EN
يعشق البعض تربية الحيوانات والطيور داخل منازلهم وهو أمر طبيعي عندما تقتصر أنواع تلك الحيوانات على الكلاب أو القطط انما يخرج الأمر عن المألوف عندما تتطرق تلك الهواية الى تربية حيوانات مفترسة واخرى مهددة بالانقراض والتي قد تسبب كارثة مثلما حدث عام 2016 عندما هرب نمر من مزرعة بمدينة العياط وافترس طفلة ليقتلها في الحال ثم يقتله أهل المدينة فيما بعد.
للسيطرة على تلك الهواية القاتلة تشن وزارة البيئة بالتعاون من الطب البيطري وحديقة الحيوان حملات مستمرة على المزارع التي ترد معلومات حول اقتناء مالكيها لتلك النوعية من الحيوانات والطيور لمنع الإتجار غير المشروع بالحياة البرية وما قد تسببه من كوارث وأزمات.
90 حيواناً برياً
آخر تلك الحملات تم شنها أمس استهداف مزرعتين بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات وحديقة الحيوان بالجيزة بعدما وردت معلومات بوجود حيوانات برية غير مرخصة بالمزارع الموجودة بمنطقة الريف الاوروبى بطريق القاهرة الأسكندرية الصحراوى بالمخالفة لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 و تعديلاته فيما يتعلق بعمليات حيازة والاتجار غير المشروع بالحياة البرية.
اسفرت الحملة عن ضبط 4 محنطات متنوعة و 90 حيوانا بريا متمثل فى عدد 4 ببغاوات كوكاتو أصفر و عدد 17 ببغاءً درة مطوقاً كذلك ٢٦ ببغاءً رمادياً افريقياً و عدد 3 قرود من نوع النيل الأزرق افريقى، بالإضافة إلى عدد 20 سلحفاة سوداني و4 ببغاوات مكاو وعدد 8 قرود من نوع باتاس علاوة على 5 قرد مونا و3 سلحفاة برية مصرية بالمخالفة للقانون حيث تم اتخاذ الاجراءات القانونية حيال المخالفين ومصادرة الحيوانات المذكورة وإيداعها بحديقة الحيوان والعرض علي النيابة العامة لتحريك الدعوي الجنائية ضد المخالف.
لم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها حيث تم ضبط العديد من المزارع غير المرخصة لتربية حيوانات مفترسة فمنهم من يقتنيها كهواية ومنهم من يأخذها كتجارة مربحة للغاية حيث يصل سعر الحيوان الواحد الى مئات الآلاف من الجنيهات مثل الأسد الابيض النادر.
أسود أفريقية وتمساح بالمنصورية
في شهر فبراير الماضي نفذت وزارة البيئة حملة تفتيشية على مزرعة خاصة بطريق ترعة المنصورية للتأكد من تنفيذ قانون البيئة والقوانين المنظمة لعمليات الاتجار في الحياة البرية والاتفاقيات الدولية المعنية وذلك بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات وحديقة الحيوان بالجيزة.
حيثوردت معلومات بوجود حيوانات برية غير مرخصة بمزرعة خاصة بطريق المنصورية وسط الكتلة السكنية بالمخالفة لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته فيما يتعلق بعمليات حيازة والاتجار غير المشروع بالحياة البرية.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن الحملة أسفرت عن ضبط 22 حيواناً برياً تمثل 6 أنواع وهي: 2 أسد أفريقي وتمساح بالإضافة إلى طائر بشاروش (فلامنجو)، و14 يمام إمري، و3 طاووس هندي علاوة على فزان ذهبي "طائر" بالمخالفة للقانون.
نسانيس حدائق الأهرام
في منتصف شهر اغسطس الماضي أصيب سكان منطقة حدائق الأهرام بحالة من الذعر عقب شكوى عدد كبير من قاطنيها برؤيتهم لنسانيس تدخل الى شرف منازلهم وخشيتهم من إيذائهم أو إيذاء أطفالهم، تحركت الأجهزة الامنية بالجيزة بعد التنسيق مع المختصين من الطب البيطري وحديقة الحيوان للسيطرة على النسانيس الهاربة والامساك بها ومعرفة مصدرها.
بعد عدة ايام من البحث ومحاولات استدراج النسانيس بـ "الموز المخدر" تم الامساك بهم وتبين انهما 2 نسناس ملك أحد الاشخاص يمتلك محلا لبيع تلك النوعية من الحيوانات ولكنه اصطحبهما إلى منزله وهربا من الشرفة اثناء فتحها وتم اتخاذ الاجراءات القانونية ضده وإحالته للنيابة العامة.
نمر العياط افترس طفلة
عام 2016 فوجئ اهالي قرية كفر حميد بالعياط بمقتل طفلة تدعى اماني تبلغ من العمر 9 سنوات اثر نهش حيوان مفترس لرقبتها، والد الفتاة فور صراخها شاهد نمرًا ضخمًا يهرب من المكان عقب مهاجمة الطفلة وكشفت تحقيقات نيابة العياط حينها ان نمرا هاربا من مزرعة لتربية الحيوانات المفترسة وراء الحادث وان المزرعة الهارب منها النمر تحتوي علي اعداد كبيرة من الحيوانات المفترسة بجميع انواعها.
وتبين ان مالك المزرعة مورد للحيوانات المفترسة حيث يقوم بتوريدها لخارج البلاد ولحديقة "افريكانو بارك" مقابل مبالغ مالية طائلة كما ان المزرعة تحتوي انواع من الحيوانات مثال الاسود والنمور والثعابين والقرود فضلا عن انواع نادر مثل النمور البيضاء والتي يبلغ ثمن الواحد منها مبلغ 600 الف جنيه .
