EN 
أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، اكتمال انسحاب قواته من أفغانستان، وسحب آخر جندي أمريكي، لتنتهي بذلك أطول حرب خاضها الجيش الأمريكي على الإطلاق، دامت 20 عاما من الكر والفر.
وبعد انسحاب الجندي الأمريكي الأخير من مطار العاصمة الأفغانية كابول، زحفت حركة طالبان إلى المطار معلنة انتصارها، وسط تعهدات من قادة الحركة بتأمين البلاد، وإعادة فتح المطار بسرعة منح العفو للمعارضين السابقين.
مستقبل غامض
وأحاطت وحدة النخبة العسكرية التابعة لحركة طالبان بزعماء الحركة، كنوع من استعراض القوة والسيطرة أثناء سيرهم على المدرج بعد ساعات من انسحاب الجيش الأمريكي، لتطرح تساؤلات جديدة حول السيناريوهات المتوقع تطبيها في أفغانستان، هل يمكن أن تشهد استقرارا على يد طالبان، أم ستكون هناك نزاعات كبيرة وتنمو قوة داعش خراسان وتصبح البلاد بؤرة إرهاب في وسط آسيا.
سيناريو جاري
وفي هذا الصدد، قال عبد الجبار بهير رئيس المركز الأفغاني للإعلام و الدراسات، إنه بعد سيطرة حركة طالبان على مدينة كابول 15 أغسطس الجاري، بدأت الحركة في مناشدة السياسين الأفغان والأعيان والقبائل ووجهاء العرقيات القومية للتوافق على تشكل الحكومة الشاملة، ولكن حتى الآن لا توجد حكومة ولم تعلن طالبان بعد عن ذلك، موضحا أن الحركة بحاجة لإقناع الشعب الأفغاني بفكرة تشكيل الحكومة الشاملة والتى سيتم الاعتراف بها دوليا.
وأضاف بهير، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه في حال فشل حركة طالبان في تلك الخطوة فإنها ستواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، وبالتالي ستحاول بشتى السبل التوافق مع جميع الأطراف والتواجد السياسي الدولي والتى تجري فيه النقاشات حاليا مع الأطراف الدولية.
ظهور زعيم طالبان
وأوضح أن زعيم حركة طالبان ظهر لأول مرة وأعلن عن مكانه رسميا في ولاية قندهار على لسان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، ويناقش مع القيادات السياسية ونائبه والملا محمد يعقوب نجل الملا محمد عمر الزعيم الراحل لحركة طالبان، وكذلك مجلس الشورى بشأن الخطوات السياسية القادمة، وهناك أقاويل بأن نائب زعيم حركة طالبان سيتوجه إلى كابول اليوم وسيبدأ النقاشات على الصعيدين الأفغاني والدولي لأنه المسئول عن التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الأطلسي.
وأكد أن كل تلك المحاولات هي لتقديم حركة طالبان وصورتها ورؤيتها الجديدة حول تشكيل الحكومة الشاملة لتكون مقبولة ومعترفة دوليا، ولعل الأسبوع القادم يمكن أن يشهد إعلانا رسميا من الحركة عن تلك الحكومة، وبالتالي فإن النقاشات تجري حول كيف ستضمن حركة طالبان الحريات في أفغانستان، كما تعهد في اتفاق الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية في فبراير 2020.
اتفاقية الدوحة
ولفت إلى أنه هذا الاتفاق تعهدت فيه طالبان للمجتمع الدولي بحرية المرأة وحقوقها والحرية الفردية والإعلام والصحافة والمشاركة الأفغانية الشاملة، ويكون هناك اعتراف وطني وليس الحكم بالقبضة كما كان يؤخذ عليها، بجانب أنها تسعى أيضا لتشغيل مطار كابول، وأعلنت العمل بجدية مع المهندسين لإعادة تشغيل المطار لتمهيد الطريق للطيران المدني وكل هذه محاولات لإعاة تقديم الحركة لنفسها.
