الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبول الأخر والحساسية للرفض

تعددت البحوث فى الأونة الأخيرة، فى مجال علم النفس حول تجربه الإقصاء الإجتماعى والرفض ، حيث أثبتت العديد من النتائج أن الرفض يؤثر على الحالة الوظيفيه النفسيه والسلوك عند الأشخاص ، فتثير العداء وتخل بالتنظيم الذاتى وتجعل التحكم المعرفى مجهداً ، ويقلل إحتمال وقوع السلوك المحبذ إجتماعياً ، ويوجه الأفراد نحو البحث عن معلومات عن المصادر المحتملة للقبول 
ونجد أن غالبية الناس معنيون بتجنب رفض الأشخاص المهمين مثل : الأقرباء والأصدقاء والأحبة ، فإن الناس يتباينون فى درجة شدة ردود أفعالهم تجاه الرفض أو التهديد بالرفض ، أن توصيف الأشخاص الذين يستجيبون بشدة للرفض على أنهم يعانون من حساسية للرفض ، وهذا المصطلح يضرب بجذوره فى تاريخ طويل فى مجال الطب النفسي ، حيث وصف تلك الدائرة المفرغة من القلق بسبب الرفض ، التى تؤدى الى إستجابة الأشخاص بغضب شديد تجاة ( ما يبعث على الشعور بالرفض ، بل ويمتد ذلك الى إستباق الرفض . ويعد العداء المطروح ، عنصراً ذا أهمية فى تكوين دائرة مفرغة يصعب الفرار منها .
وأرى أن الأفراط فى حساسية الرفض تنشأ بسبب خلل وظيفى فى تربية بعض الأشخاص ، فالسنوات الأولى فى عمر الطفل لها دور كبير وفعال فى تأصيل معتقدات هامه فى البناء المعرفى للطفل ،ومنها قبول الأخر وأول المفاهيم التى يجب على الأسره غرسها فى عقول الأبناء أن لا يكون الطفل محل مقارنه بين ما يقوم به من تصرفات وبين تصرفات أقرانه 
قبول الآخر"يرادفه: الرأي الآخر.. عدم إقصاء الآخر.. عدم إلغاء الآخر.. التعايش مع الآخر  
- هو: أبوك، وأمك، وأخوك، وابنك، وزوجك، وابنتك، وابن قبيلتك، وجارك، وابن بلدك 
أو المختلف عنك فى الدين أو اللون أو الجنس أو الطبقة الإجتماعيه  وهو: أخوك في الدين  
لابد ان نعلم أطفالنا منذ الصغر أن يقبل فى الأخر ، الإستماع له ومحاورته بالحجه والمنطق ليس لرفضه بل لتبادل الأفكار معه والنقاش الخلاق ، قبول التعامل مع الأخر ، قبول التعايش معه بسلام وأمان التعامل معه كأنسان مثل مثله ،قبول الأخر مهما كانت عقيدته أو دينه أو ما يؤمن به ، احترام أفكاره مهما أختلفت مع أفكارى 
قبول الأخر هو البعد عن الوصم والتمييز والتعصب للرأى الواحد ، البعد عن الإقصاء ، بسبب اللون أو الجنس ، هو البعد عن التنمر والإساءه للأخر كونه مختلف عنى أو من ثقافة أو بلد او طبقه أخرى ، قبول الأخر هو البعد عن العدائيه والرفض 
أجد أن تربية الإنسان ونشاته فى كنف أسره لديها معتقدات إيجابيه صحيحه وأخلاق وضمير ووعى بمتطلبات العيش بسلام وامان هى الأسره القادره على خلق جيل واعى يؤمن بحرية الإختلاف وقبول الأخر 
جيل بعيد عن التطرف الفكرى والعدائية تجاه الأخر المختلف عنه أو عن جماعته ، جيل متفتح ومنفتح على العالم من حوله يتقبل نفسه ويتقبل التنوع والإختلاف فى خلق الله ، جيل يعى تحمل مسؤلية أفعاله وسلوكه والاراء النابعه عن معتقدات صحيحه ترسخه فى عقله بحكم التنشأه والتعليم والثقافه والفهم الصحيح للدين ومكارم الأخلاق 
الرفض والنبذ والتمييز والوصم داخل المجتمعات يؤدى الى عواقب وخيمه على النواحى النفسيه والوجدانيه والسلوكيه لدى المنبوزين والمهمشكين داخل تلك المجتمعات ،مما ينعكس بالسلب على المجتمع بأثره فى شكل تطرف فكرى وأرهاب وعنف وتنمر بالأخر وتحرش ونبذ وعدائيه وقتل ، لأقصاء الأخر المختلف ورفضه شكلاً وموضوعاً ، دون أن أعرف أو أتعلم من هو الأخر هذا ؟ ولماذا هو مختلف عنى ؟  الرفض من أجل رفض الإختلاف والتنوع 
نحن فى أمس الحاجه الأن لتعديل تلك المفاهيم المغلوطه المترسخه فى أدمغة العديد من أفراد المجتمع وتسببت فى أنهيار مجتمعات باكملها 
نحن على اعتاب استراتيجيه وطنية لحقوق الإنسان ، تحتاج منا تربية للنشئ على اسسس ومعتقدات صحيحه ، وتفتح ذهنى لقبول الأخر والأعتراف به وضمان حياه كريمه لكل البشروالأجيال القادمه ، وللحديث بقية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط