الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد استحواذه على فورسيزون.. تعرف على بدايات بيل جيتس المهنية

بيل غيتس
بيل غيتس

بيل جيتس هو واحد من أشهر المستثمرين في مجال الحواسيب الشخصية، بالرغم من امتلاكه شعبية واسعة  إلا أن سياسة الشركة تتعرض للانتقادات بتهم مناهضة المنافسة، مما أدى إلى المحاكمة أحياناً.

 اتبع جيتس المساعي الخيرية عن طريق دعم المراكز الخيرية والبحوث العلمية بمبالغ طائلة عن طريق مؤسسة بيل ومليندا جيتس التي افتتحت عام 2000م.

 

وفي السطور التالية سنتعرف على مسيرة بيل جيتس المهنية...

نشأته

ولد بيل جيتس في مدينة سياتل، بولاية واشنطن في 28 أكتوبر 1955م، في أسرة بروتستانتية تنتمي إلى الكنيسة الأبرشانية، وهو ابن وليام جيتس وماري ماكسويل جيتس، وله أختان الكبرى تُدعى كريستاني، والصغرى ليبي.

 

طفل عبقري

لم يكن من الغريب أن يظهر الطفل بيل الذكاء والطموح وروح المنافسة في وقت مبكر، فقد نشأ بيل في عائلة ذات تاريخ عريق بالاشتغال في السياسة والأعمال والخدمة الاجتماعية، وكان والده محامياً بارزاً، وشغلت والدته منصباً إدارياً في جامعة واشنطن، وكانت عضواً بارزاً في مجالس لمنظمات محلية وبنوك. 

 

تفوق على زملائه في المدرسة الابتدائية وخاصة في الرياضيات والعلوم، وقد أدرك والداه ذكاءه المبكر ما شجعهما لإلحاقه بمدرسة ليكسايد الخاصة والمعروفة ببيئتها الأكاديمية المتميزة، وكان لهذا القرار الأثر البالغ على حياة بيل ومستقبله، ففي هذه المدرسة تعرف بيل على الحاسوب لأول مرة.

 

معرفته بالحاسوب

قررت مدرسة ليكسايد شراء جهاز حاسوب لتعريف طلابها بعالم الحاسبات، الذي كان ضخما وعالي التكلفة في ذلك الوقت، وكان مجلس الأمهات يتحمل النفقات لعدم قدرة المدرسة على تحملها، وبدأ جيتس ورفيقه الذي شاركه شغفه بالحاسوب وهما في صفهما الثامن ذو عمر 13 عام، بقضاء معظم وقتهما في غرفة الحاسوب، واستهلك الطلاب المدة الزمنية المخصصة لهما في وقت قياسي، ثم حدثت مشاكل فوضي واختراق للنظام من الطلاب ليتفق بيل و ثلاثة أخرين من الطلبة مع شركة CCCوقدموا عرضًا يقتضي بأن يساعدوا الشركة في إيجاد أخطاء النظام والتي سببت الخروقات التي قام بها الطلاب مقابل أن تمنحهم الشركة زمنًا مجانيًا وغير محدود لاستخدام النظام، ووافقت الشركة على هذا الاتفاق.

 

أول شركة لـ بيل جيتس

شكل الطلاب الأربعة مجموعة أسموها "مبرمجو ليكسايد". وأتاحت هذه الفرصة للمجموعة إمكانية دراسة برامج النظام، واكتسبوا خبرة برمجية واسعة في لغات برمجة كانت شائعة في ذلك الوقت مثل بيسك، وفورتران، وليسب، وحتى لغة الآلة كما قاموا بإنتاج بعض برامج ألعاب.

الاعتراف القانوني بالمجموعة

في عام 1970م واجهت شركة CCC مشاكل مالية مما دفعها لإغلاقها، وبدأت المجموعة من جديد بالبحث عن من يمنحها فرصة لاستخدام الحاسوب، فوفر لهم والد بول آلان فرصة لاستخدام بعض حواسيب جامعة واشنطن حيث كان يعمل، وكانوا يحلمون بفرصة لإظهار مهاراتهم الحاسوبية، ووجدوها بعد عام في شركة إنفورميشن ساينس، ليتم توظيفهم فيها ليقوموا بكتابة برنامج لاحتساب رواتب موظفي الشركة باستخدام لغة البرمجة كوبول، وحصلوا على راتبهم لأول مرة، بالإضافة إلى منحهم حقوق الملكية على البرنامج، وتم الإعتراف بها قانونيًا.

 

مشروع جديد

كان مشروع بيل وبول آلان التالي إنشاء شركة صغيرة خاصة بهما فقط أسمياها (Traf-O-Data)، وقاما بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف لقياس حركة المرور في الشوارع، واستخدما في تصميمه معالج إنتل 8008. حققت هذه الشركة الصغيرة ربحاً مقداره 20 ألف دولار أمريكي في عامها الأول، وكان بيل حينئذ في المرحلة الثانوية، واستمرت الشركة في العمل حتى دخول بيل الجامعة.

