الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يشيدون بنجاح نظام الثانوية الجديد .. ويؤكدون لـ"صدى البلد": المنظومة التعليمية تسير على قدم وساق

الخبراء يشيدون بنجاح
الخبراء يشيدون بنجاح نظام الثانوية الجديدة

أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أن طلاب الثانوية العامة المصرية نجحوا في التعليم بشكله الحديث عن طريق العديد من المصادر الرقمية بعيدًا عن الحفظ والتلقين، خاصة بعد بناء أسس معيارية للمرحلة الثانوية بمواصفات عالمية، وإجراء العديد من الامتحانات التجريبية للطلاب وتطبيق تصحيح إلكتروني دون الاعتماد على العنصر البشري.

وقال الدكتور حسن شحاتة إن دفعة الثانوية العامة هذا العام مميزة لأنها بدأت التطوير في المرحلة الثانوية، موضحًا أن الأساس في محور التطوير هي طريقة التقييم الجديدة، والتي تعتمد على قياس مقدار فهم كل طالب لمخرجات التعلم، لذلك لن يحتوي الامتحان على أسئلة محفوظة.

 

سر نهضة العملية التعليمية

وأكد الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن النظام الجديد عمل على تغيير نوعية الامتحان، مما جعل الطالب يعتمد بنسبة كبيرة على التفكير وقياس المهارات الذهنية لديه والتخلص من فكرة الحفظ والتلقين، مشيرًا إلى أن نماذج الاختبارات الجديدة وامتحانات الثانوية العامة تقيس مستوى الذكاء، كما أكد وزير التربية والتعليم في مؤتمر عرض نتائج الثانوية العامة، وما أظهره مقياس الفروق بين نتائج الأعوام الماضية والعام الحالي.

وأضاف الخبير التربوي أن نظام الثانوية العامة الجديد إذا طبق بشكل منظم على جميع المراحل التعليمية فسوف يعمل على نهضة العملية التعليمية التي تعد من أهم أولويات الحكومة المصرية حالياً لخلق جيل قادر على الإبداع والابتكار وحل مشاكل الوطن والنهوض به.

وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أنه تم العمل على تعميق استخدام التكنولوجيا عبر تطوير البنية التحتية للمدارس باستخدام التابلت كوسيلة للاطلاع والتعلم من المصادر الرقمية إلى جانب المصادر الأخرى كالقنوات التعليمية التليفزيونية والبث المباشر فضلا عن بنك المعرفة المصري.

وتابع، أنه حدث تحول رقمي للتعليم، تشيد به الدول والمؤسسات الدولية، وتمتلك الوزارة الآن أصولًا من 6 سنوات من المناهج، ما يمثل قيمة كبيرة نفتخر بها، بالإضافة للمكتبة الرقمية المتاحة على الإنترنت مجانًا للطلاب في المرحلة الثانوية على التابلت، حيث تم تسجيل 550 مليون مشاهدة خلال سنتين ما يؤكد استفادة الطلاب منها بشكل كبير ومؤثر.

 

تطوير البنية التحتية للمرحلة الثانوية

وأعلن شحاتة، أنه من خلال الامتحانات تبين أنها ليست صعبة، ولكنها فقط تقيس الفروق والقدرات العقلية بين الطلاب، وهو أمر طبيعي، لأن المقاييس القديمة التي تعتمد على الحفظ والتلقين والتي كان الطلاب يحصلون على نتائج أعلى من 100% هو منتهى الفشل، لأنه بذلك يقيس قدرة الطلاب على الحفظ وليس الإبداع والفهم.

ولذلك طالب بضرورة تطبيق هذا النظام على جميع المراحل التعليمية، لأنه كلما زاد فترة تعليم الطالب على مستويات الإبداع والتفكير والفهم، وليس الحفظ والتلقين كلما كان التعليم ناجحا، ، مؤكدًا أن هذا النظام يعد أفضل لأنه يعود الطالب على الفهم، فلابد أن تكون الأسئلة متنوعة حتى تقيس الأسئلة جميع مهارات الطلاب، حيث إن الطالب المصري تعود على الحفظ منذ صغره في المدارس والتعليم بالطريقة التقليدية.