وكشف شهود العيان حينها أن هناك مزرعة لتربية الحيوانات المفترسة بمنطقة جبلية تقع بالقرب من المنطقة السكنية التي وقع بها الحادث، ورجحوا أن يكون النمر قد هرب منها، حيث إن عددًا من الأهالي لاحظوا تجول النمر في المنطقة قبل يومين من الحادث.
وأضاف شهود العيان أنه خلال وجود الطفلة بحديقة محاطة بثلاثة أسوار، وهي تحمل طفلًا رضيعًا على يدها يبلغ من العمر 9 أشهر، انقض النمر عليها، ونهشها في رقبتها، ولم يمس الطفل.
وكشف التقرير النهائى للجنة الطب البيطرى المشكلة من وزارة الصحة، لتوقيع الكشف الطبى على حيوانات مزرعة العياط، عن ان البيئة التى يتم تربية الحيوانات فيها غير مناسبة أو مؤهلة لاستقبال حيوانات ذات طبيعة مفترسة (النمور،الأسود،الضباع)، فضلاً عن حيوانات سامة (الثعابين،الأفاعى)، مما يشكل خطر على القائمين عليها وعلى المواطنين المحيطين بتلك المزرعة.
وتبين أن الأقفاص المخصصة لإيواء الحيوانات غير مؤمنة بشكل كافى ولا يوجد عليها أقفال، ويمكن لها الخروج بسهولة، فضلاً عن أن أسوار المزرعة منخفضة للغاية حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 2.5 متر، مما يسهل عملية الخروج منها خاصة وأن معظم الحيوانات التى يتم تربيتها بداخل المزرعة من الحيوانات التى تتميز بالسرعة والمرونة والمراوغة.
وأوضح "التقرير"، انه على الرغم من اتساع مساحة المزرعة التى تبلغ ما يقرب من 5 أفندة ووقوعها فى منطقة جبلية، الا ان ذلك لم يكفل لها الحماية اللازمة، وتأمين الحيوانات من الهرب، خاصة وانها لا تبعد أكثر من 450 متراً عن مساكن الأهالى وبالتحديد قرية كفر حميد، التى شهدت واقعة مقتل الطفلة "أمانى" على يد النمر المفترس.
وأشار التقرير الذى اعدته لجنة فنية متخصصة وأطباء بيطريين، تم تشكيلها من خبراء الحياة البرية فى حديقة حيوان الجيزة، الى ان وجود مجموعة من الحيوانات داخل المزرعة فى بيئة غير ملائمة لبيئتها الطبيعية التى تنشأ فيها، سبب لها حالة من الاضطرابات السلوكية، التى تسببت فى هياج بعض منها وعلى رأسها النمر الهارب الذى افترس الطفلة، وهو من النمور الإفريقية التى لا تعيش فى المناطق الجبلية الصحراوية.
حديقة حيوان بفيلا نخنوخ
عام 2012 داهمت الأجهزة الامنية فيلا صبري نخنوخ لتعثر حينها على عدد كبير من الحيوانات المفترسة مختلفة الأنواع والتي كانت بداية الكشف عنها العثور على كمية كبيرة من رؤوس وأحشاء حمير مذبوحة بالطريق الصحراوي في الاسكندرية، والتى أثارت الذعر بين المواطنين، حتى تأكد أنها كانت لإطعام أسود موجودة بالفيلا.
وعثر بحديقة الفيلا على 5 أسود مفترسة، داخل قفص حديدى مغلق، و6 كلاب مفترسة، و4 أحصنة، وزرافة، وثعابين ضخمة ومجموعة من الحيوانات الأليفة.
عقوبة تربية الحيوانات المفترسة
*طبقا للقانون يتعرض المواطنون الممتلكون للحيوانات المفترسة للمساءلة القانونية، وتتراوح العقوبة بين الحبس لعام و3 أعوام، والعقوبة الجنائية في حال تعرض أحد للإصابة بفعل الحيوان المربى.
*تشمل الحيوانات المفترسة أنواع الأسود والنمور والفهود والتماسيح والثعابين وعدد من الطيور الجارحة ممنوعة التربية في المنازل سواء كانت أشبالا أو كبارًا في العمر.
*في حال تربية حيوانات للأغراض غير المنزلية، على المربي الحصول على موافقة الأمن العام، ومديرية الصحة البيطرية التابع لها، وموافقة الزراعة، والبيئة، وتحديدًا قطاع الحياه البرية.
*تخضع الحيوانات للكشف الدوري والمتابعة العلاجية، وتشترط وزارة البيئة بألا تهدد الحيوانات المواطنين أو تروعهم في منازلهم أو تستخدم في أعمال أخرى مثل الأكل منها بما يخالف الشرع والقانون.
*يحظر قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته بالقانون رقم 9 لسنة 2009 والقانون رقم 105 لسنة 2015، ولائحته التنفيذية بكل تعديلاتها صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية التي تحدد أنواعها اللائحة التنفيذية للقانون.
*كما تحظر المادة نفسها حيازة هذه الطيور والحيوانات أو نقلها أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة.
*أما الماده رقم 84 من القانون نفسه، فتعاقب من يخالف ذلك بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
*يصادر القانون الطيور والحيوانات والكائنات الحية والنباتات والحفريات المضبوطة، وكذلك الآلات والأسلحة والأدوات ووسائل النقل التي استخدمت في ارتكاب الجريمة.
*مصر من الدول الموقعة على اتفاقية «سايتس» التي تُحرم البيع والإتجار في الحيوانات البرية.
* تجرم مصر طبقا لقانون البيئة تهريب الحيوانات المفترسة وعمليات الإكثار بالمخالفة للقانون.
