الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى أحداث 11 سبتمبر.. انهيار الأسواق العالمية وارتفاع الذهب والنفط.. والخبراء: أمريكا الحصان الرابح فعليا بسيطرتها على بترول العراق وليبيا

صدى البلد
  • حربى: الأحداث أثرت على اقتصاد آلاف الشركات الاقتصادية حول العالم
  • الشافعى:  أمريكا حققت مكاسب من السيطرة على أكبر احتياطى للنفط فى العالم فى العراق وليبيا 
  • خسائر البورصات العالمية وشركات التأمين

 

 

تباينت آراء رجال الأعمال  حول تأثير الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هجمات 11 سبتمبر على الاقتصاد العالمي، حيث أكد البعض أن لغة الأرقام لا تكذب، وأن المستفيد الأول من ١١ سبتمبر هى أمريكا بعدما استغلت الهجمات لإطلاق حملات عسكرية استهدفت أفغانستان ومن بعدها العراق، والسيطرة على سوق النفط فى العالم، فيما رأى البعض أنها كانت كارثة على الأسواق العالمية والبورصة والسياحة وحركة الطيران وسببت العديد من الخسائر 

من جانبه، أكد محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أن أحداث ١١ سبتمبر أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد العالمى ككل، وليس على الاقتصاد الأمريكى منفردا نتيجة سقوط برجى التجارة، وهما أكبر جهتين فى العالم، حيث توقفت آلاف الصفقات التجارية حول العالم كانت تتم عبر هذه الكيانات التى تعرضت للهجوم، وهذا الشق الظاهر. 

وقال حربى، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إن الشق الباطن فى مسألة ضرب أبراج التجارة هو تكلفة الحرب المستقبلية لأمريكا على مدى ٢٠ سنة تقريبا تكلفت تريليونات الدولارات وتستمر آثارها حتى الآن.

وأضاف أن الأحداث أثرت على اقتصاد آلاف الشركات الاقتصادية حول العالم، والتى كانت ترتبط بشكل مباشر مع شركات أمريكية بل الحكومة الأمريكية نفسها، الأمر الذى كبد هذه الشركات ملايين الدولارات من الخسائر، بجانب تراجع كبير فى أداء البورصات وقتها والتى تطلبت مددا أكبر للتعافى.
واختلف معه فى الرأى المهندس حسن الشافعى، رئيس مجلس الأعمال المصرى الرومانى سابقا، حيث يرى أن المستفيد الأول من ١١ سبتمبر هى أمريكا، مشددا على أن كل ما جرى من أحداث فيما أعقب الإعلان عن فزاعة الإرهاب ومحاربة الإرهاب المتأسلم التى تلت ١١ سبتمبر بمختلف أشكاله هو مصدر ربح للولايات المتحدة الأمريكية، وكل الأحداث التى وقعت بعد ١١ سبتمبر بداية من غزو العراق وصولا إلى الربيع العربى والاستحواذ على النفط العراقى والليبى، حقق مكاسب مهولة للاقتصاد الأمريكى عبر بوابة استخدام فزاعة الإرهاب من أجل تحقيق مكاسب مادية، وهى ما بررت لأمريكا التدخل فى المناطق المختلفة من العالم، سواء فى آسيا مثل أفغانستان والمنطقة العربية مثل العراق وسوريا واليمن وفى شمال أفريقيا مثل ليبيا، وهذا ما يتضح من مكاسب أمريكا من السيطرة على أكبر احتياطى للنفط فى العالم فى العراق، والسيطرة على النفط الليبى وشراء برميل النفط بـ ٩ دولارات بدلا من ١٠٠ دولار السعر العادل للنفط فى ذلك الوقت.

الإرهاب صناعة أمريكية

وأشار “الشافعى” إلى أن أمريكا هى من صنعت الإرهاب وتربحت من ورائه بشكل كبير خلال العقود الماضية بداية من القاعدة وجبهة النصرة وداعش، وجاءت بعد سنوات تحت شعار محاربة الإرهاب لتكافح الحركات التى أسستها بنفسها، وعلى رأسها تنظيم القاعدة الذى أسسته رسميا فى أفغانستان لمحاربة الشيوعية التى كان يتزعمها الاتحاد السوفيتى المسيطر على أفغانستان فى ذلك الوقت، ويبدو أن الغرب اتفق على خلق فزاعة جديدة بداية من عام ١٩٩٣ بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، ألا وهى محاربة الإرهاب المتأسلم.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة بدأت موجة الترويج لفزاعة محاربة الإرهاب، وبدأت أمريكا بتوظيف القاعدة للتدخل فى المناطق التى تريد غزوها من أجل التوغل فى العديد من المناطق والبلدان بعد التخلص من الاتحاد السوفيتى، ومن هنا بدأت أمريكا فى السيطرة على الموارد الطبيعية، من أجل قطع طريق الحرير ومحاولة السيطرة على الصعود الصينى المتسارع، وبدأت فى غزو العراق والحصار الاقتصادى على البلاد، وبدأت أمريكا فى التغلغل والسيطرة وتحقيق كل المكاسب الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية بزعم محاربة الإرهاب التى كانت أول من صنعه.

