الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فشل استراتيجي.. قادة الجيش الأمريكي يعترفون بإخفاق تقديرات الانسحاب من أفغانستان.. بايدن رفض الاستماع لنصائحهم.. وخلاف بين الجنرالات حول مصداقية الولايات المتحدة

الانسحاب الأمريكي
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

أدلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي وقائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكينزي، بإفاداتهم أمس، الثلاثاء، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول عملية الانسحاب وإجلاء الرعايا من أفغانستان.

فشل استراتيجي

ووفقًا لقناة "فرانس 24"، اعترف القادة العسكريون الأمريكيون خلال إفاداتهم أمس بأخطاء في التقدير أدت إلى "فشل استراتيجي'' في البلاد مع استحواذ حركة طالبان على السلطة في كابول دون صعوبات بعد عشرين عاما من الحرب.

وأشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.

وأقر ميلي وقائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي علنا للمرة الأولى أنهما نصحا الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنب انهيار نظام كابول.

بايدن تجاهل نصيحة الجنرالات

واختار الرئيس الأمريكي عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكدا في أغسطس أنه لم يتلقاها. 

وقال بايدن في 19 أغسطس الماضي خلال مقابلة مع محطة "إيه بي سي" التلفزيونية: "لم يقل أحد لي ذلك على حد علمي".

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن "واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي دربناه مع شركائنا، غالبا من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا"، مضيفا: "سيكون مجافيا للحقيقة الادعاء بعكس ذلك".

وتابع: "لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسرة التي قررها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني".

ووقعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 29 فبراير 2020 في الدوحة اتفاقا تاريخيا مع طالبان نص على انسحاب كل القوات الأجنبية قبل الأول من مايو 2021 في مقابل الحصول على ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات مباشرة بين المتمردين والسلطات الأفغانية.

وبعدما تولى جو بايدن سدة الرئاسة الأمريكية ودقق في تفاصيل الاتفاق مدى أشهر، قرر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 أغسطس.

تضرر المصداقية

ورأى الجنرال مارك ميلي أن ما حصل شكل "فشلا استراتيجيا. فالعدو في الحكم في كابول. ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى".

وحذر كذلك من أن خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم داعش خراسان في أفغانستان "إمكانية واقعية جدا".

وفي حين يؤكد البنتاجون أنه قادر عن بعد على مواصلة الضربات عبر طائرات مسيرة ضد القاعدة وتنظيم داعش خراسان، سئل الجنرال ماكنزي عن فرص تجنب وقوع هجوم يستهدف المصالح الأمريكية تشنه جماعات جهادية انطلاقا من أفغانستان، فرد "يجب الانتظار لنرى".

وأشار الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.

وقال ميلي إن بلاده "لم تجر تقييما شاملا لمعنويات القيادة وعزيمتها"، وتابع "يمكن إجراء تعداد للطائرات والشاحنات والعربات والسيارات لكن لا يمكن قياس القلب البشري بواسطة آلة".

وظهرت تباينات بين موقفي رئيس الأركان ووزير الدفاع حين سأل عضو في اللجنة عما إذا تسبب الانسحاب بـ"تضرر" سمعة الولايات المتحدة.

وجاء في رد رئيس الأركان "أعتقد أن مصداقيتنا لدى حلفائنا وشركائنا في العالم، ولدى خصومنا، تخضع لإعادة نظر بكثير من التمعن"، وأضاف: "يمكن استخدام كلمة تضرر، نعم".

إلا أن وزير الدفاع خالفه الرأي قائلا: "أعتقد أن مصداقيتنا لا تزال متينة".

وأكد قائد أركان الجيوش الأمريكية أنه لم يشك يوما بالوضع الذهني للرئيس السابق دونالد ترامب في نهاية ولايته خلافا لتأكيدات صحافيين أقر بأنه تحدث إليهم.

وقال الجنرال ميلي أمام أعضاء الكونجرس في أول تصريح له حول هذه المسألة: "أنا على يقين أن الرئيس ترامب لم يكن ينوي مهاجمة الصينيين وكان يقع على مسئوليتي المباشرة باسم الوزير تبيان تعليمات الرئيس ونواياه".