الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«200 جنيه» تكشف طبقات المجتمع

فكرة رائعة تتيح للمشاهد "الغوص" في أعماق المجتمع بكل طبقاته من خلال رابط واحد " فئة" العملة النقدية الأعلى في مصر وهي ورقة 200 جنيه حيث تبدأ رحلتنا معها من أدنى طبقات المجتمع مع المرأة الفقيرة التي تأخذها ضمن "معاشها" الشهري بعد أن تنتظر ساعات أمام مكتب البريد مرورا بشخصيات تمثل شرائح كثيرة ومختلفة في المجتمع. 
تلك الورقة ممكن أن تعني شيء مهم جدا لشخص تساعده في تحقيق جزء كبير من أعباء الحياة وتحقيق أحلامه ولشخص آخر لا تعني شيئا هاما ممكن ان يمنحها "بقشيش" في مكان ما !
هذا التباين الكبير يكشف الكثير من الحكايات داخل المجتمع. 
السيناريو اختار عدد كبير من النماذج المختلفة وانتقل بسلاسة من شخصية لأخرى ومن قصة لقصة دون أن تنزعج لغياب واختفاء الأبطال لأن الورقة كانت بطلة الحكاية ونريد التعرف معها أكثر على شخصيات جديدة في المجتمع وكيف يتعاملون معها.
أجواء الأحداث ربما كانت قديمة بعض الشيء لطبيعة الشخصيات والتي كانت قصصها مكررة مثل سائق التاكسي الشهم! والأب الغير قادر ماديا ويحاول أن يسعد ابنته، وكان يجب تحديث السيناريو ليصل كيف يتعامل الجيل الحالي مع تلك الورقة فئة 200  جنيه، وايضا الديكور كان متواضعا.
ولكن من مميزات الفيلم إعادة التفكير لدى المشاهدين في أشياء كثيرة في العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
على رأس الممثلين كانت إسعاد يونس مفاجأة كبرى بالنسبة لي بسبب بعدها عن التمثيل منذ سنوات ولكنها أجادت تقديم شخصية "عزيزة" بتفاصيل رائعة بداية من لوك الشخصية  وجلوسها على رصيف الشارع ثم تعاملها مع ابنها "العاق" وخاصة مشهد النهاية "الحزين"الفيلم عودة موفقة جدا لها. 
ومعها أيضا أحمد آدم وهاني رمزي وأحمد السعدني وأحمد رزق قدموا أفضل أداء بين أبطال الفيلم، وأجتهد أيضا باقي الابطال وقدموا شخصيات جديدة مثل ليلى علوي وغادة عادل. 
كنت اتمنى في تلك التجربة السينمائية الخاصة ان نشاهد أحمد السقا بعيدا عن الأكشن حيث بدى المشهد وكأنه "تفصيل" من أجله وكان ممكن أن يكمل حكايته بدونه وكانت قصته من أضعف قصص سيناريو الأحداث والذي جاءت نهايته أفضل مشاهد الفيلم.
الفيلم تجربة جيدة للمؤلف أحمد عبدالله على الرغم من بعض التشابه في شخصيات أعماله، عموما يجب تشجيع تلك التجارب السينمائية المغايرة ويكفي وجود مجموعة كبيرة من أبطال السينما معا وهي نادرا ما تتكرر.
المخرج محمد أمين تجاربه قليلة لكن من الصعب أن تنساها هو من المخرجين الموهوبين بلا شك ولكن سوق الإنتاج لم يساعده في الماضي على الاستمرار، وسعيد بعودته لأن السوق السينمائي يحتاج جميع المخرجين من جميع الأجيال ويجب منح الجميع فرصا حتى يكون هناك تنوع في الإنتاج.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط