الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طعنة لـ باريس وبكين.. تفاصيل انسحاب استراليا من صفقة القرن مع فرنسا

غواصة نووية
غواصة نووية

أعلنت أستراليا، اليوم الخميس، انسحابها رسميًا من صفقة غواصات من فرنسا، وإطلاق شراكة أمنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إن بلاده لن تمضي في صفقة الغواصات مع فرنسا، وبدلا من ذلك ستطلق شراكة أمنية، مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مشيرا إلى أن بلاده ستحصل في إطار هذه الشراكة على غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وجاءت هذه الخطوة بعدما أعلن زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، أمس الأربعاء، تأسيس شراكة أمنية بين الدول الثلاث في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما يشمل مساعدة أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، في ظل تنامي النفوذ الصيني في المنطقة.

وسميت المعاهدة الأمنية الجديدة "أوكوس" والتي تم الإعلان عنها خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض وشارك فيها عبر الفيديو كل من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون و الأسترالي سكوت موريسون.

ويمثل هذا الإعلان نقطة تحول استراتيجي لا سيما وأنها المرة الأولى التي ستشارك فيها الولايات المتحدة مثل هذه التقنية الحسّاسة مع دولة أخرى غير بريطانيا.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن "الدولة الوحيدة التي شاركت الولايات المتحدة معها هذا النوع من تكنولوجيا الدفع النووي هي بريطانيا" وذلك منذ 1958.

يذكر أن أستراليا وقعت اتفاقية الغواصات مع فرنسا عام 2016، والتي نصت على بناء 12 غواصة تعمل بالطاقة التقليدية، وتبلغ التكلفة الإجمالية للبرنامج، الذي كانت المجموعة البحرية الفرنسية مسؤولة عنه، 50 مليار دولار أسترالي.

وردًا على ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، انسحاب أستراليا من صفقة  الغواصات "قرار مؤسف".

وأضافت: "أستراليا تراجعت عن تلك الصفقة لكي تحصل في إطار شراكة أبرمتها مؤخرًا مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات تعمل بالدفع النووي".

وتابعت وزارة الخارجية الفرنسية: "هذا قرار مخالف لنصّ وروح التعاون الذي ساد بين فرنسا وأستراليا والخيار الأمريكي الذي يؤدي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي مثل فرنسا من شراكة مزمنة مع أستراليا في وقت نواجه فيه تحديات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لفرنسا إلا أن ترصده وتأسف له".

وعلق مرة أخرى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على قرار أستراليا قائلا إن بلاده تشعر بخيانة من قرار أستراليا المفاجئ، مضيفا "فهو يذكرنا بترامب".

واعتبر لودريان أن فسخ أستراليا لعقد شراء الغواصات من باريس بمثابة "طعنة في الظهر".

ولفت وزيرة خارجية فرنسا: "نحتاج إلى تفسيرا واضحا من أستراليا حول تراجعها عن صفقة الغواصات النووية".

بدورها، أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أن تراجع أستراليا عن عقد شراء غواصات من فرنسا أمرا "خطيرا".

أما الصين، فعلقت سفارة بكين في الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاقية الشراكة العسكرية بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا قائلة إنه يجب على البلدان الثلاثة التخلي عن "عقلية الحرب الباردة".

ووجه رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون اليوم الخميس، دعوة مفتوحة للحوار إلى الرئيس الصيني تشي جين بينج،

وقال موريسون في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: "نوجه دعوة للرئيس الصيني لعقد مباحثات مفتوحة".

وعلقت بعد ذلك وزارة الخارجية الصينية، على اتفاق الشراكة العسكرية قائلة إنه يهدد السلام والاستقرار الإقليميين، مشيرًا إلى أن الأمر يضر بالنظام الدولي لحظر انتشار الأسلحة النووية.

ووفقُا لوكالة "رويترز" للأنباء، أكدت وزارة الخارجية الصينية أنه على الاتفاقيات الإقليمية ألا تضر بمصلحة أي طرف ثالث.

فيما أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن، أن الحظر الساري منذ عقود على دخول أي قطعة بحرية تعمل بالدفع النووي مياه بلادها سيسري على الغواصات التي تعتزم أستراليا الحصول عليها.