10 أعوام على رحيل الدنجوان.. كمال الشناوي وحكاية تصريح «الشخشيخة» و5 نساء في حياته

تمر اليوم عشرة أعوام على رحيل كمال الشناوي (1921/ 2011) النجم الذي لا شبيه له في تاريخنا السينمائي، أفضل من قام بدور الدنجوان أمام النجمات اللاتي يكبرنه في السن أمثال ليلى مراد، رجاء عبده، إلهام حسين، راقية إبراهيم، ومديحة يسري. 

كما أنه لعب أدوار البطولة مع جميع النجمات اللاتي في عمره أو أصغر قليلا وكثيرا، بداية من فاتن حمامة وشادية حتى ناهد شريف وليلى طاهر، وظل نجما كبيرا إلى أن توفي فجر يوم الاثنين 22 أغسطس 2011 الموافق 22 رمضان من عام 1432هـ، عن عمر ناهز 93 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان.

مولد نجم انطلق من حي السيدة زينب 

ولد الطفل كمال الشناوي 26 ديسمبر 1918، في مدينة ملكال بالسودان، وانتقل مع والده إلى حي السيدة زينب، قبل أن ينتقل مجددا إلى المنصورة، تخرج في كلية التربية الفنية جامعة حلوان، كان عضواً في فرقة المنصورة الابتدائية، والتحق بمعهد الموسيقى العربية ثم عمل مدرساً للرسم، وفي أواخر حقبة أربعينات القرن العشرين قرر خوض مجال التمثيل. 

وكان أول أعماله هو فيلم "غني حرب"، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2006 شارك في بطولة أكثر من مائتي فيلم سينمائي من أبرزها "الأستاذة فاطمة، الحموات الفاتنات، المرأة المجهولة، اللص والكلاب، الكرنك، الرجل الذي فقد ظله، اﻹرهاب والكباب"، وشارك أيضًا في بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية منذ حقبة السبعينات منها "هند والدكتور نعمان، أولاد حضرة الناظر، العائلة والناس، لدواعي أمنية، آخر المشوار".

١٢ فيلما عام ١٩٥٠.. ومحمود ياسين منافس السبعينات

قدّم كمال الشناوي أكثر من 200 عمل في السينما والتلفزيون، إلا أنه شارك في بطولة 12 فيلمًا في عام 1950، وهو رقم كبير لم يتجاوزه سوى إسماعيل ياسين عام 1949، عندما شارك في بطولة 14 فيلمًا، مع مراعاة أن الشناوي كان بطلا في 11 فيلمًا من الأفلام الاثني عشر.

ربما كانت تجربة النجم محمود ياسين وحضوره الطاغي في السبعينيات وقيامه بدور الدنجوان أمام النجمات اللاتي يكبرنه هو أقرب النجوم شبهًا بتجربة كمال الشناوي الثرية في السينما المصرية.

أزمة "حكيم روحاني حضرتك" واحترامه لفنه

في حوار قديم أجراه الفنان كمال الشناوي مع صحيفة أخبار اليوم عام 1998، كشف عن سبب انسحابه من مسلسل «حكيم روحاني حضرتك»، شارحا تفاصيل الأزمة التي دفعته للاعتذار عن العمل قائلا: «حين أقرأ أي عمل يجب أن أكون مقتنعا به، قرأت 10 حلقات من سيناريو المسلسل، كانت لديّ بعض التحفظات، حاولت الجلوس مع المخرج والمؤلف وأبطال العمل لمناقشة تحفظاتي على العمل والوصول لحل يرضي الجميع، لكن فوجئت ببدء التصوير، طلبت منهم وقف التصوير 3 أيام فقط لنجلس وننهي كل التحفظات، لكنهم رفضوا بحجّة أنّ إيجار البلاتوه كبير ويجب أن نبدأ التصوير سريعا، وحين فشلت في التوصل إلى حل انسحبت من المسلسل».