ومن جانبة أكد الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الإطار الرئيسي والأساسي لبناء الجمهورية الجديدة هو التعليم بالإضافة إلى الملفات الأخرى كالصحة والإسكان وغيرها، منوها إلى أن الدولة تعمل حاليا على توفير الأجواء التي تساهم في نجاح المنظومة الجديدة.

وقال أستاذ علم النفس التربوي، أن نجاح المنظومة التعليمية يحتاج إلى تكاتف الجميع سواء داخل الوزارة أو خارجها، مؤكدا أن المواطن والأسرة المصرية أساس نجاح هذه المنظومة لما عليهم من عبء لتحمل المسئولية، بالإضافة إلى الدور المحوري الذي تقوم به ، حيث تأتي معايير التقييم الجديد لطمأنة أولياء الأمور والطلاب لأن التقييم من أجل إتمام العملية الامتحانية بشكل سليم، والهدف في النهاية تحقيق العدالة بين طلاب الثانوية العامة.

وأشار "شوقي" إلى أن امتحانات الثانوية العامة تقوم على تغيير أسلوب التقييم إلى أسلوب يقيس مهارات حقيقية بشكل ممنهج، وهناك تغيير في شكل الأسئلة يقوم عليها مئات الأساتذة من خلال مواصفات ودرجات الصعوبة والقياس من خلال الفهم والتحليل والعمق، ولذلك تم إتاحة المنصات التعليمية للطلاب للمذاكرة من خلالها، مشيرًا الى أن التعليم بدء بشكل سليم يعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة "استراتيجية مصر 2030".

 

أساس نجاح هذه المنظومة

وتابع: «استطاع د. شوقي ان يضع التعليم المصري في إطار المنافسة العالمية عن طريق تنويع المدارس بين مدارس حكومية متطورة ومدارس يابانية ومدارس المتفوقين، و مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة ومدارس تكنولوجية يتم تدريب الطلاب في المصانع والشركات الخاصة برجال الأعمال، وشراكة مع المدارس الدولية وتطوير المدارس الصناعية وإنشاء مدارس صناعية جديدة ترتبط بالطراز المصري».

وأوضح الدكتور تامر شوقي، أنه تم تطوير المناهج عام ٢٠١٨ بداية من مرحلة رياض الأطفال والمناهج الجديدة للصف الرابع الابتدائي التي ستصبح متاحة خلال سبتمبر وأكتوبر القادمين، وبذلك يكون تم تطوير محتوى ست سنوات من المناهج مبنية على إطار عام للمناهج، حيث تم تحديد 14 مهارة تقوم على فكرة تعلم لتكون "تعلم لتعرف، تعلم لتعمل، تعلم لتعيش"، ويتم تقييم الطالب تقييمًا مستمرًا، مع التأكيد على بناء الهوية والشخصية وأن يكون لدى الطالب الشغف للتعلم.

وأشار الدكتور تامر شوقي، إلى أن الأساس هم الأطفال لأنهم هم الاستثمار وأهم منتج، ونهدف إلى انتزاع الثانوية العامة وما حولها من عادات سيئة ودروس خصوصية وغش وتسريب، فالهدف هو تغيير أسلوب التقييم حيث كانت الامتحانات لا تعطى انعكاسًا لمهارة الشخص وتعتمد على الحفظ فقط فكان لابد من التقييم المختلف حتى يتم قياس مهارات الطلاب ويفرز الفروق في المستويات المهارية بين الطلاب.

ولفت أستاذ علم النفس التربوي، إلي أن بعض المدرسين يبررون فشلهم عن طريق التقليل من نجاح نظام التعليم الجديد وأن الوزارة أخطأت، ولذلك يجب على الطلاب الالتزام بالإرشادات والنصائح التي تقدمها وزارة التربية والتعليم ولا يتبعوا آراء المدرسين الذين هدفهم الربح من الدروس الخصوصية.

وأكد أن نظام الثانوية العامة الجديد في مصلحة الطالب لأنه ساعده على التخلص من أزمة الدروس الخصوصية التي كانت تعتمد على الحفظ والتلقين للمواد الدراسية دون الفهم، لأن الامتحان في الماضي كان يأتي من الكتاب المدرسي، لذا كان الطلاب يحصلون على الدرجة النهائية ولكن حاليا لا يوجد جزء من الامتحان من داخل الكتاب المدرسي، ولكن يتم قياس أنماطهم الفكرية والعقلية.