التحق بيل بجامعة هارفارد، عام 1973 ولم يكن حينئذٍ قد قرر بعد نوع الدراسة التي يرغب بها، فالتحق بمدرسة الحقوق التمهيدية كتجربة، لكن قلبه كان ما زال معلقاً بالحاسوب.

 

كذبة تولد النجاح

في أحد الأيام وجد بول – صديق بيل غيتس- مجلة إلكترونيات شهيرة حيث ظهر على غلافها صورة لحاسوب ألتير 8800، وكتب تحت الملف: "أول حاسوب ميكروي مخصص للأغراض التجارية"، فانطلق مسرعاً لرؤية بيل، حينها أدرك الاثنان أن هذا الحاسوب يحمل معه فرصتهما الكبرى والتي طالما حلما بها. 

خلال أيام اتصل بيل بشركة ميتس الشركة المنتجة لحاسوب ألتير 8800، وأخبرهم أنه قد طور هو وزميله بول آلان (برنامج مترجم) للحاسوب مكتوباً بلغة البرمجة بيزيك "Altair BASIC - interpreter "، وقد كانت هذه كذبة كبرى؛ فلم يكن بيل قد كتبا سطراً برمجياً واحداً لهذا الحاسوب ولم يشاهداه إلا في صور المجلة فقط ولم يمتلكا حتى معالج إنتل 8080 الذي يعمل عليه، لكن الشركة وافقت على مقابلتهما وتجريب النظام الجديد مما دفعهما للبدء بالعمل وبسرعة على كتابة البرنامج. كانت عملية كتابة البرنامج مَسؤُولِيَّة بيل غيتس، بينما بدأ بول آلان العمل على إيجاد طريقة لعمل محاكاة للحاسوب ألتير 8800 على أجهزة حاسوب "PDP-10" المتوفرة في الحرم الجامعي لتجريب البرنامج عليه. وبعد مرور ثمانية أسابيع من العمل المستمر شعر الاثنان أن برنامجهما صار جاهزاً، فاستقل بول آلان الطائرة متوجهاً إلى شركة ميتس لعرض البرنامج، وفي اجتماع عقد في شركة ميتس وبحضور رئيس الشركة حمل بول البرنامج على الحاسوب، وبدأت عملية تشغيل البرنامج الحقيقية لأول مرة. وكانت المفاجأة، فقد عمل البرنامج بكل سلاسة ودون أي أخطاء.

 

تعاقدت شركة ميتس مباشرة مع كل من بيل وبول لشراء حقوق الملكية للبرنامج، وعين بول آلان نائباً لرئيس قسم البرمجيات في الشركة. وبالمقابل ترك بيل جامعة هارفارد وانتقل للعمل مع بول في تطوير البرمجيات؛ فقد أدرك الاثنان أن المستقبل يكمن في سوق البرمجيات، وأن عليهما أن يتصدرا هذا الدرب.

ولادة شركة مايكروسوفت

قرر الاثنان إنشاء شراكة خاصة بينهما لتطوير البرامج، أسمياها شركة "Micro-Soft"، وبعد تعرض البرنامج لعمليات القرصنة، قامت شركة مايكروسوفت بتطوير برنامج مترجم لشركة كومودور العالمية، وتم تضمين البرنامج لأول مرة داخل رقاقة ذاكرة القراءة فقط لحاسوب كومودور بت (Personal Electronic Transactor-Commodore PET).

ومع نهاية عام 1976م تم تسجيل مايكروسوفت رسمياً كشركة مستقلة، وبلغت أرباحها ما يقارب 104 ألفاً و216 دولاراً، واستمرت شركة مايكروسوفت في تطوير البرامج للأنظمة المختلفة.

ولادة مايكروسوفت ويندوز والمواجهة مع شركة أبل

في العام 1985م أنتجت مايكروسوفت النسخة الأولى من نظام تشغيل ويندوز 1.0، وكان هذا النظام بديلاً لنظام التشغيل إم إس-دوس ومنافساً لأنظمة التشغيل الأخرى المتوفرة في السوق، حيث مكّن هذا النظام الجديد المستخدمين من استخدام مؤشر الفأرة (mouse)، والتنقل بين عدة نوافذ في نفس الوقت، مع احتوائه على عدة تطبيقات مثل: برنامج المفكرة (notepad)، وتقويم سنوي، وساعة، وبرنامج الآلة الحاسبة، بالإضافة لإمكانية تفعيل نظام التشغيل إم-إس دوس، وتوالت النسخ المحدثة من نظام ويندوز.