الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد عمر يكتب: العنف النسائي.. خطر يهدد الأمن المجتمعي

صدى البلد

 المرأة ليست مجرد كائن حي يمثل جنسا آخر للبشرية، وليس من العدل وضعها في مقارنة مع رجل عظيم أو أدنى، ولسنا في حاجة إلى الإشارة نحو أهميتها العظمى في ترتيب وتنظيم المجتمع والحياة، ولكن يقع على عاقتنا في هذا المقال ثمة حيرة وريب فيما نسمعه ونشهده من عنف نسوي أظن لو أستمر في الإنتشار لوقعنا جميعاً في خطر داهم، كما سنفتقد العقدة الباقية من وجودنا في ظل كم هائل من الأمراض التي لازمتنا بفعل فاعل، من إهدار للذوق العام، وحل روابط المجتمع الفطرية والموضوعة، وضياع القيمة والمعيار في كل شئ تقريباً. إن المرأة لها الحق في العمل والزواج والإنجاب والوحدة! لها الحق في التعلم والحرب والسلام، لها الحقوق في الأب والأخ والزوج والأبناء، ولها أن تقرر ما إذا كانت تتحمل واجبتها نحوهم بدون تفريط أو لا، تمتلك كل السبل في إنتشال المجتمع الذكوري من كبوته، حيث قدرتها التي فطرت عليها في العطاء والحب، قدراتها البالغة في أن تقود حرب أو أن ترسي مبادئ للسلام، ونحن كرجال نعترف بذلك الفضل الكبير لهم، نعترف بكلنا الآخر لا نصفنا، ونعتقد بهم في كل شئ حتى الجنة.. فهم الحور والفوز الكبير! نود لو عدنا أيها السيدات لما تشكل في وجداننا منذ الأجداد الأوائل، منذ أن بدأ التاريخ الإنساني من عند الله رب العالمين، كيف رأيتم آدم بمفرده في الجنة؟ وكيف رأيتم حواء في الأرض؟ ألم يكونوا إثنين يسكنان في جنة واحدة، وإثنين قد إرتكبا الجريمة الأولى فسقطا؟ وكيف إلتئما بعضهما البعض؟ أما بعد لماذا أصبحنا بلا رباط مقدس ليس بعده رباط؟ ومن سمح بهذا الإنحطاط والتفكك؟ أعلم وفق ما أعلمه من المجتمع نفسه الكم الهائل من ضغوطات الحياة القاسمة لأي ظهر، ونعاني الفقر والجهل والمرض في أغلبنا، ونتجاهل كثيراً كثيراً من أحلام تراوضنا منذ الصغر لضيق في الرزق أو كضيق في السعي، تركنا عاداتنا في الود وصلة الرحم والإستمتاع والعطاء للآخر والحب، أصبحنا بني ماديين لا حس فني لدينا ولا ذوق ولا أخلاق، بشر كالصخور والحديد لا يشعرون ولا يستشعرون، إلى أن وصلنا لنفق مظلم لا بدو له ولا طريق سوى طريقا واحداً.. بأن نعود من جديد كإنسانيين حقيقيين! لماذا ضحينا بأنفسنا مقابل فناء؟ لماذ باتت الروح جامدة لا ترطبها سوى بضعة ألاف من الجنيهات؟ أين الأخلاق العاطفية بين الأزواج والمتراحمون والجيران؟ أهلكتنا ثقافات إنفتحنا إليها بجهل وعقم، وقادنا الجمال الزائف لأكبر جريمة في تاريخنا المصري؛ وهي تخلينا عن الهوية نفسها، فلا وجود لخاطر أو عاطفة أو رابط مقدس أو مجتمعي بات بمعناه وجوهره، فرأينا الطلاق وفوضى المحاكم والتشريد وأخيراً القتل!! أما عن الموت الحقيقي الذي ليس به دماء، أو الموت الخفي الباهت كالخيال من وراء الستار، فهو أخطر الأنواع جميعاً وهو قتل المشاعر الإنسانية ووفاة المجتمع، الإنهيار الشامل وأخره، أستزد على ذلك ذهاب المستقبل بعيداً بلا ملامح؛ أطفالا بلا أب أو أم، يتسخون بقذرات والديهم، ولا تخفى من أمام أعيونهم مواقف القتل والعنف، أتسمحون بإلقاء هؤلاء الملائكة الصغار في القمامة؟ أم ستتركونهم في سجون الدنيا القاسية؟ أم ستدفنوهم أحياء بلا رابط أو صلة؟ أم متى ستعودون إلى رشدكم!! ألقوا مخلفات المادية بعيداً عن مجرى الحياة الطبيعية، وساهموا في إرساء القيم الجديدة التي تستحق من أجلها التضحية والفداء، وتخلوا تماماً عن المظاهر الكاذبة التي تدمر كل عاطفة أو حس، عيشوا فقراء واجتهدوا، واجعلوا من الحب محركا أول لكل طموح أو حلم، هددوا اليأس بنظرات متفائلة، وانظروا نحو داخلكم النقي، لا تألموا الروح حتى تذهق وتذكروا إنها فقط الباقية.. لا طعام مكلف، ولا ملبس مطرز، ولا بيت مزخرف؛ فكلها بدون أي نعمة في الصحة أو السلام النفسي أو الإستقرار الأسري مجرد أشياء لا قيمة لها، أما القيمة الحقيقة التي يجب الحفاظ عليها والتضحية في سبيلها هي الأسرة أيا كانت تتكون من فردين أو أكثر. سيروا معا في رحلة كفاح تفخرون بأنفسكم لخوضها، وأبذلوا الجهد والعرق من أجل الوصول، وأتركوا الجهل، فموتكم إن قتلتم إنتحار، وقتلكم إن قتلتم لن يغير شئ من واقع أليم وأكثر منكراً وتراجع؛ بينما التخلي عن ماديات زائفة، وإرساء مبادئ الزواج الحقيقية وقيمه، والإستماع إلى نصائح المتخصصين وأهل الخبرة، كلها أشياء تحد من التعاون على الإثم وضياع المجتمع، تعاشوا بالمعروف أو إنتهوا، ضحوا من أجلكم أو لا تضحوا، أنظروا نحو قلوبكم وروحكم أو ظلوا كالآلات لا حياة لها ولا خلود!!