلاح الشاذلي الابن الأكبر للواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي، عن اللحظات الأخيرة لوفاة "ابن مصر البار"، والتي حدثت منذ 3 سنوات، حيث أوضح أن الوالد كانت برفقة زوجته الفاضلة ومعهم الابن الأصغر له، وبعض الأحفاد، وكانوا في طريقهم لكي يقوموا بقضاء إجازة في إحدى المناطق الساحلية، وذلك بناء على تعليمات المستشفى.

وقال في تصريحات خاصة سابقة لـ "صدى البلد"، إن خللا قد حدث في عجلة القيادة أثناء السير على الطريق، وترتب عليه حادثة شديدة له وللوالدة الفاضلة ولابنه الأصغر، ولبعض أحفاده.
 

وأضاف: “على الفور، توجهت سيارات الإسعاف لموقع الحادث، وتم نقل الجميع لمستشفى الجلاء العسكري، وترتب على ذلك كسر لأخي شادي، وكسر وجلطة في المخ لوالدتي، وظلت الوالدة لمدة شهر في الرعاية المركزة وبعدها مدة شهرين في داخل المستشفى، أما الأحفاد فخرجوا من المستشفى بعدها بأسبوعين".

وتابع: "توفي الوالد ولم نبلغ والدتنا بذلك حتى لا تتأثر وهي في الرعاية المركزة، وعلمت بالخبر بعد خروجها من المستشفى، وتأثرت تأثرًا شديداً بعد معرفتها بنبأ وفاة الوالد".

تكريم الرئيس للواء صلاح الشاذلي
كشف المهندس محمد صلاح الشاذلي، خلال تصريحات سابقة له، أنه تفاجأ هو وجميع أفراد الأسرة بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإطلاق اسم اللواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي على أحد المحاور المرورية المهمة بالقاهرة، وعلى الفور، أطلق اسمه على "كوبري متحف الحضارة"  .  

وكانت العلاقة التي تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي واللواء دكتور مهندس صلاح الشاذلي، علاقة قوية، حيث وصف الرئيس السيسي اللواء الشاذلي بـ "الجندي المجهول" الذي تحرك في دراسات لإقامة مدينة للدواء في مصر منذ 8 سنوات.

واختتم المهندس محمد صلاح الشاذلي تصريحاته السابقة لـ "صدى البلد"، أن حلم الوالد فقد تحقق بإنشاء مدينة للدواء في مصر، وأن ما حدث على أرض الواقع من إنشاء المدينة، هي أكبر صدقة جارية له، موجها الشكر والعرفان لكل من ساهم في إنشاء تلك الملحمة الوطنية العظيمة.

كما توجهت الأسرة بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على ما قام به من إطلاق اسم اللواء الراحل على أحد المحاور المرورية، وذلك ليس غريباً على قائد يقود مصر نحو مستقبل أفضل.