مكاسب بالجملة

ولفت إلى أن المجتمع الأمريكى لا يزال يعيش فى أزهى عصوره بداية من الفترة التى أعقبت ١١ سبتمبر، وبالنظر إلى فترة حكم باراك أوباما نجد أن المواطن الأمريكى وصل لذروة المكاسب الاقتصادية والاجتماعية، وفى الوقت الحالى أمريكا سيطرت على كل تحويلات الأموال الشرعية وغير الشرعية عبر قانون تجفيف منابع الإرهاب وهذه مكاسب هائلة، بجانب البترول والسيطرة على سوق البترول فى العالم، وشراء البترول الليبى بأبخس الأسعار بعد اسقاط القذافى، لذلك نقول إنهم هم المستفيدون على طول الخط.

خسائر البورصات العالمية وارتفاع الذهب 

فور الأحداث تأخر افتتاح بورصة نيويورك (NYSE) بعد تحطم الطائرة الأولى في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، وأُلغي التداول لهذا اليوم بعد تحطم الطائرة الثانية في البرج الجنوبي. 

وألغت بورصة نازداك التداول أيضا، ثم أُخليت بورصة نيويورك وكذلك جميع البنوك والمؤسسات المالية تقريبا في وول ستريت وفي العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد. 

كما أُغلِقت بورصة لندن وغيرها من أسواق الأوراق المالية حول العالم وأُجليت خوفا من استمرار الأحداث الإرهابية. 

بقيت بورصة نيويورك مغلقة حتى يوم الاثنين التالي، وكانت هذه المرة الثالثة في التاريخ التي شهدت فيها بورصة نيويورك إغلاقا مطولا، حيث كانت المرة الأولى في الأشهر الأولى من الحرب العالمية الأولى والثانية في مارس 1933 خلال فترة الكساد الكبير.

 كما توقف التداول في سوق السندات الأمريكي؛ كان تاجر السندات الحكومية الرائد، كانتور فيتزغيرالد، متمركزا في مركز التجارة العالمي، وقد أُغلقت بورصة نيويورك التجارية لمدة أسبوع بعد الأحداث.

وأصدر نظام الاحتياطي الفيدرالي بيانا قال فيه إنه مفتوح وتحت التشغيل، وتسهيل الإقراض متاح لتلبية احتياجات السيولة.

وأضاف الاحتياطي الفيدرالي 100 مليار دولار أمريكي من السيولة في اليوم، خلال الأيام الثلاثة التالية للأحداث، للمساعدة في تجنب حصول أزمة مالية. 

ووصف حاكم الاحتياطي الفيدرالي روجر دبليو فيرغسون جونيور بالتفصيل هذه الإجراءات وغيرها التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على استقرار الاقتصاد وتعويض الاضطرابات المحتملة التي تنشأ في النظام المالي

وارتفعت أسعار الذهب من 215.50 دولار أمريكي إلى 287 دولار أمريكي للأوقية في تداول لندن.

 

ارتفاع النفط وانخفاض العملات 

 كما ارتفعت أسعار النفط، وارتفعت أسعار الغاز في الولايات المتحدة أيضًا لفترة وجيزة، على الرغم من أن الارتفاع الكبير في الأسعار استمر نحو أسبوع واحد فقط.

واستمر تداول العملات، حيث انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد مقابل اليورو، والجنيه البريطاني، والين الياباني في اليوم التالي.

تراجع الأسواق الأوربية 

وتراجعت أسواق الأسهم الأوروبية بشكل حاد، بما في ذلك الانخفاض بنسبة 4.6% في إسبانيا، و8.5% في ألمانيا، و5.7% في بورصة لندن. 

كما هبطت الأسهم في أسواق أمريكا اللاتينية، مع انخفاض بنسبة 9.2% في البرازيل، و5.2% في الأرجنتين، و5.6% في المكسيك، قبل منع التداول.

وفي الأسواق الدولية والمحلية، تضررت أسهم الشركات في بعض القطاعات بشكل خاص، وانخفضت أسهم شركات السفر والترفيه بينما ارتفعت أسهم شركات الاتصالات والأدوية والشركات العسكرية/الدفاع، وعانت وكالات السفر عبر الإنترنت بشكل خاص، لأنها تلبي احتياجات السفر الترفيهي.

قطاع التأمين نزيف خسائر 

كانت خسائر التأمين بسبب أحداث 11 سبتمبر أكبر بأكثر من مرة ونصف مما كان في السابق أكبر كارثة “إعصار أندرو” من حيث الخسائر.

وشملت الخسائر توقف الأعمال (11.0 مليار دولار)، والممتلكات (9.6 مليار دولار)، والالتزامات (7.5 مليار دولار أمريكي)، وتعويض العمال (1.8 مليار دولار أمريكي)، وغيرها (2.5 مليار دولار أمريكي).

 وشملت الشركات ذات الخسائر الأكبر بيركشير هاثاواي، ولويدز، وسويس ري، وميونخ ري، وجميعها شركات إعادة تأمين، بخسائر تزيد على 2 مليار دولار أمريكي لكل منها.

وانخفضت أسهم شركات إعادة التأمين الرئيسية، بما في ذلك سويس ري وبالويز انشورانس غروب بأكثر من 10%، في حين انخفضت أسهم سويس لايف بنسبة 7.8%.

على الرغم من أن صناعة التأمين احتفظت باحتياطيات غطت أحداث 11 سبتمبر، كانت شركات التأمين مترددة في الاستمرار في توفير التغطية للأحداث الإرهابية المستقبلية،  فقط عدد قليل من شركات التأمين واصلت تقديم مثل هذه التغطية.