الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المزاج الإيجابي والمزاج السلبي

 

يرتبط المزاج بملامح الشخصية المميزة لها ، حيث يأتى الإنبساط والعصابية كتصنيفات للشخصية فى مجال العلوم النفسيه كأكثر ملامح الشخصية ارتباطا بشكل متسق مع محركات السعاده داخل الإنسان 

فالإنبساط بشكل مبسط ينبئ بدرجة متوسطة الة قويه بإنفعال إيجابي ونظره تفاؤليه للحياه ، بينما  العصابيه منبئ قوى بالإنفعالات والوجدان السلبي والنظره التشاؤميه للأحداث والأمور الحياتيه ، ونجد أن تلك المؤشرات لها علاقه قويه بمنظور الإنسان وإستجابته لأحداث الحياه المختلفه والمواقف والأمور التى تدور حوله

فالإنبساطيين أكثر إستجابه لمؤشرات المزاج الإيجابي بينما يكون العصابيون أكثر إستجابه لمؤشرات المزاج السلبي ، كما تشير العديد من الدراسات والخبرات العياديه الإكلينيكيه أن الإنبساطيون يخبرون أحداث حياه إيجابيه موضوعيه أكثر تكراراً ويخبر العصابيون أحداث حياه موضوعيه سلبيه أكثر تكراراً 

ونجد فى تعاملتنا اليوميه أن الأشخاص الذين يتسموا بالتفاؤل والثقه والرغبه فى التحكم والصمود لديهم أرتباط قوى أيجابيا بالسعاده ، ونجد على الجانب الأخر أن الإشخاص الأكثر تشاؤما ونظره سلبيه للأمور تتسم شخصيهم بالغضب والعدائيه وعدم الثقه بالنفس والشكوك المرضيه وترتبط تلك السمات بالمزاج السلبي والعصابيه 

وينعكس كل هذا على مفهوم السعاده والتعامل معها حسب السمات الشخصيه للبشر والتركيبه والبناء النفسي ومعدل وطريقة واسلوب ومحتوى الإفكار والمعتقدات الراسخه لديه 

فهناك خصائص وثيقة الصله بخصال الشخصيه التى أرتبطت بمستويات مرتفعه من الإيجابيه والسعاده منها الحكمه مثل حب التعلم والابداع والشجاعه والمثابره والإجتهاد والإنسانيه كالعطف والذكاء الإجتماعى والإنفعالى  والنزاهه والعداله وضبط النفس وتنظيم الذات والروحانيه والتدين ، ونجد ان أن الامل والإمتنان والحب والفضول والإستكشاف هى الأكثر أرتباطا بقوة الرضا عن الحياه 

ونجد أن الأفراد ممن لديهم هدف وإحساس بالمعنى يسعون الى تحقيقه أكثر سعاده والسعى وراء تحقيق طموحاتهم والبحث عن معنى لوجودهم ، فالانخراط فى أنشطه ذات معنى وهدف وقيمه تدفع الفرد لتحقيق معنى لوجوده نجد هؤلاء الأفراد أكثر حيويه ونشاط ولديهم أفكار ايجابيه ونظره تفاؤليه للحياه وللبيئه المحيطه من حولهم ، ودائما ما نجدهم يسعون الى تكوين علاقات إيجابيه بمن حولهم ، فالمثير للإهتمام أن الوجدان الإيجابي نفسه يهيئ الشخص كى يشعر بأن لحياته معنى ولوجوده مذاق من نوع خاص 

والعديد من البحوث أيد الفكره القائله أن الحالة المزاجيه السعيده تجعل العالم أسهل وأكثر أمنا كى يتعامل الأفراد معه 

فالسعاده والمزاج الإيجابي والنظره التفاؤليه للأحداث والأمور المحيطه بنا ترتبط ارتباط ايجابي بالحياه المهنيه والإنجازفى المهنه وأتمام الأعمال وأتقانها بشكل ايجابي ، والعكس صحيح ، فالاشخاص ذوات المزاج السلبي والنظره التشاؤميه للأحداث أقل إنجازا ويتأثر مهنهم بالمزاج السلبي لديهم 

وهنا نطرح مجموعه من الاسئله الهامه ، هل المزاج الإيجابي والنظره التفاؤليه للحياه يمكن تعلمها ؟  هل يمكن تعديل المعتقدات السلبيه والافكار الهدامه بأخرى إيجابيه تفاؤليه ؟ هل ترتبط بسن معين أم كبار السن يصعب تغيرافكارهم السامه ؟ هل نحن بحاجه ضروريه لتغير الافكار السلبيه والنظره التشاؤميه للحياه ؟ 

والايجابه على تلك الاسئله بالطبع نعم ، ونحن كشعوب تضع أول خطواتها على طريق البناء والتعمير فى أمس الحاجه لتعديل أمزجتنا ونوعية التفكير السلبي والنظره التشاؤميه بقدر الإمكان ، لكى تتعدل نظرتنا للحياه بشكل اكثر ايجابيه وتفاؤل ، فنحن فى أشد الحاجه لتعديل نمط حياتنا الصحى ، والنفسي ، والأجتماعى ، والروحانى ، لكى نشعر بمعنى وقيمه لحياتنا وبالتالى تنعكس على مسار امزجتنا فتتحول الى الايجابيه والنظره التفاؤليه للحياه ، نحتاج الى تعليم الأطفال فى المدارس فنون الحياه وتحقيق الأهداف والتخطيط لها ، ونحتاج الى توعية الشباب فى الجامعات واماكن العمل والمصانع بأهمية الفكر الإيجابي وأنعكاسه على الحياه الشخصيه والإنجاز المهنى ، وللحديث بقية 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط