الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واشنطن.. ماذا بعد الهزيمة؟


مع انسحاب أخر جندي أمريكي من أفغانستان. تنتعش الذاكرة، بمسلسلات النكسات والهزائم، التي عرفتها الولايات المتحدة، علي مر العقود الأخيرة. أفغانستان هي نهاية أطول حروبها. والمفارقات كثيرة، بين مشهد البداية بالغزو، والنهاية بالخروج. ماذا حققت واشنطن من أهداف؟ أين هي الانجازات في حرب اضطرتها إلي فتح خزائنها والاقتراض للتمويل، وكلفتها خسائر بشرية فادحة. أخر طائرة أمريكية أقلعت من مطار كابول، علي وقع وصف عالمي للمشهد بالفوضوي. فماذا بقي من هيبة أمريكا دوليا وسمعتها داخليا؟. طالبان تعود حاكمة، وأمريكا تغادر. معترفة ببقاء مسلحي "داعش"، وسط غموض يحيط بمستقبل البلاد. من هنا تطرح الأسئلة، عن تسويقها فكرة محاربة الإرهاب، هل تقاتله فعلا، أم تزرعه، لجني الثمار حربا وابتزازا وغزوا؟.
أمريكا تغادر أفغانستان، بتغيير استراتيجيا في سياستها. فهي تحشد نحو الصين وروسيا. فهل تستعد لمغامرات جديدة؟ ولماذا تصر علي استنساخ تجارب الفشل في حروبها الكارثية؟ ولماذا يغيب استخلاص العبر من قاموسها؟ أهو ضعف استراتيجي في الرؤي؟ أم أن المنظومة الحاكمة تضمن هيمنتها في الدولة العميقة من خلال إشعال الحروب، وإزكاء الصراعات؟.
حرب أفغانستان التي أعلنت ضد الإرهاب. انتهت بفشل ذريع. فلا الإرهاب حصر في أفغانستان. ولا منع تمدده إلي الخارج. لا بل إن العمليات العسكرية بقيت تستهدف القوات الأمريكية أثناء انسحابها. مع مقتل 13 جندبا أمريكيا، وسقوط جري في الهجوم علي مطار كابول، الذي شنه تنظيم "ولاية خراسان". 
منذ الغزو الأمريكي كان تنظيم "القاعدة"، قد استقر في أفغانستان. غير أن الواقع في السنوات العشر الأخيرة بدا مختلفا. فالتنظيمات الإرهابية لم تعد حصرا في أفغانستان. بل ازدادت وانتشرت في بقاع الأرض. ولا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا. الجهود الأمريكية للتصدي لطالبان ذهبت أدراج الرياح. طالبان استعادت تدريجيا قدراتها القتالية، بعد أن كانت قد انكفأت وتراجعت بعد الغزو عام 2001. كذلك تعثرت جهود بناء الدولة الأفغانية الديمقراطية، التي وعد بها الأمريكيون الأفغان والعالم بداية الغزو. كما لم تنجح القوات الأفغانية التي عمل الأمريكيون علي تسليحها وتدريبها، في التصدي ولو لأيام لتمدد طالبان، مع بدء الانسحاب الأمريكي مع مطلع شهر يوليو الماضي.
هي انتكاسة أمريكية طوعية إذن. والتوصيف هنا لوزير الخارجية السابق هنري كيسنجر، لتتحول أفغانستان علي مدي 20 عاما، إلي عنوان لأطول الحروب الأمريكية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط