استيقظت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، على حادث أقرب لأفلام الهروب بهوليوود، وذلك بعد أن تمكن 6 من الأسرى الفلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة، عبر نفق حفروه داخل زنزانتهم.
وحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أظهرت التحقيقات الأولية، أن الأسرى الـ 6، كانوا في نفس الزنزانة، حيث حفروا نفقا بطول عشرات الأمتار، لتبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب هذا الهروب، عملية مطاردة واسعة النطاق في شمال إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، للعثور عليهم.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن الشرطة تشن عمليات بحث وتفتيش للعثور عن الأسرى الهاربين من سجن جلبوع، لتعيد إلى الأذهان فيلم "The Shawshank Redemption".
كما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية، أنه سيتم نقل نحو 400 أسير في سجن جلبوع خلال الساعات المقبلة وتوزيعهم على باقي السجون، خوفًا من وجود أنفاق سرية جديدة.

فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن جيش الاحتلال قرر نصب حواجز لمحاصرة محافظة جنين خشية تمكن الأسرى من الفرار خارجها.
وذكرت قناة "كان" العبرية، أن الأجهزة الأمنية للاحتلال تواصل البحث عن الأسرى الـ 6 الذين هربوا من سجن جلبوع في منطقة بيت شأن عبر نفق حفروه داخل زنزانتهم.
وأشارت القناة إلى أن مروحيات وطائرات مسيرة تشارك في البحث عن الأسرى الهاربين، ونصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز على الطرقات الرئيسية وفي التجمعات السكانية المحاذية لسجن جلبوع، كما استعانت بوحدة الكلاب البوليسية في العملية.
كما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي الأمر، قائلًا إن قوات الجيش وجهاز الشاباك وشرطة الاحتلال ومصلحة السجون تقوم بأعمال التمشيط بحثًا عن الأسرى، كما تم تخصيص عدة قطع جوية لأعمال استطلاع، في يهودا والسمرا.
وفي أول تعليق لحكومة الاحتلال، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اليوم الاثنين، إن الأخير تحدث مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف في أعقاب هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع.
وأكد بينيت أن هروب “السجناء” حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك.

ولفت مكتب بينيت إلى أنه يتم إطلاع رئيس الوزراء على آخر المعلومات حول عمليات البحث والتحري عن الأسرى وسيجري مشاورات وفق الحاجة.
وعقب ذلك، أعلن "نادي الأسير" الفسطيني عن هويات الأسرى الـ 6 الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي.
وحسب القائمة التي نشرها "نادي السير"، فإن الأسرى الفارين هم:
الأسير محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة/جنين، معتقل منذ عام 1996، محكوم مدى الحياة.
الأسير محمد قاسم عارضه (39 عاما) من عرابة، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم مدى الحياة.
الأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا، معتقل منذ عام 2003، ومحكوم مدى الحياة.
الأسير أيهم نايف كممجي ( 35 عاما) من كفردان، معتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة.
الأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين، معتقل منذ عام 2019 .
الأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ عام 2019.
ورغم عدم ذكر نادي الأسير انتماءات هؤلاء الأسرى، قالت مصادر إسرائيلية إن أحدهم هو الناشط البارز في حركة "فتح" زكريا الزبيدي، و 5 من حركة الجهاد الإسلامي.
كما كشفت حركة الجهاد الإسلامي، أن قائد عملية هروب الأسرى من سجن جلبوع هو "أمير أسرى الجهاد" محمود عبد الله العارضة.
وقال داوود شهاب الناطق باسم الجهاد، إن ما جرى عمل بطولي كبير سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، ويشكل صفعة قوية لجيش الاحتلال والنظام كله في إسرائيل.
ورأى أن توقيت وتزامن العملية مع الضربة القوية التي تلقاها الاحتلال على حدود غزة سيعمق فشله وعجزه.

من جانبه، وصف مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية حادث هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع بأنه أحد أخطر الحوادث الأمنية بشكل عام.
فيما رجح مسؤول إسرائيلي كبير وصول الأسرى الفارين من سجن جلبوع إلى الأردن
كما علقت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الاثنين، على فرار الأسرى من سجن جلبوع، إذ قال الناطق باسمها، فوزي برهوم، إن تمكن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي من انتزاع حريتهم، رغم كل الإجراءات والتعقيدات الأمنية عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة الأسرى، وتحديا حقيقيا للمنظومة الأمنية الصهيونية التي يتباهى الاحتلال بأنها الأفضل في العالم.
وأضاف برهوم أن هذا الإنتصار يثبت أن إرادة وعزيمة الفدائي والمقاوم والمجاهد لا يمكن أن تقهر أو تهزم مهما كانت التحديات.
ولفت إلى أن الاحتلال لم ولن ينتصر أبدا مهما امتلك من الإمكانات وأسباب القوة، وأن الصراع من أجل الحرية مع المحتل متواصل وممتد، داخل السجون وخارجها لانتزاع هذا الحق".
فيما طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بفلسطين، المؤسسات الحقوقية والإنسانية وتحديدا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التوجه فورا إلى سجن جلبوع الإسرائيلي والكشف عن مصير أكثر من 400 أسير تم نقلهم إلى أماكن مجهولة، في أعقاب فرار الأسرى الـ6 من السجن.
وحسب وكالة "معًا" الفلسطينية، أعربت الهيئة عن قلقها من التعتيم الكبير حول أسرى سجن جلبوع وظروف نقلهم، محذرةً من أن تنصب ردات الفعل الإسرائيلية على الانتقام منهم، وذلك في محاولة لتغطية إدارة السجون وحكومة الاحتلال على فشلها الناتج عن تمكن الأسرى الـ 6 من التخطيط لهذا الهروب وتنفيذه.
وحملت الهيئة حكومة الإحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الـ 6، حيث إن محاولة البحث عنهم والوصول لهم مبنية على أسس إجرامية ممنهجة، لافتة إلى "أن المساس بحياتهم في حال العثور عليهم قد يؤدي الى انفجار حقيقي داخل السجون وخارجها، وعلى مؤسسات المجتمع الدولي أن تحذر اسرائيل وجيشها من خطورة ذلك".
وأكدت الهيئة أن عملية الهروب نابعة من الظلم الإسرائيلي المسلط على الأسرى في سجون الاحتلال، الذين تستهدف حياتهم ويتعرضون للاعتداءات والاستفزاز والابتزاز، ويمارس بحقهم جرائم طبية وإنسانية على مدار الساعة، والهجمات المتواصلة من اقتحامات للسجون والأقسام تعري المخطط العنصري الهادف للانتقام منهم.