حين بدأ الشناوي تجربته مع «حكيم روحاني حضرتك» كان متحمّسا للغاية، وكان يرى أنّ العمل كان من الممكن أن يظهر بصورة جيدة، متسائلا: «هل نكرر مشكلة السينما مع التلفزيون؟، وهل نريد أن يهجر الناس التلفزيون كما هجروا السينما بسبب أفلام المقاولات؟»، وتابع: «انسحبت من العمل، لا أقبل أن أكون شخشيخة في المسلسل»، حيث رأى الشناوي أنّه ضيفا على التلفزيون، يرى نفسه في أعماله من خلال الجمهور، متسائلا بعد زيادة عدد حلقات المسلسل: «متى نبدع ومتى نقرأ ومتى نستوعب؟، وهل أصبح الأمر مجرد حفظ كل نلحق عرض المسلسلات؟».

٥ زيجات أثارت الجدل في حياة الشناوي

حياة كمال الشناوي العاطفية أثارت الجدل، وذلك لتعدد زيجاته، التي وصل عددها إلى خمس زيجات، أولها عفاف شاكر شقيقة الفنانة الراحلة شادية، واستمر زواجهما لمدة ثلاث سنوات، وانتهت قصة حبهما بالطلاق. 

وأيضا ناهد شريف واستمر زواجهما اربعة سنوات، وتزوج من فنانة لبنانية تدعى عفاف نصري، واستمرت معه حتى وفاته.

البداية كانت مع الفنانة الاستعراضية الراحلة "هاجر حمدي"، التي أنجب منها ابنه محمد، الذي عمل مخرجًا فيما بعد، قبل أن تعتزل التمثيل والاستعراضات في أوائل الخمسينيات، ثم عادت للتمثيل وابتعدت لتعمل في أعمال حرة لتربية ابنها. 

وبعد انفصاله عن هاجر حمدي تزوج كمال الشناوي ثانياً من الفنانة عفاف شاكر الأخت غير الشقيقة للفنانة شادية، رغم الأقاويل التي انتشرت قبلها عن قصة حبه مع شادية، بعد تقديمهما عدة أفلام سويا وتحقيقهما لنجاحات كبيرة، إلا أنه خشي أن ينتهي حبهما بسبب الشهرة، لكن بعد فترة قصيرة انفصل الشناوي عن عفاف، وتزوج للمرة الثالثة من زيزي الدجوي، خالة الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، وأنجب منها عمر وإيمان. 

أما الزوجة الرابعة فكانت الفنانة ناهد شريف، بعد قصة حب ووافقت أن تكون الزوجة الثانية، ووافقت أن يكون الزواج سريا، واستمر زواجهما 6 سنوات دون أن يعلن الشناوي عن هذه الزيجة، حتى خيرته ناهد بين أن يعلن زواجهما أو ينفصلا، وبالفعل حدث الانفصال، ورغم الطلاق وقف بجوارها الشناوي في رحلة مرضها مع سرطان الثدي بعدما طلبت منه المساعدة في السفر، لأنها لا تمتلك أي أموال، وفي يومين فقط جهز لها الشناوي كل أوراقها للسفر، إلا أنها لم تصمد أمام المرض وتوفيت 7 ابريل 1981، وآخر زيجات الفنان كمال الشناوي كانت الفنانة اللبنانية عفاف نصري.

الشناوي وتجربة الفوازير الرمضانية في الإذاعة

لأن رمضان هو موسم الفوازير الذي ينشط عقل وذاكرة الجمهور ويتسابق الجميع في تقديم مسابقة جديدة من نوعها في كل سنة حتى تجذب إليها الجمهور، فكرت "إذاعة صوت العرب" في تقديم أغرب مسابقة لمستمعيها، تعتمد على الكاريكاتير؛ حيث كان يقدمها الفنان الراحل كمال الشناوي، وكانت فكرة وإخراج عبدالله قاسم ورسوم رؤوف، ولصعوبة المسابقة قررت جريدة أخبار اليوم مساعدة القارئ والمستمع ونشر نموذج وشرح كيفية حل هذا اللغز، بحسب ما نشرته الجريدة في عددها الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 1967، إلا أن الدنجوان لم يكرر التجربة مرة أخرى، مكتفيا بالسينما والتليفزيون فقط.